Das älteste Kino Deutschlands
٥ مارس ٢٠٠٩لم تكد تمر 12 سنة على أول عرض للصور المتحركة في برلين، حتى أُسست في العاصمة دار سينما "توب" في عام 1907، التي غيرت اسمها مرات عدة، إلى أن أُطلق عليها في عام 1984 "موفي منتو". وخلال مئة عام عرضت شاشة الدار نحو 1000 فيلم تميزت بالجنون والجرأة، غير أن أكثر الحكايات جنوناً هي تلك التي جرت وراء شاشة العرض، ونعني حكاية الدار نفسها.
فلم يكن هناك ما يلفت نظر المارين من خارج السينما، أما في الداخل فكانت صالة المرايا لفترة طويلة نقطة جذب للزوار. حتى يمكن عرض فيلم واحد في قاعتين في الوقت نفسه تم تزويد القاعة بشاشة خاصة تتميز بالشفافية، هذه الشاشة قسمت الصالة: فكان زوار القاعة الكبرى يشاهدون الفيلم على نحو عادي، أما في القاعة الصغرى فكان الفيلم يُعرض بعد عكسه على مرآة إضافية خلف الشاشة. كانت "قاعة المرايا" شيئاً فريداً في عالم السينما، وقد ظل الجمهور يتردد عليها حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي.
مشاهير السينما
وفي عام 1975 تولى مانفريد سالزغيبر إدارة الدار السينمائية، فغيّر اسمها إلى "تالي"، وحوّلها من دار عرض محلية إلى أول دار سينمائية في ألمانيا تقدم أفلام مختارة من العالم كله، لا سيما تلك المنتقاة من "سينما المؤلف". غير أن مصير الدار انتهى إلى الإفلاس. وبعد سالزغيبر تولى فريق شاب إدارة السينما، مواصلاً السير على نهج المدير السالف في تقديم سينما سياسية تخالف التيار العام. ومن بين أعضاء ذلك الفريق كان فيلاند شبيك الذي يرأس الآن قسم "البانوراما" في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برلينالا). وسرعان ما أضحت هذه الدار ملتقى الباحثين عن سينما بديلة.
ملتقى فناني "البوب"
كانت الدار أيضاً ملتقى لكبار فناني البوب، من وزن ديفيد بوفي وإيغي بوب ونينا هاغن وروزا فون بروانهايم. في تلك الفترة تم استغلال دار السينما كمسرح أيضاً، شهدت خشبته أول عروض مسرحية في ألمانيا لفرق المثليين. ومع عرض فيلم "روكي هورور بيكتشر" شهدت الدار أعظم نجاحاتها. ومن قاعة العرض البرلينية الغربية هذه غزا الفيلم صالات العرض في كافة ربوع ألمانيا. في تلك الفترة – في نهاية السبعينيات – كان السينمائيون المشرفون على الدار يحتفلون كثيراً ويستثمرون قليلاً. وعندما انتهت الاحتفالات الصاخبة في مطلع الثمانينيات كانت الدار قد أفلست.
"موفي منتو" والمخرج تيكفر
وفي عام 1984 تولت إنغريد شفيبه إدارة السينما التي منحتها اسم "موفي منتو". مع المديرة الجديدة في ولدت الدار من جديد، لاسيما عندما وجدت في شخص توم تيكفر Tom Tykwer مساعداً عبقرياً. ويتذكر المخرج المشهور تلك الفترة قائلاً: "آنذاك كنت في الثانية والعشرين من عمري، وقمت بإعداد قائمة بأفلامي المفضلة التي كنت أتحرق شوقاً إلى مشاهدتها. وقمت بالفعل بعرض تلك الأفلام، وكان المئات يقفون في الطوابير لدخول السينما."
مستقبل الدار العريقة
في "موفي منتو" تعرف توم تيكفر على المصور فرانك غريبه الذي تعاون معه فيما بعد، كما تعرف على داني ليفي الذي عرض في السينما باكورة أفلامه "أنت أيضاً". هناك تقابل أيضاً تيكفر مع المخرج شتيفان أرنت. وفي منتصف التسعينيات أسس تيكفر وليفي وأرنت بالاشتراك مع فولفغانغ بيكر شركة "إكس" للإنتاج السينمائي التي أنتجت أفلاماً حققت شهرة عالمية، مثل "لولا تجري" و"وداعاً لينين!"
وتولت إنغريد شفيبه إدارة "موفي منتو" ثلاثة وعشرين عاماً. في تلك الفترة عايشت سقوط سور برلين عام 1989 وهو ما أدى إلى توافد عدد كبير من البرلينين الشرقيين إلى "موفي منتو". وفي بداية التسعينيات شُيدت في برلين عدة دور سينما ضخمة ذات قاعات عرض متعددة، وهو ما أدى إلى إفلاس دور السينما الصغيرة. وفي عام 2007 تم بيع "موفي منتو" لأسباب مالية. ومنذ ذلك الحين يدير جيل جديد من السينمائيين الألمان أقدم دار عرض في ألمانيا.