1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خطط ترامب لغزة .. توترٌ للعلاقة مع بن سلمان وتعقيدٌ للتطبيع؟

١٠ فبراير ٢٠٢٥

يرى خبراء أن مقترحات ترامب عن غزة سوف تؤخر جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكن الأهم أنها سوف تضر "الوئام" بين محمد بن سلمان وترامب، والذي ظهر خلال فترة رئاسته الأولى.

https://p.dw.com/p/4qHH1
لقاء بين ترامب ومحمد بن سلمان (14 مارس/آذار 2017)
علاقات جيدة بين الأمير محمد بن سلمان ودونالد ترامب خلال رئاسته الأولى، فكيف ستكون خلال الرئاسة الثانية؟صورة من: Mark Wilson/abaca/picture alliance

ما زالت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مستقبل غزة تثير ردود فعل غاضبة في العالم العربي، خاصة من القوى الأكثر نفوذا، لا سيما السعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم وأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط.

فعلى وقع مقترحات ترامب عن "ملكية أمريكية" لقطاع غزةوتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، صعد المسؤولون السعوديون مؤخراً من لهجتهم.

فبعد قرابة ساعة من تصريحاته المثيرة للجدل، نشرت وزارة الخارجية السعودية بيانا على منصة "إكس" أكدت فيه "رفضها القاطع .. والسعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

في البيان نفسه، رفضت الرياض تعليق نتنياهو بأن التطبيع بين السعودية وإسرائيل "سيحدث"، وجددت التأكيد بأنه لن يكون هناك تطبيع قبل إقامة دولة فلسطينية.

وترى آنا جاكوبس، الباحثة البارزة في معهد الخليج العربي في واشنطن، أن مقترحات ترامب بشأن غزة "ستجعل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل أكثر صعوبة"، وقالت: "لقد عبّر السعوديون عن موقفهم بوضوح تام بأن التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم أمر غير مقبول".

وفي مقابلة مع DW عربية، أضافت أنّ "ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) ليس السياسي من النوع الذي سوف يوافق على خطة ترامب لغزة.. إنها خطة إجرامية وغير منطقية وستزيد فقط من زعزعة استقرار المنطقة".

اقتراح ترامب حول غزة يثير تساؤلات

التطبيع .. "يعتمد على عوامل خارجية"

يُنظر إلى الاعتراف السعودي بإسرائيل - في حال إبرام اتفاقية تطبيع - على أنه جائزة كبرى للدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط في عهد ترامب الذي يرغب في دفع قطار التطبيع خلال ولايته الثانية في إطار ما يُسمى بـ "صفقة القرن".

ويُعتبر ترامب مهندس "اتفاقيات أبراهام"، التي مهدت الطريق أمام إقامة علاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

بيد أن السعودية اشترطت إقامة دولة فلسطينية للمضي قدما في ملف التطبيع؛ وأكد كبار مسؤولي السعودية، وعلى رأسهم محمد بن سلمان، على ذلك.

ويُشار إلى أن السعودية كانت منخرطة في محادثات مبدئية مع إسرائيل عبر الولايات المتحدة، لكن عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت الرياض تجميد المفاوضات.

ويرى عزيز الغشيان، الباحث السعودي ورئيس قسم الأبحاث بمؤسسة "أوبزرفر" للأبحاث في الشرق الأوسط، أن "مسألة التطبيع تعتمد دائماً على العوامل الخارجية". وفي مقابلة مع DW عربية، قال: "على خلفية القضية الفلسطينية من الواضح أن احتمالية التطبيع السعودي أصبحت صعبة للغاية".

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حماس الإرهابي، داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر  2023. 

ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية.

"استعداد للمواجهة"

بعد يومين من اقتراح ترامب إعادة تطوير قطاع غزة، أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكثير من الجدل بتصريحه عن إقامة "دولة فلسطينية في السعودية"، في تصريحات اعتبرها الإعلام الإسرائيلي مجرد "مزحة".

لكن السعودية ودولا عربية أخذت الأمر على محمل الجد؛ إذ أكدت "الرفض القاطع" لتصريحات نتنياهو.

واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط تصريحات نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية في السعودية "انفصالا تاما عن الواقع".

وفي تعليقه، قال الباحث السعودي عزيز الغشيان إن تصريحات نتنياهو وقبله تصريحات ترامب "تجعل (التطبيع) شبه مستحيل حتى في المستقبل القريب، ناهيك عن الأيام أو الأشهر القادمة"، مضيفا: "بصراحة، الأمر صعب للغاية".

وتابع الغشيان أن "التهجير قضية غير مقبولة للتفاوض بالنسبة للسعوديين. وبالتالي، فهم على استعداد للمواجهة. لا يمكن أن يظهر السعوديون وكأنهم يتنازلون أو يتسمون بالبراغماتية. أعتقد أنهم الآن يوضحون بشكل صريح أنهم يعنون ما يقولونه".

ويرى خبراء أن خطة ترامب تشكل أيضا خطرا على مشروعالمملكة الطموح للتحول الاقتصادي، الذي يعتمد على الاستقرار لجذب الأعمال والسياحة وتنويع مصادر الدخل في السعودية بعيدا عن النفط.

وقبل اندلاع حرب غزة، كانت السعودية تتفاوض على ضمانات أمنية والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني مقابل العلاقات مع إسرائيل.

ريفييرا غزة.. هل السعودية قادرة على رفض خطة ترامب؟

"مبالغة في فهم علاقة ترامب وبن سلمان"

ويشير مراقبون إلى أن السعودية تضغط على الولايات المتحدة لتبني سياسات أكثر صرامة للضغط على إسرائيل باعتبار أن واشنطن اللاعب الدولي الأكثر أهمية الذي يمكنه الضغط على نتنياهو.

وقالت آنا جاكوبس، الباحثة البارزة في معهد الخليج العربي في واشنطن، إن "ترامب يريد من دول الخليج الغنية أن توافق وتساعد في تمويل بعض خططه السخيفة، لكن هذا غير مرجح للغاية. جميع دول الخليج ملتزمة بإطار حل الدولتين وقد أكدت على ذلك مرارا وتكرارا".

واتسمت العلاقات السعودية-الأمريكية بالتوتر في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن، لكن مؤخراً، عاد بعض الدفء إلى العلاقات، بينما يتوقع خبراء تحسن العلاقات الثنائية مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في ضوء العلاقات الجيدة بين الأخير ومحمد بن سلمان خلال فترة رئاسته الأولى.

فبحسب كتاب "غضب" الذي صدر عام 2020 للصحافي الشهير بوب وودورد، فقد تباهى ترامب بأنه كان سبباً في إنقاذ محمد بن سلمان، بعد تعدد الأخبار التي ربطت بينه وبين مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

 ويعتقد الغشيان أن ثمة "مبالغة في فهم العلاقة الوثيقة" بين ترامب وولي العهد السعودي، قائلا: "كان هناك الكثير من الاستياء الذي يشعر به محمد بن سلمان تجاه ترامب وإدارته. كان (ترامب) فظا في بعض الأحيان تجاه السعودية".

وأضاف الغشيان أن المرحلة المقبلة قد تشهد نوعاً من "التنافس بين محمد بن سلمان وترامب. أعتقد أن السعوديين وآخرين حريصون على إظهار هذا التنافس، لأنه سيعزز مكانة السعودية في الشارع العربي والسعودي وحتى دوليا، لأن دونالد ترامب أصبح متهورا للغاية".

ويثير هذا الوضع تساؤلات حيال الخطوات التي يمكن أن تقدم عليها السعودية للضغط على ترامب وسط ترجيحات أن يكون قطاع الطاقة، رغم استبعاد خبراء ذلك في المرحلة المقبلة.

وفي ذلك، قال الغشيان إن "المجتمع الدولي بحاجة إلى تذكير ترامب بأن العالم لا يدور في مداره. وهذا ما يحرص السعوديون على فعله وإظهاره".

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد