دعوات إلى الهدوء والتعقل في ظل استمرار التصعيد بين مصر والجزائر
٢٠ نوفمبر ٢٠٠٩لم يتحول التوتر بين مصر والجزائر إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين فحسب، بل تجاوز ذلك وأدى إلى جرح 35 شخصا عندما رشق متظاهرون مصريون قوات الأمن المصرية بالحجارة والزجاجات الحارقة أمام السفارة الجزائرية في القاهرة.
أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان أن الجزائر استدعت اليوم الجمعة ( 20 نوفمبر/ تشرين الثاني) سفير مصر في الجزائر وأعربت له عن "استغرابها وقلقها الشديد" من"التصعيد" في الحملة الإعلامية في مصر. وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن وزير الخارجية مراد مدلسي كلف سفير مصر "إبلاغ سلطات بلاده استغراب السلطات الجزائرية وقلقها الشديد من تصعيد الحملة الإعلامية" في مصر. كما أعرب مدلسي عن "الأمل في إنهاء هذه الحملة لأنها لا تخدم مصالح البلدين والشعبين".
وأدى التوتر السائد بين مصر والجزائر منذ مباراة منتخبيهما الأخيرة المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، إلى إصابة 35 شخصا بينهم 11 ضابطا في الشرطة المصرية، وذلك بعد أن رشق متظاهرون مصريون قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة أمام السفارة الجزائرية في العاصمة المصرية. وجاءت التظاهرة، التي بدأت مساء الخميس واستمرت حتى فجر الجمعة حسب الوزارة، بعد يومين من تأهل الجزائر لمونديال 2010 بعد فوزها على مصر في مباراة فاصلة استضافتها العاصمة السودانية الخرطوم.
عمرو موسى يدعو إلى "العودة إلى العقل"
من جهته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المصريين والجزائريين إلى التحلي بالهدوء بعد التصعيد، الذي نجم عن مواجهتي منتخبيهما. وقال موسى على هامش افتتاح مؤتمر في دبي ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي: "أدعو إلى الهدوء ووضع الأمور في حدودها وفي إطارها". كما دعا "الشارع العربي إلى العودة إلى العقل"، معتبرا أن ما حصل هو "فتنة أدت إلى فورة أعصاب في بلدين كبيرين".
ومن جانبها قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إن "مجموعات من المواطنين حاولت التوجه إلى مقر السفارة الجزائرية في منطقة الزمالك رافعين الإعلام المصرية بأسلوب متحضر وملتزم إعرابا عن غضبهم واستنكارهم للأحداث المؤسفة، التي أقدم عليها عدد من مشجعي فريق الجزائر خلال مباراتي القاهرة والخرطوم".
وأضافت أن عددا من المتظاهرين "جنحوا إلى إلقاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة ما أسفر عن إصابة أحد عشر ضابطا وأربعة وعشرين من الأفراد". كما أشارت إلى أن "تلفيات لحقت بخمس عشرة سيارة خاصة وللشرطة وكذلك تهشمت واجهات أربعة محلات ومحطة وقود واثنتي عشر لوحة للإعلانات". كما قال البيان إن "قوات الشرطة اضطرت لتفريق المتجمعين وضبط متزعمي أعمال الشغب" موضحة أن "التحقيق جار" في الحوادث.
ودعت الوزارة المصريين إلى "الالتزام بالسلوك الحضاري في التعبير عن مشاعرهم" وان "لا يتركوا المجال لكل من قد يبادر باستثمار الموقف لإثارة أعمال الشغب أو تحقيق أهداف خاصة".
استمرار التصعيد الدبلوماسي والإعلامي
وفي الإطار نفسه أكد مشجعون مصريون لوكالة فرانس برس أن حافلتهم تعرضت للرشق بالحجارة في أثناء العودة إلى مطار الخرطوم بعد خسارة فريقهم المباراة الفاصلة. واستدعت مصر سفيرها في الجزائر للتشاور الخميس كما استدعت السفير الجزائري في القاهرة للاحتجاج على الهجمات.
وهذه المرة الثانية خلال أسبوع، التي يستدعى فيها سفير الجزائر عبد القادر حجار. وكان قد استدعي إلى وزارة الخارجية الأسبوع الماضي عقب مهاجمة مشجعين جزائريين لمؤسسات ومنازل مصريين في العاصمة الجزائرية.
وكانت أعمال عنف استهدفت لاعبين ومواطنين جزائريين الأسبوع الماضي في القاهرة على هامش لقاء المنتخبين الأول، الذي انتهى بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء، ما استدعى إقامة المباراة الحاسمة في الخرطوم بعد تعادل الفريقين بعدد النقاط والأهداف في صدارة مجموعتهما المؤهلة إلى كاس العالم.
وبعد مباراة القاهرة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتبا لشركة محلية تابعة لشركة اوراسكوم المصرية للاتصالات كما قام بأعمال تخريب مرتين في مكاتب المصرية للطيران في الجزائر. ودفعت الهجمات شركة اوراسكوم إلى سحب 25 موظفا مصريا وعائلاتهم من الجزائر.
يذكر أن الاتحاد المصري لكرة القدم هدد بوقف النشاط الرياضي لمدة عامين على الأقل "احتجاجا على ما حدث من اعتداء على الجماهير المصرية الرياضية ولاعبيها ومسئوليها بالسودان في حالة عدم تدخل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بشكل صارم".
(ل.م/ رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: عبده المخلافي