ربع قرن من أسرار مومياء رجل الجليد
ما زالت أشهر مومياء جليدية في العالم غامضة رغم أن عمر اكتشافها بات ربع قرن. باحثون في جنوب التيرول بايطاليا أماطوا اللثام عن ركام من الإسرار، ومع ذلك ما زال الغموض يلف بالمومياء الحديثة.ملف صور يتابع الأسرار.
استقرت المومياء اوتسي في متحف جنوب التيرول الآركيولوجي بايطاليا. إلى زمن قريب كانت عائدية المومياء مجهولة ومختلف عليها بين ايطاليا والنمسا، لكن علماء الآثار كشفوا مؤخرا أنّ اوتسي قد عُثر عليها على مسافة 92 مترا في عمق الحد الايطالي، وهكذا فقد حدد مقر إقامتها النهائي.
في البدء لم ينتبه الجميع إلى أهمية اكتشاف المتزَلجَين الزوجين البافاريين، وظنّ اغلبهم أنها جثة أحد السائحين الذي فقد وتجمد حتى الموت مؤخرا. فيما ادعى أحدهم أنها جثة عمه المدعو جون دو، وذهب غيره إلى أنه أحد ضحايا طوفان نوح، ثم كُشف السر عن عمر المومياء فاسّكت كل الاحتمالات.
في جسد أوتسي 61 وشما" تاتو"، هي ليست أسماء أو تذكارات أو صور، بل خطوطٍ مُلئت بالفحم لتبقى زرقاء مدى الدهر. قد يبدو الأمر مؤلما، لكن الأكثر إيلاما اكتشاف الآثاريين بمتحف بوزن أنّ اوتسي قد قتل بنبل أصاب كتفه من الخلف .
تمكن علماء الآثار من معرفة ما أكله اوتسي قبيل موته من خلال تحليل محتويات معدته. وهكذا فقد وجدوا أنه أكل من بعض ما آكل، وجبة من لحم الماعز وحنطة العصر الحجري.
عانى اوتسي من أمراض ما زالت تلم بالإنسان المعاصر، فأسنانه أكلها التسوس، وظهرت عليه أعراض مرض لايم، وفي شعره وبدنه آثار براغيث، كما أنّ رئتيه تنشقتا دخان حطب المخيمات الكربوني السام، والأخطر من ذلك عانى اوتسي من اللاكتوز، ومن أمراض في الجهاز الهضمي. لولا السهم الغادر لمات اوتسي صريع أمراضه.
في عام 2015 انطلقت قافلة" سعاة اوتسي" في رحلة على الأقدام غرب ألمانيا وهي تعرض ملابس ومظاهر الحياة في العصر الحجري. حاول المستعرضون أن يقلدوا تفاصيل مظهر اوتسي الذي كان يرتدي قبعة من فراء الدب البني، وسروالا من جلد الماعز، ومعطفا من جلد الخراف المطعم بجلد الماعز.
كي يتاح لأكبر عدد من الناس الاطلاع على مومياء اوتسي، استنسخت المومياء في (نيسان/ ابريل 2016 ) بطابعة ثلاثية الأبعاد واستخدم الباحثون في بوزن مادة الراتنج لصناعة النسخة المقلدة، ثم رسموا عليها التفاصيل نقلا عن الأصل. هذه النسخة نقلت إلى مركز دراسات الحمض النووي في مدينة نيويورك .