1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

روسيا تلعب دور الوسيط في الشرق الأوسط

١٠ مايو ٢٠١٠

في أول مبادرة منذ ستينات القرن الماضي يقوم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بزيارة رسمية لسوريا في إطار التعاون في مجالات الطاقة والشؤون العسكرية بالإضافة الى موضوع العلاقات في الشرق الأوسط.

https://p.dw.com/p/NKUq
الرئيس الروسي ميدفيف في دمشقصورة من: AP Graphics/DW

زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى دمشق تأتي بعد ثلاث زيارات قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو منذ توليه الرئاسة. كما تأتي هذه الزيارة لتتوج تطورا هاما آخر حدث عام 2005 حين شطبت روسيا 11 مليار دولار من ديونها على سوريا والتي يعود بعضها الى ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وقد بلغ مستوى التبادل التجاري بين البلدين عام 2008 ملياري دولار.

"علاقة روسيا بسوريا تختلف عن علاقة الاتحاد السوفيتي السابق بها"

وتعتبر سوريا من اكبر مستوردي السلاح الروسي في الشرق الأوسط وهي تدعم روسيا في حربها مع جورجيا، من هنا تكتسب العلاقة بين البلدين طابعا استراتيجيا. ويرى البعض أن روسيا تسعى إلى استعادة نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق في الشرق الأوسط وأنها تحاول من خلال علاقتها بسوريا أن تجد لها موطئ قدم قرب المياه الدافئة ، ويبدو ان الحكومة الروسية تنظر الى ابعد من مجرد العلاقة التجارية الوثيقة مع الشريك الشرق أوسطي، فهي ترى في دمشق منفذا يؤهلها للاقتراب من قضايا المنطقة لا سيما العلاقات العربية الإسرائيلية.

الدبلوماسي الروسي السابق فيتشلاف موتوزوف وفي حديث مع دويتشه فيلله ذهب الى "أن علاقة روسيا بسوريا تختلف عن علاقة الاتحاد السوفيتي سابقاً بها، نافيا أن يكون بإمكان هذه الزيارة إحياء موقع روسيا في المنطقة وعازيا ذلك إلى أن سياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط اختلفت منذ سقوط الاتحاد السوفيتي . "ولدى سؤاله عن توقيت الزيارة الذي جاء بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تمديد العقوبات الاقتصادية على دمشق قال موتوزوف : " إن روسيا حسب اعتقادي لا تبني علاقاتها مع سوريا بناء على علاقة الأخيرة بالولايات المتحدة، ومشيرا إلى أن زيارة الرئيس ميدفيديف إلى سوريا تعقبها زيارة إلى تركيا وبذلك فان روسيا تحاول أن تعود بقوة إلى مجرى المفاوضات السلمية للنزاع في الشرق الأوسط ، بمعنى أنها تحاول أن تجد لها دورا في هذه المفاوضات. وأضاف موتوزوف" أن هذه الزيارة يمكن تفسيرها في ضوء التهديدات الإسرائيلية بضرب سوريا ويمكن اعتبارها دعما سياسيا من قبل روسيا لسوريا".

ولفت موتوزوف الأنظار إلى أن روسيا تبذل جهودا كبرى لإعادة المفاوضات الإسرائيلية السورية إلى مجراها الطبيعي بعد أن توقفت نتيجة سياسات إسرائيل التي لا تتفق مع خطة خارطة الطريق التي أقرتها روسيا وأوروبا والولايات المتحدة، ولكنه عاد وأشار إلى "أن المفاوضات المذكورة لا يمكن أن تعود إلى مجراها الطبيعي دون أخذ وضع العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية بعين الاعتبار ،حيث ان تغيير سياسة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية يمكن أن يجعل الوساطة الروسية مثمرة في هذا المجال ، وإذا بقي الموقف الإسرائيلي على ما هو عليه فلن تكون هناك نتائج ايجابية في المفاوضات السورية الإسرائيلية".

"توليفة سياسية روسية تركية تجاه دمشق"

Symbolbild Israel Syrien Friedensgespräche Türkei
هل تدخل روسيا على خط الوساطة التركية في الشرق الاوسطصورة من: AP Graphics

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد حاول انتهاج سياسة" الذهاب شرقا" بعد أحداث 9 /11 في محاولة لإيجاد نوع من التوازن في المنطقة ، وهكذا فقد كرر زياراته لموسكو، محاولا إحياء تحالفهما الاستراتيجي القديم ، فيما ذهب أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية خليل حسين في حديث مع دويتشه فيلله الى أن زيارة ميدفيديف تأتي ضمن توجه موسكو إلى الجنوب، شارحا أن موسكو تبحث عن دور سياسي في المنطقة وقد وجدت في دمشق منفذا مناسبا لدخول منطقة المصالح الدولية.

وفي معرض حديثه عن الوساطة الروسية في أزمة الشرق الأوسط ، أشار حسين إلى" أن روسيا كانت إلى جانب الولايات المتحدة وأوروبا راعية لمسيرة السلام في الشرق الأوسط منذ مؤتمر مدريد عام 1991 ، و أن من مصلحة موسكو حاليا استئناف هذا الدور شرط أن تتمكن من تجاوز موقف الولايات المتحدة، لاسيما وان دمشق كانت تبحث دائما عن أطراف أخرى لتشركها في حوار الشرق الأوسط في محاولة لإيجاد أطراف أكثر حيادا في مواقفها من الأزمة" - حسب تعبيره.

وربط حسين بين التقارب التركي السوري والتقارب السوري الإيراني والتقارب المحتمل بين روسيا وهذه الدول، كاشفا ان زيارة ميدفيديف إلى أنقرة كمحطة تعقب دمشق تأتي من قبيل صياغة تفاهمات دولية وإقليمية يمكن البناء عليها بين جميع الأطراف، ومن مصلحة روسيا أن تظهر من خلال زيارة رئيسها لتركيا أنها لا تود تجاهل الدور التركي أو الإيراني المؤثر في المنطقة ، واصفا الجهود الروسية في هذا الصدد بأنها "توليفة سياسية روسية تركية تجاه دمشق".

الكاتب : ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح

.