دريسدن التاريخية تتلقى "كارت أصفر" من اليونيسكو
١٣ يوليو ٢٠٠٦قرعت لجنت لجنة التراث العالمي في مؤسسة اليونيسكو اليوم الأربعاء ناقوس الخطر وأعلنت ضمها حوض نهر الالبه إلى لائحة مواقع ميراث الانسانية المهددة بالخطر بسبب الجسر الذي تنتوي بلدية المدينة إنشاءه، وحذرت اللجنة من الآثار السلبية التي سيسببها إنشاء الجسر على المنطقة، وما يمثله ذلك من خطر فادح على فردية وهوية تلك البقعة التاريخية. مما يجعل منطقة الحوض تباعاً لا تستحق الانتساب إلى لائحة مواقع تراث الإنسانية.
وفي حالة ما رفعت اللجنة فعلا منطقة الحوض من لائحة ميراث الإنسانية ستكون أول سابقةً من نوعها في تاريخ تلك اللائحة، الذي امتد طوال 34 عاماً. وقالت المتحدث باسم اللجنة إنها "ستضطر إلى شطب اسم حوض إلبه من القائمة في عام 2007، إذا استمرت خطط البناء". ومن المعروف، أن حوض إلبه – الممتد طوال 18 كيلومتراً – قد تم إدراجه من ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية في عام 2004.
30 موقعاً تاريخياً تحت التهديد
إن حوض إلبه يُمثل بحق "بقعة طبيعية وتاريخية من الطراز الأول؛ يمتزج فيه سحر المباني العائدة إلى عصر الباروك مع حدائق الضواحي؛ وكل ذلك في قالب فني كبير يحتضن في وسطه حوض النهر". هكذا وصفت اليونيسكو ذلك الأثر التاريخي الألماني الشرقي الذي لا يقف وحده في القائمة، بل يقف من ضمن آثار أخرى لا تقل جمالاً أو رونقاً عنه. فمن أهرام الجيزة بمصر إلى سور الصين العظيم، تزخر قائمة المواقع التراثية العالمية، التي دُشنت في عام 1972، بحوالي 812 موقعاً تاريخياً.
ولايقف حوض إلبه وحده في قائمة المواقع المهددة بالأخطار، بل يرافقه حالياً 31 موقعاً، حسب لجنة التراث العالمي التابعة لليونيسكو. يذكر أن اللجنة قررت شطب أربعة مواقع تاريخية من القائمة هذا الاسبوع، معتبرة أنها نجت من الاخطار المحدقة بها، وهي: كاتدرائية كولونيا، معبد هامبي بالهند، مزار دجودي بالسنغال، موقف إيشكويل بتونس.
عمدة دريسدن يتهم اليونيسكو بالقسوة
اعتبر لوتس فوجيل، عمدة دريسدن، قرار اليونيسكو "قاسياً" ومتعدياً لنتيجة الاستفتاء الذي تم في فبراير 2005. فقد أظهر ذلك الاستفتاء تصويت المُصوتين لتشييد الجسر؛ ومن ثم، فإن قرار اليونيسكو يأتي متحدياً للتصويت، كما يرى فوجيل.
لم يكن بوسع فوجيل – أمام هذا التحدي – إلا الدعوة لجلسة طارئة على مستوى مجلس المدينة في 20 يوليو المقبل، حيث سيتحدد السيناريو المطروح لتلك القضية. فإذا ما صوت ثلثا المجلس لإعادة الاستفتاء حول بناء الجسر، ستكون النتيجة المفترضة هي استفتاء سكان دريسدن مرة أخرى. إلا أن ذلك سيُكلف الولاية مصاريف إضافية، كما يصرح فوجيل. "فحتى الآن، تم صرف حوالي 10-15% من إجمالي نفقات المشروع التي تصل إلى 160 مليون يورو".