1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراسة: كلما زاد المجهود العقلي زادت مشاعر القلق الإحباط

٢٤ أغسطس ٢٠٢٤

بينما يعتقد الكثيرون أن التحديات الذهنية تعزز النمو الشخصي وتمنح شعوراً بالإنجاز كشفت دراسة هولندية جديدة عن وجه آخر للجهد العقلي، حيث تتزايد المشاعر غير المريحة مثل القلق والإحباط والتوتر مع الشعور بزيادة المهام.

https://p.dw.com/p/4jsVl
عمل مكتبي مجهد
وجدت الدراسة أن المجهود العقلي يتسبب في زيادة مشاعر الإحباط والتوتر عبر جميع المجموعات. وأشار الباحثون إلى أن هناك حاجة ماسة لتصميم المهام بطرقصورة من: Khosrow Rajab Kordi/Zoonar/picture alliance

في دراسة جديدة ومثيرة، حذر باحثون هولنديون من جامعة رادبود من أن المجهود العقلي لا يأتي بدون ثمن. فبينما تدفعنا لغتنا اليومية إلى الاعتقاد بأن التفكير المكثف يمكن أن يكون مجزياً، تؤكد الدراسة الحديثة أن الواقع مختلف تماماً. أظهرت الأبحاث أن كلما زاد المجهود العقلي، زادت المشاعر غير المريحة مثل الإحباط والتوتر. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "سيكولوجيكال بوليتن"/النشرة النفسية/ المتخصصة. وظهرت ردود الفعل السلبية هذه أثناء أداء مهام مختلفة ولدى شرائح سكانية مختلفة وأكدت الدراسة أن الشعور التقليدي بعدم الراحة الذي يضرب به المثل تعبيرا عن الشعور بالضيق من الإجهاد الذهني هو أمر وارد علميا.

استندت الدراسة إلى تحليل 170 دراسة سابقة حول الموضوع شملت 4670 مشاركاً من 29 دولة، وأظهرت نتائجها أن التحديات العقلية، مهما تنوعت، تفضي إلى مشاعر سلبية. وبينما يعتقد البعض أن المشاركين يفضلون الأنشطة الذهنية، أكد الباحثون أن هذا غير صحيح. فعلى الرغم من أن الأشخاص قد يختارون مثل هذه الأنشطة طواعية، فإن هذا لا يعني أنهم يستمتعون بها.

ركزت الدراسة على مشاعر المشاركين أثناء أداء مهام متنوعة، من تعلم تقنيات جديدة إلى ممارسة الرياضة، ووجدت أن المجهود العقلي يتسبب في زيادة مشاعر الإحباط والتوتر عبر جميع المجموعات. وأشار الباحثون إلى أن هناك حاجة ماسة لتصميم المهام بطرق تدعم المستخدمين وتمنحهم مكافآت لتحفيزهم. وتقديم الدعم المناسب للأفراد الذين يواجهون تحديات ذهنية، بما يضمن الحفاظ على دافعهم واستمراريتهم في العمل.

وأضاف الباحث إريك بيلفلد أن الفرق بين الثقافات يمكن أن يساهم في هذه النتائج، حيث كانت المشاعر السلبية أقل وضوحاً في الدول الآسيوية. كما ناقش مفهوم "مفارقة الجهد"، حيث يختار الناس أحياناً الأنشطة الذهنية الصعبة بفضل المكافآت التي قد يحصلون عليها.

وكانت دراسات سابقة أجراها باحثون في جامعة فيينا النمساوية وجامعة دريسدن الألمانية التقنية في عام 2022 قد أظهرت بالفعل مدى أهمية  المكافآت في سياق التفكير المجهد. وأوضحت هذه التجارب أن الأشخاص الذين حصلوا ذات مرة على مكافأة مقابل جهد عقلي مرهق، يختارون لاحقا مهاما صعبة حتى لو لم تكن هناك مكافأة تنتظرهم. فتلك التجربة التعليمية ولدت لديهمدافعا جوهريا، أي دافعا داخليا، وهو على عكس العوامل الخارجية الظاهرية مثل نيل الإعجاب الاجتماعي.

ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا)