1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حملة إسبانية لإنقاذ أشجار الزيتون "الألفية"

٢٩ مارس ٢٠١٢

تحاول منطقة إسبانية الحفاظ على أشجار الزيتون لديها، التي يبلغ عمرها أكثر من ألف سنة. هذه الأشجار تسقط فريسة للتوسع العمراني ولأشجار زيتون أكثر إنتاجية، رغم أنها لا تزال تنتج زيتاً من أفخر الأنواع.

https://p.dw.com/p/14UGO
صورة من: picture-alliance/ZB

شهدت هذه الأشجار تعاقب الأجيال وتغير العالم، ونجت من موجات الجفاف والصقيع لألف سنة. إنها أشجار الزيتون الإسبانية العتيقة. وكما كانت في العصور الوسطى،  تستمر أشجار الزيتون في إسبانيا، التي تجاوزت أعمارها الألف سنة، في تقديم ذهبها الأخضر للبشرية، فزيتها عالي القيمة أصبح الآن منتشراً في أماكن بعيدة كآسيا والأمريكيتين.

وتعيد إسبانيا اكتشاف أشجار الزيتون القديمة، التي كانت عرضة لخطر زحف المدن والبحث عن مزيد من أصناف شجر الزيتون الأكثر إنتاجية. ويمكن العثور على أكبر تجمع لهذه الأشجار العتيقة في منطقة تولا ديل سينيا بشمال شرق البلاد، الذي يضم سبعاً وعشرين بلدية، إذ يبلغ عددها أكثر من 4600 شجرة، تنتشر على مساحة تقدر بـ 1100 كيلومتر مربع.

ويقول مدير منطقة  تولا ديل سينيا، جومي أنتيش، لوكالة الأنباء الألمانية، إنه "من شبه المؤكد أنه أكبر تجمع في العالم لأشجار الزيتون التي بلغت أعمارها الألف عام"، مضيفاً، أن أشجاراً مماثلة في العمر موجودة في اليونان وإيطاليا، إلا أن أعدادها لا تقارن بأعداد الأشجار في إسبانيا. كما أن تولا ديل سينيا هي أيضاً الجزء الوحيد في إسبانيا الذي لا تزال فيه الأشجار تواصل إنتاج الزيت.

ولكي تصنف شجرة الزيتون ضمن الأشجار العتيقة ذات الألف عام، يجب أن يكون محيطها 3.5 مترا على الأقل وارتفاعها 1.3 متر عن الأرض. ويبلغ محيط بعض الأشجار أكثر من 10 أمتار، ويعتقد أن بعض الأشجار تتجاوز أعمارها الألفي سنة.

Spanien Landschaft Olivenbaum auf Ibiza
صورة من: picture-alliance/ZB

إنقاذ الأشجار من براثن الحضارة

وعلى مدار قرن تقريباً،  تراجع عدد الأشجار العتيقة بعد أن استبدلها مزارعون بأصناف ذات إنتاجية أكبر. كما جرى بيع الأشجار العتيقة إلى الحدائق الخاصة لتزيينها، في عملية اقتلاع تؤدي إلى قتل الغالبية العظمى منها في غضون خمس عشرة سنة. لكن في عام 2009، قدمت منطقة تولا ديل سينيا مشروعاً يهدف إلى إحياء إنتاج الزيت من "الأشجار الضخمة"، وستشارك وزارة البيئة بحوالي 1.2 مليون يورو.

ويوضح أنتيش أن المشروع يشمل تقديم دعم لمعاصر الزيتون واتفاقيات مع 52 مطعماً تستخدم الزيت الآن في المنطقة، مضيفاً أنه نتيجة لذلك ارتفع عدد الشركات المنتجة لزيت الزيتون من تلك الأشجار العتيقة من شركة واحدة إلى ثماني شركات. ويتم حصاد الزيتون باليد في الأسبوع الأخير من أكتوبر/ تشرين الأول أو في الأسبوع الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويراهن المنتجون على الجودة أكثر من الكمية، ذلك أن الأشجار التي يتجاوز عمرها ألف سنة تنتج زيتاً فريداً يعرف باسم "فارجا"، وهو نوع من زيت الزيتون بنكهة الفواكه الخفيفة يبلغ سعره 30 يورو للتر الواحد في الأسواق، في حين أن زجاجة زيت الزيتون العادي يمكن أن تباع بحوالي ثلاثة يورو.

ويؤكد أنتيش أن فترة صلاحية زيت منطقة تولا ديل سينيا تعادل سنتين، مقارنة مع نصف سنة فقط لزيت الزيتون العادي، مشيراً إلى أن تقديم زجاجة من زيت الزيتون المستخلص من الأشجار العتيقة أصبح الآن هدية رائعة، كما هو الحال عند تقديم زجاجة من النبيذ الفاخر.

(ي.أ/ د ب أ)

مراجعة: عبد الرحمن عثمان