1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغم خلافاتهم.. معارضون روس يتحدون بوتين من برلين

١٨ نوفمبر ٢٠٢٤

قادت شخصيات معارضة روسية بارزة، بما في ذلك يوليا نافالنايا، أرملة المعارض، أليكسي نافالني، مسيرة في برلين ضد بوتين والحرب في أوكرانيا. فهل تطوي هذه المسيرة صفحة الخلافات القديمة للمعارضين الروس بالمنفى؟

https://p.dw.com/p/4n7CA
احتجاجات للمعارضة الروسية في برلين بعد وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني
المعارضة الروسية في المنفى تنقسم إلى معسكرينصورة من: Markus Schreiber/AP/picture alliance

خلف لافتة كتب عليها" لا لبوتين! لا للحرب! الحرية للسجناء السياسيين!" قادت شخصيات بارزة في المعارضة الروسية في برلين أمس الأحد 17 فبراير/ تشرين الثاني، مسيرة تظاهرية عبروا خلالها عن انتقادهم للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحربه في أوكرانيا ومطالبين بالديمقراطية في روسيا.

المسيرة التي بدأت بالقرب من ساحة بوتسدامر بلاتس ومرت عبر بوابة براندنبورغ ونقطة تفتيش تشارلي، وانتهت أمام السفارة الروسية، قادها السياسيان المعارضان البارزان، إيليا ياشين وفلاديمير كارا مورسا، اللذان أطلق سراحهما في أغسطس/آب الماضي ضمن عملية تبادل السجناء التاريخية بين روسيا والغرب. بالإضافة إلى يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، الذي توفي في السجن. ومنذ وفاته في فبراير/شباط، سعت نافالنايا بشكل متزايد إلى مواصلة تحقيق أهداف زوجها.

نزاع حول العلم الروسي

أي شخص في روسيا يحتج ضد الحرب في أوكرانيا، قد يواجه عقوبة السجن لفترة طويلة. الاحتجاجات ظهرت فقط مع بداية الغزو الشامل في عام 2022، ومنذ ذلك الحين تم تشديد القوانين بشكل كبير. ولا يواجه المعارضون الروس الذين يعيشون في الخارج هذه المشكلة، لكنهم متهمون بأنهم بالكاد يظهرون. الناشطون الأوكرانيون على وجه الخصوص، الذين يرفعون علمهم بانتظام ضد الحرب الروسية في أوروبا وخاصة في ألمانيا، يسألون أنفسهم: أين المعارضون الروس للحرب؟

حتى في الفترة التي سبقت الاحتجاجات، كان النزاع حول العلم على شبكات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان يمكن للمرء أن يسير عبر برلين حاملاً العلم الروسي الثلاثي الألوان. وأظهر الإعلان عن المسيرة الاحتجاجية صورًا لمظاهرة للمعارضة في موسكو ضد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 في ذلك الوقت مع العلمين الروسي والأوكراني.

المعارض الروسي ايليا ياشين
المعارض الروسي ايليا ياشين في لقاء مع أنصاره في برلين صورة من: Christophe Gateau/dpa/picture alliance

ويقول المنتقدون إن الحرب الوحشية قد شوهت الآن مصداقية الألوان الروسية. من جهتها تقول كسينيا لارينا، الصحفية التي غادرت روسيا قبل بدء الغزو: "مجرمو الحرب والمتواطئون معهم يسيرون تحت هذا العلم". لكن خبير الشؤون السياسية ألكسندر كينو، يخالفها الرأي حيث يرى أن من يضع شروطًا إضافية، سواء كانت أعلاماً أو موسيقى أو ملابس، يساهم في انخفاض عدد الأشخاص المشاركين. وتابع كينيو إن هذا يؤدي إلى "الانقسامات".

يستخدم جزء من المعارضة الروسية العلم الأبيض والأزرق والأبيض للنأي بأنفسهم عن روسيا بوتين. بالنسبة لإيليا ياشين، أحد منظمي المسيرة التظاهرية في برلين، لا توجد لوائح: "لقد استبعدنا ذلك )العلم)، ذلك غير مهم". وقال ياشين لـ DW إن فلاديمير بوتين لا يملك الحق في الألوان الثلاثة الروسية.

معسكران للمعارضة الروسية في المنفى

العلم هو مجرد مثال واحد عن انقسام المعارضة الروسية في المنفى، التي تقف خلفها أيضاً عدد من الشخصيات القيادية البارزة. إحدى المجموعات تدعم مشروع يوليا نافالنايا وزوجها المعارض البارز والمتمثل في مؤسسة مكافحة الفساد (FBK). من خلال أفلام وثائقية متقنة على وجه الخصوص تهدف إلى الوصول إلى المواطنين في روسيا عبر موقع يوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى.

في المقابل هناك مجموعة أخرى موالية للمعارض، ميخائيل خودوركوفسكي، بارون النفط السابق ومنتقد الكرملين البارز الذي قضى عشرة أعوام في السجن. تتنافس المجموعتان على القيادة وتنظمان أيضًا أحداثًا منفصلة. وعقد منتدى نافالنايا في فيلنيوس بليتوانيا مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، بالتزامن مع اجتماع "لجنة مناهضة الحرب" في برلين، والتي يعد خودوركوفسكي عضوا فيها أيضاً.

يوليا أرملة نافالني أيقونة المعارضة الروسية الجديدة

المعارضة الإيرانية في برلين: نموذج يحتذى به؟

هل يطوي الاحتجاج في برلين صفحة النزاعات القديمة؟ ياشين يأمل ذلك. لكن السياسي المعارض يقر بأن "الوضع صعب في المعارضة. لا أدعو بهذا إلى الائتلاف، لأن هناك نواقص. هناك الكثير من الصراعات في المعارضة، والمنافسة لا تجري دوماً بشكل صحيح" وتابع: "السبب غير واضح".

يري المعارض الروسي، دميتري جودكوف، أنه لا ينبغي المبالغة في تقدير الخلاف والانقسام: "لا يوجد مجال إلى صراع حقيقي على السلطة". وأوضح جودكوف في حديث لـ DW إنه بمجرد أن يصبح أمر ما على المحك، فإن المعارضين الروسيين للسياسة الروسية يجتمعون "على طاولة مستديرة".

وأيد خودوركوفسكي المسيرة في برلين خلال مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية، لكنه انتقد ما اعتبره "اتفاقات غير كافية". وتمنى المعارض الروسي لو تم تجنب مثل هذا النزاع، وأن تعطي المظاهرة في برلين أيضاً صوتاً لمعارضي الحرب في روسيا الذين "يتم إسكاتهم". ولهذا السبب تم الاتفاق على المطالب الأساسية التي لا جدال فيها. وأحدها هو تقديم الرئيس الروسي إلى العدالة.

مصير المعارضة الروسية لا يزال غير واضح. كما قالت يوليا نافالنايا في مقابلة مع قناة Dozhd التلفزيونية الروسية: "يبدو لي أنه لا أحد لديه خطة". وتابعت: "لو كان لدى أحد خطة، لكنا جميعاً قبلناها ونفذناها"، مضيفة بأنه يجب القيام "بشيء مفيد" كل يوم.

من جانبه تحدث ياشين عن المعارضة الإيرانية: “نحن نسترشد بتجارب المعارضة الإيرانية، فقد نظموا مظاهرات شارك فيها خمسون ألف مشارك في برلين في ظل ظروف مماثلة”. ومنذ ذلك الحين أصبح يُنظر لها على أنها "قوة سياسية".

أعدته للعربية: إيمان ملوك