ذكرى انتفاضة البحرين: احتجاجات مستمرة

عشية الذكرى الأولى لاندلاع مظاهرات الاحتجاج في البحرين ُسجلت صدامات ليلة الأحد الاثنين في قرى شيعية بين قوات الأمن ومتظاهرين مناهضين للحكم، فيما حذر مسئول أمني الناشطين من التظاهر وتهديد الأمن، في وقت بدأ فيه ناشطون معارضون بالعودة إلى ميدان اللؤلؤة الذي كان مركز الحركة الاحتجاجية. وقد أزالت السلطات البحرينية ميدان اللؤلؤة ومحت آثاره.

وزير الداخلية البحراني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة أعلن عزم الوزارة نشر مزيد من نقاط التفتيش في عدة مناطق لتفادي التوترات الأمنية المتزايدة، فيما حذرت قوات الأمن المتظاهرين الذين يحتشدون للعودة إلى دوار اللؤلؤة في المنامة، من القيام بمسيرات وأنشطة "غير قانونية".

وبوسع مراقب الأوضاع في هذا البلد أن يتساءل: بعد عام من المظاهرات، ماذا حقق المحتجون والمتظاهرون؟

الصحفي البحراني عباس أبو صفوان البحرين في حديث مع دي دبليو عربية أجاب عن هذا السؤال بالقول: " الانتفاضة في البحرين حققت الكثير، فقد أكدت تداعيات المظاهرات أن البحرين تشهد ديكتاتورية حقيقية، وأن ادعاءات السلطة خلال السنوات العشر الماضية بتحقيق إصلاح قد ثبت زيفها، وإن خروج الناس بهذا المستوى كذب ادعاءات النظام التي يبثها على المستوى الخارجي بأن البحرين بلد ديمقراطي تعددي".

"الشعب يريد الملكية الدستورية"

ويلاحظ المتتبع للوضع في هذا البلد أن المحتجين يتحدثون اليوم عن أكثر من مشاركة في السلطة، وهذا ما ذهب إليه عباس أبو صفوان مبينا أن " مصطلح الملكية الدستورية والتحول الحقيقي نحو الديمقراطية باتت على الطاولة الآن، لأن الشعب لم يعد يطالب اليوم بالشراكة في القرار، كما كان يفعل خلال الأعوام العشرة الماضية ، وصار يتطلع إلى خارطة متفق عليها للتحول إلى الديمقراطية".

تطورات الأحداث المتسارعة في البحرين عشية الاستعدادات لإحياء الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات التي انطلقت في ( 14 شباط/ فبراير من العام الماضي) تثير سؤالا حيويا مفاده: إلى أين تسير المعارضة، والى أي مدى يمكن أن تصل الأحداث؟

الصحفي عباس أبو صفوان أجاب عن هذا السؤال بالقول:" المعارضة تعمل بنفس طويل، ونحن ندرك التعقيدات في البلد، المحلية منها، الناجمة عن امتلاك السلطة للجيش والقوة وسيطرتها المطلقة على القرار، والتعقيدات الجيوسياسية، الناجمة عن قرب البحرين من إيران والعراق ، وبسبب اتصال حدودها بالسعودية التي تهيمن على القرار البحراني، ولسبب وجود قيادة الأسطول الأمريكي الخامس فوق أراضي البلد، ولذلك فليس أمام الحركة المطلبية في البحرين إلا مواصلة الاحتجاجات وفق المنهج السلمي نفسه الذي دأبت عليه، لعل السلطة تدرك أن استمرار الوضع على ما هو عليه يعني أضرارا سياسية واقتصادية كبيرة".

الملك يتهم المعارضين برفع شعارات تمجّد إيران

حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين تحدث إلى مجلة دير شبيغل الألمانية اليوم، مشيرا إلى أن هتافات المحتجين بسقوطه لا تعد سببا يدعو لسجنهم، وقال "هي فقط قضية تصرفات. ولكن عندما يصيحون "يسقط الملك ويعيش خامنئي"، فهذا يعد مشكلة بالنسبة للوحدة الوطنية."

ملك البحرين مضى يقول بأنه طلب المساعدة العسكرية من مجلس التعاون الخليجي - واغلبها من قوات السعودية - لحماية "المنشآت الاستراتيجية في حالة أن أصبحت إيران أكثر عدائية."

الصحفي المعارض عباس أبو صفوان اعتبر " أن الملك لا يقول الحقيقة، وبوسع أي إعلامي دولي أن يسأل المراقبين الدوليين في البحرين إن كان المتظاهرون يرددون في شعاراتهم يعيش.. أي شخص من خارج البحرين، كما أدعو الإعلام الدولي لنقل أي صورة رفعها المتظاهرون لأي زعيم من خارج البحرين، وإذا كان المتظاهرون قد قالوا "يسقط الملك" فهذا حقهم وهو شعار سياسي".

ويتساءل الجميع اليوم: هل تريد المعارضة إنشاء دولة دينية في البحرين على نمط الجمهورية الإسلامية في إيران؟

المعارضة البحرانية تنفي مرارا وتكرارا هذه التهمة ، وفي هذا الصدد يشير الصحفي المعارض عباس أبو صفوان بالقول" المعارضة تسعى صراحة لدولة مدنية، نحن لا نريد دولة دينية، ولا نريد دولة ولاية فقيه، نريد دولة مدنية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات".

واعتبر أبو صفوان أن الإعلام الدولي مقصر في تغطيته لأحداث البحرين، ولكن " المؤسسات الحقوقية ومنها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية تعرف عن كثب أن ما يحدث في البحرين هو حركة مطلبية، تسعى لتشكيل دولة ديمقراطية ومدنية. واعتبر الدكتور محمود شريف بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق أن البحرانيين قد استلهموا نموذج الربيع العربي".

ملهم الملائكة

مراجعة: محمد المزياني