1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حمادي الجبالي أول إسلامي يتولى رئاسة الحكومة التونسية

١٤ ديسمبر ٢٠١١

يصف المراقبون حمادي الجبالي، أمين عام حركة النهضة الإسلامية والمكلف بتشكيل أول حكومة تونسية منتخبة بعد الثورة، بالرجل القوي في تونس. فقانون التوزيع المؤقت للسلط يمنح رئيس الوزراء سلطات واسعة. فمن هو حمادي الجبالي؟

https://p.dw.com/p/13T9w
رئيس الحكومة التونسية الجديد حمادي الجباليصورة من: picture-alliance/dpa

يعتبر حمادي الجبالي، المكلف بتشكيل أول حكومة تونسية بعد الثورة، المسؤول الثاني في حركة النهضة التي يرأسها الإسلامي راشد الغنوشي. وكان حزب النهضة قد رشح الجبالي لتولي رئاسة الحكومة إثر فوزه في انتخابات المجلس التأسيسي في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

واتفقت القوى الرئيسية الثلاث في المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن تلك الانتخابات، وهي حزب النهضة والمؤتمر والتكتل، وتملك مجتمعة 138 مقعدا من 217، اتفقت على تقاسم أهم المناصب الثلاثة بحيث آلت رئاسة الجمهورية لحزب المؤتمر، ورئاسة المجلس التأسيسي لحزب التكتل، ورئاسة الحكومة للنهضة. ويعتبر الجبالي بلحيته الصغيرة التي غزاها الشيب ونظاراته الرفيعة وأثر السجود على جبينه، من الرموز التاريخية للحركة الإسلامية في تونس الذين مارسوا السياسة قبل الثورة، إما في السجن أو من خلال العمل السري في أغلب الأحيان.

سنوات سجن طويلة

Moncef Marzouki neuer Präsident Tunesien
الرئيس التونسي منصف المرزوقيصورة من: picture alliance/abaca

ولد حمادي الجبالي عام 1949 في سوسة في منطقة الساحل الشرقي التونسي، وهو مهندس متخصص في الطاقة الشمسية وصحافي سابق وأحد مؤسسي "حركة الاتجاه الإسلامي" في 1981، التي تحولت في 1989 إلى "حركة النهضة". ويعتبر من قيادات الصف الأول التاريخية، وكان قد قاد خصوصا مع علي العريض المواجهة مع نظام بورقيبة في 1986.

وقبل تعيينه أمينا عاما للنهضة كان الجبالي يتولى منصب الناطق الرسمي باسمها. وتولى الجبالي رئاسة تحرير صحيفة الفجر لسان النهضة وحكم عليه بالسجن لمدة عام في 1991 بداعي التشهير. وبعد عام من ذلك، وفي أوج قمع نظام بن علي للإسلاميين حكم عليه بالسجن 16 عاما أمضى فترة طويلة منها في السجن الانفرادي قبل صدور عفو عنه في 2006.

ويصف سفيان بن فرحات رئيس تحرير صحيفة "لابراس" الحكومية الجبالي، الذي يتقن تماما الفرنسية، بأنه "رجل يملك شبكة واسعة من العلاقات". وعززت تصريحات للجبالي بعد الانتخابات في تجمع شعبي في سوسة بشأن "خلافة راشدة سادسة" مخاوف خصوم حزب النهضة الذين ينددون بما يصفونه بــ "ازدواجية الخطاب" الإسلامي الذي يعلن غير ما يضمر. لكن الجبالي يعتبر "ضمن التيار الإصلاحي للنهضة، التي هي حزب تتنازعه العديد من التيارات"، بحسب بن فرحات.

رسالة مطمئنة لواشنطن

وكان الجبالي قد زار واشنطن بعد الثورة التونسية مع اثنين من القيادات "العصرية" للحركة، هما المحامي نور الدين البحيري الناطق الرسمي باسم الحركة، والمحامي الشاب سمير ديلو وهما عضوان في المكتب السياسي للنهضة. وبحسب الصحافة التونسية فإن المسؤولين الثلاثة أجروا اتصالات "على أعلى مستوى" مع المسؤولين الأميركيين ووجهوا رسالة مطمئنة. وقال مصدر دبلوماسي غربي في تونس عن الجبالي "إنه معروف جيدا لدى الأميركيين" مضيفا أن هذا المسؤول الإسلامي "لفت انتباهه بشدة" في أحد اللقاءات. وأضاف "أنه هادىء جدا وواثق من نفسه ولديه خطاب متماسك جدا. لكنه ليس من الحمائم لقد طبع بسنوات سجنه الطويلة". ويقول بن فرحات "إنه محاط بهالة من الغموض بسبب ماضيه".

وكان الجبالي صرح لصحيفة "لوموند" الفرنسية قبيل انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر "إذا فزنا بالانتخابات فلن تكون تونس دولة إسلامية (الحكم)، بل ستكون دولة ديمقراطية" مكررا أن النهضة "حزب سياسي مدني وليست حزبا ثيوقراطيا".

وكان الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي قد كلف في وقت سابق الأربعاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2011) أمين عام حزب النهضة الإسلامي حمادي الجبالي بتشكيل أول حكومة منبثقة عن انتخابات حرة بعد نحو عام من اندلاع ثورة أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وقال بيان للرئاسة "عملا بأحكام الفقرة الأولى من الفصل 14 من القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة العمومية قرر رئيس الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقى تكليف السيد حمادي الجبالى بتشكيل الحكومة باعتباره مرشح الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي".

(ع.ش/ أ ف ب، رويترز)

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد