"جرس الإنذار"الصيني يزعج ترامب ويقلب موازين الذكاء الاصطناعي

لم يحظ إطلاق آخر نموذج لـ"ديب سيك" بداية باهتمام كبير إذ هيمن عليه تنصيب ترامب في اليوم ذاته. لكن روبوت الدردشة الصيني المعتمد على الذكاء الاصطناعي حقق انتشارا كبيرا نهاية الأسبوع الماضي، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلا في سوق التطبيقات التابع لشركة "آبل" في الولايات المتحدة، ليحل مكان "تشات جي بي تي" الذي طورته شركة "أوبن أيه آي".

مؤسس الشركة التي انتجت تطبيق "ديب سيك" عام 2023 في مدينة هانغتشو جنوب شرقي الصين هو لينغ وينفينغ، خريج هندسة المعلومات والإلكترونيات البالغ من العمر 40 عاما، وهو أيضا مؤسس أحد صناديق التحوط لدعم ذلك التطبيق.

وقال وينفينغ في مقابلة مع شبكة "تشاينا أكاديمي" في يوليو/تموز، إنه فوجئ برد الفعل تجاه النسخة السابقة من نموذجه للذكاء الاصطناعي. وأضاف: "لم نكن نتوقع أن يكون تحديد السعر قضية حساسة إلى هذه الدرجة، فنحن ببساطة نسير بوتيرتنا الخاصة، ونحسب التكلفة ونحدد السعر وفقا لها".

وكانت المفاجأة الأكبر التي هزّت القطاع إعلان "ديب سيك" بأنها طورت نسختها الأخيرة "آر1" بجزء صغير من الكلفة التي تتكبدها الشركات الكبرى في تطوير الذكاء الاصطناعي، خصوصا على شرائح "نفيديا" الإلكترونية وبرامجها. 

وقالت الشركة الصينية في حسابها الرسمي على تطبيق وي تشات إن نموذج ديب سيك-آر1، الذي أطلقته الأسبوع الماضي، أرخص بنحو 20 إلى 50 مرة من نموذج أو1 لشركة أوبن إيه.آي، وذلك بناء على المهمة التي سيقوم بها.

ترامب منزعج!
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة الذي طورته شركة "ديب سيك" الصينية هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية في سيليكون فالي، بعدما أحدث إطلاق التطبيق الصيني المشابه لـ"تشات جي بي تي" تراجعا كبيرا في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية.

يحمل الأمر أهمية بالغة نظرا إلى أن ازدهار الذكاء الاصطناعي الذي لعب إطلاق "تشات جي بي تي" أواخر العام 2022 دورا أساسيا فيه، حوّل "نفيديا" إلى إحدى شركات العالم الأعلى قيمة.

وقد أحدثت التطورات الأخيرة هزة في قطاع التكنولوجيا الأمريكي، ويسدد التقدم الذي حققته "ديب سيك" ضربة لواشنطن وأوليتها المتمثلة بالمحافظة على تفوق الولايات المتحدة تكنولوجيا. وقد سارع ترامب للتعليق على الأمر قائلا "نأمل أن يكون إطلاق "ديب سيك"للذكاء الاصطناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز".

لكن ترامب استطرد معتبرا أن هذه الصدمة قد تكون أيضا "إيجابية" بالنسبة لكبرى شركات التكنولوجيا الأميركية، قائلا "بدلا من إنفاق المليارات والمليارات، ستنفق أقل على أمل أن تصل إلى الحل نفسه".

من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لـ"أوبن أي آي" سام ألتمان في منشور على "إكس" بأن "وجود منافس جديد هو أمر محفّز". ووصف "آر1" بأنه "نموذج مثير للإعجاب، خصوصا في ما يتعلق بما تمكنوا من إنجازه مقابل الثمن" الزهيد، متعهدا تسريع عمليات إطلاق "أوبن أيه آي" لنماذج جديدة.

وتأتي التطورات على خلفية مساعي الحكومة الأميركية لحظر تطبيق "تيك توك" الصيني في الولايات المتحدة أو إجبار الشركة المطورة له على بيعه. وقد لفت ترامب الاثنين إلى أن مايكروسوفت تجري مفاوضات لشراء تيك توك.

وهبطت أسهم العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل إنفيديا التي تكبدت أكبر خسارة يومية لها أمس الاثنين بعد أن نزلت قيمتها السوقية 593 مليار دولار لتسجل أكبر خسارة يومية لأي شركة في وول ستريت.

الخليج يسارع للاستثمار أيضا!

وليست الصين والغرب فقط من يسارعون لاحتكار المجال، بل تستعد دول الخليج العربية للإعلان عدد من اتفاقيات التعاون، سواء ضمن دول المنطقة أو على مستوى العالم، للاستفادة من استخدامات التكنولوجيا الجديدة في قطاعات السفر والسياحة واقتصاد الفضاء والمدن بما يخدم نمو اقتصاداتها، بحسب جيريمي جورجنز، المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي.

ونوّه خلال مقابلة مع صحيفة الشرق، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس بسويسرا، بأن شركات التكنولوجيا تبدي رغبة للاستثمارات المشتركة مع دول الخليج للاستفادة من الطاقة الرخيصة لتوفير الكهرباء لمراكز البيانات ومن الموارد البشرية.

م.ب / أ ف ب. رويترز