1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حمى الأسعار تثقل أجواء عيد المولد النبوي في مصر

٢٥ فبراير ٢٠١٠

انتشرت أكشاك ومحلات الحلوى في شوارع مصر بمناسبة عيد المولد النبوي، ويدخل شراء حلوى المولد، في العادات المصرية العريقة، إلا أن الإقبال على هذا التقليد تراجع هذا العام بسبب أزمة أنابيب (قنينات) الغاز وبسبب ارتفاع الأسعار.

https://p.dw.com/p/MBEl
بيع حلوى العيد تراجع هذا العام بشكل ملفت، في الصورة أحد السرادقات وسط القاهرة.صورة من: DW / Ezzet

منذ أيام انتشرت أكشاك (السرادقات) خارج محلات الحلوى في جميع شوارع مصر، في مشهد يألفه الجميع كل عام احتفالا بذكرى المولد النبي والذي يوافق يوم 12 من ربيع الأول من العام الهجري، ويصادف هذه السنة يوم الجمعة (26 فبراير/ شباط). ويعود الاحتفال بهذا العيد في مصر إلى العصر الفاطمي، وهو احتفال يرتبط لدى المصريين بشراء "حلوى المولد" المصنوعة من السكر والمكسرات إلا أن الإقبال عليها في تراجع بسبب ارتفاع الأسعار وأزمة أنابيب/ قنينات الغاز. ويشتهر العيد أيضا ب"عروس المولد"، إلا أن الإقبال على شرائها شهد أيضا تراجعا كبيرا هذا العام، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تجتازها البلاد.

و يرى الخبير الاقتصادي خالد حنفي، في حوار مع دويتشه فيله، أن ثقافة الشعب المصري تجعله يثقل كاهله بالمزيد من الأعباء المالية بدون مبرر، "فالمصريون يربطون كل الأعياد والمناسبات بضرورة شراء أنواع معينة من الأطعمة والمأكولات التي ترهق ميزانية الأسرة".

"العروس" الصينية أرخص من المصرية


Gasflaschenmangel in Ägypten
العديد من المصريين يرجع حمى أسعار حلوى وعروس العيد المولد النبوي إلى أزمة أنابيب الغاز، وإن بدا أن الحكومة بدأت تقترب من حل المشكل في معظم المحافظات.صورة من: DW

يقف جمال مع ابنته الصغيرة هناء أمام سرادق كبير لبيع حلوى المولد في منطقة شبرا بوسط القاهرة، ويشعر بالأسى لشرائه نصف كيلو فقط من "حلوى المولد" لارتفاع سعرها هذا العام حيث يبدأ سعر الكيلو من 60 جنيها (حوالي 10 يورو)، و يبحث جمال لابنته عن "عروس المولد" ولكنه في ظل جنون الأسعار فهو يفضل "العروس الصينية" التي يبلغ سعرها 15 جنيها، والتي تعد أرخص من العروس المصرية أو الإيطالية التي تدخل لأول مرة هذا العام السوق المصري.

وبرغم أجواء هذه الأزمة إلا أن كريمة التي تعمل موظفة بمؤسسة حكومية ترى أنها مضطرة لشراء الحلوى والتي يصل سعرها في بعض المحلات إلى 300 جنيه للكيلو الواحد، "لأنها عادة سنوية ينتظرها أولادها لإدخال البهجة على نفوسهم"، ولكنها لن تشتري العروس لأنها تعتقد أن "عروس المولد" فقدت شخصيتها بعد أن "كانت تصنع من السكر وتلعب بها البنات ثم تأكلها، أصبحت تصنع من البلاستيك وتتخذ أشكال غريبة على البيئة المصرية استحدثها عصر العولمة".

وأشارت إلى مثل أحدث شكل للعروس المستوردة من إيطاليا والتي ترتدي بنطلون جينز وقميص ضيق وتغني باللغة الإيطالية أو العرائس الصينية التي تغني أغنيات مطربات لبنانيات مثل نانسي عجرم وهيفاء وهبي، خاصة وأن العروس الإيطالية ألوانها براقة وتنور وتغني ولكن سعرها أعلى من المصرية والصينية التي تعد الأرخص و الأكثر انتشارا، في ظل تراجع إنتاج المصانع المصرية للعرائس وتركيزها على الحلوى فقط، فسعر العروس الايطالية يتراوح ما بين 100 إلى 350 جنيها، ولذلك يشتريها فقط أصحاب الطبقة الثرية إلى حد ما بحسب رأيه. أما كريمة فتشعر بالحنين للعروس القديمة التي اختفت من الأسواق المصرية تماما منذ حوالي أربع سنوات وحلت محلها "العرائس البلاستيكية"، وترى أنها كانت تناسب الاحتفال الديني بالمولد النبوي أكثر من غيرها.

أزمة أنابيب الغاز زادت الطين بلة

Prophetengeburtstag
"العرائس" الأجنبية غزت السوق المصرية، وأسعارها تتراوح بين المرتفع جدا، والأرخض من "العروس المصرية.صورة من: DW / Ezzet

ويذكر أن مصر عرفت أزمة شديدة مؤخرا في نقص أنابيب الغاز قبل أن تبدأ هذه الأزمة في الانحسار نسبيا في بعض المحافظات منذ أيام، بينما تظل الأزمة موجودة بشكل محدود في بعض المحافظات الأخرى. وتأججت الأزمة بعد سحب مصانع الحلوى لمعظم الأنابيب في الأسواق لتكون جاهزة قبل ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي، وتزامن ذلك مع رفع بعض الشركات لأسعار الغاز، ما اضطر هذه المصانع للجوء إلى الأنابيب التقليدية المدعمة والأرخص ثمنا.

ودفعت هذه الوضعية المواطنين لقضاء أيام عديدة دون أنبوبة غاز واصطفوا بالمئات أمام منافذ التوزيع لساعات طويلة للحصول على أنبوبة بسعر 5 جنيهات بدلا من 25 جنيه. ولذلك قامت وزارة التضامن الاجتماعي بوضع خطة رقابية بالتعاون مع المحافظات لمنع تسرب أنابيب الغاز المدعمة للسوق السوداء وزيادة حصة المحافظة من الأنابيب حيث بلغت الزيادة أكثر من 10 آلاف أنبوبة يوميا لتصل حصة المحافظة اليومية إلى أكثر من 33 ألف أنبوبة.

ويؤكد "جمال" في حواره مع دويتشه فيله أن الأسعار ارتفعت بشكل صاروخي هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع أسعار السكر، ويعتقد أن معظم الأسر المصرية لن تستطيع شراء كميات كبيرة من الحلوى هذه المرة، لسبب إضافي يعود لتداعيات أزمة نقص أنابيب الغاز في السوق وارتفاع سعرها من 5 إلى 25 جنيها. وأوضح مصدر مسئول بوزارة التضامن لدويتشه فيله أن "الأزمة انحسرت بصورة كبيرة نتيجة الخطة الرقابية التي اعتمدت على تشديد الرقابة على منافذ التوزيع منذ خروج الأنابيب من محطات التعبئة وحتى وصولها إلى المستهلك".

الكاتبة: نيللي عزت / القاهرة

مراجعة: حسن زنيند