جولة بوش الشرق الأوسطية: بوش لن يدخل كتب التاريخ
١٩ يناير ٢٠٠٨أراد بوش من جولته الشرق أوسطية تحريك عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مجدداً وتوسيع الجبهة ضد إيران ودعم الديمقراطية في المنطقة، إضافة إلى التأثير على التطورات التي طالت أسعار النفط. ويبدو أنه لم يفلح في تحقيق أي من هذه الأهداف. وبخيبة الأمل هذه بات من المؤكد أن بوش لن يستطيع دخول كتب التاريخ من خلال تحقيق نجاح يذكر في قضية الصراع في الشرق الأوسط في آخر سنوات رئاسته.
كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوع المحوري لهذه الجولة وهو الأمر الذي لم يحظ باهتمام مباشر من بوش خلال سنوات رئاسته السبع الماضية. ولذا بات واضحا أن الرئيس الذي سيحزم حقائبه مغادراً البيت الأبيض خلال الأشهر القادمة لن ينال ما لم يهتم به خلال فترة رئاسته.
الصراع من أجل البقاء
يحرص كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس على تحقيق إنجازات ونجاحات لأسباب تتعلق ببقائهم ومستقبلهم السياسي، الأمر الذي يدفعهما بالطبع للتعاون والموافقة على استئناف محادثات جدية حول المشاكل الجوهرية في الصراع.
إضافة إلى ذلك فقد أولمرت الآن شريكه الائتلافي المحافظ ولم يقم حتى اليوم بتفكيك أي من المستوطنات غير الشرعية أو رفع أي من الحواجز العسكرية المنتشرة في فلسطين، بل زاد من حدة الهجمات على أتباع حماس في قطاع غزة والضفة الغربية.
الدول العربية مستعدة للسلام
إن مزيداً من المرونة لا تسهم في تسهيل الحياة على عباس فحسب، بل وفي عدم تعقيد المحادثات في منطقة الخليج وفي الرياض وفي مصر، حيث يوجد استعداد لدعم عملية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وهذا ما أقرته الجامعة العربية منذ وقت طويل، ولكن يتوقع من إسرائيل أن تكون مستعدة للتخلي عن الأراضي المحتلة، كما ينتظر من واشنطن أكثر من الكلام المعسول.
وطالما يبقى كل ذلك بعيداً عن التحقيق فإن على بوش ألا يأخذ في الحسبان الحصول على دعم لسياساته تجاه إيران، خصوصاً بعد أن قللت أجهزة المخابرات الأمريكية نفسها من "مخاطر طهران النووية"، التي ينادي بها بوش. فالكثير من الدول لا ترغب في الدخول في مشاكل أو مغامرات مع إيران، التي يصعب الخروج منها.
محاولات إحلال الديمقراطية تنتهي بالفشل
وأخيرا فيما يتعلق بإحلال الديمقراطية، فإنه ما من دولة من دول المنطقة تبدي إعجابها بأفكار الرئيس بوش التي دأب في العمل على الترويج لها، نظراً لأسباب تتعلق بالحفاظ على السلطة ولأن محصلة المحاولات الأمريكية لتعزيز عملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط لم تكن مقنعة، حتى من دون الإشارة كما جرت عليه العادة إلى تجربة عراق ما بعد صدام .
بيتر فيليب
ترجمة: عماد م.غانم