جدل محتدم في ألمانيا حول تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا
١٣ يناير ٢٠٢٥أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن رفضه تمويل شحنات إضافية من الأسلحة إلى أوكرانيا من خلال تقليص الإنفاق في مجالات أخرى.
وعلى هامش فعالية انتخابية في مدينة بيليفيلد، قال السياسي الاشتراكي الديمقراطي اليوم الاثنين (13 كانون الثاني/يناير 2025): "أنا ضد أخذ هذه الأموال من المعاشات التقاعدية، وضد أن نقوم بهذا عبر تقليص ميزانيات البلديات، وضد أن نستثمر أموالاً أقل في السكك الحديدية والطرق".
وأضاف: " لذلك يجب تمويل ذلك بشكل إضافي". وقوبلت هذه الحجة بانتقادات حادة من جانب حزب الخضر. وأشار شولتس إلى عدم توافر أغلبية تؤيد اقتراحه بتمويل ذلك من خلال تعليق العمل بآلية سقف الديون. وأوضح أن تحالف "إشارة المرور" انهار في نهاية المطاف بسبب عدم تمكنه من التوصل إلى اتفاق في الخلاف حول ميزانية عام 2025.
وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أفادت بأن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك المنتمية إلى حزب الخضر ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس المنتمي إلى حزب شولتس الاشتراكي، يسعيان إلى توفير ميزانية إضافية بنحو ثلاثة مليارات يورو قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 23 فبراير/شباط المقبل، لتغطية حاجة أوكرانيا الملحة إلى أسلحة إضافية.
وقال شولتس: "إذا كنت ستفعل ذلك، فعليك أن توضح من أين ستأتي الأموال".
وكان بيستوريوس أكد في تصريحات صحفية أمس الأحد أنه لا توجد أي عرقلة من قبل ديوان المستشارية، وقال: "أعددنا في وزارة الدفاع حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا. يجب الآن اتخاذ قرار سياسي بشأنها - وبمجرد أن يتم حل جميع الأسئلة، أتوقع صدور القرار اللازم".
ورد رئيس حزب الخضر، فيليكس بانازاتسك، على هذا الموقف بحدة ووصفه بأنه "تصعيد غير مسؤول" مشيراً بذلك إلى الحزب الاشتراكي وإلى شولتس على وجه التحديد. وقال إن من الممكن دعم أوكرانيا بما تحتاج إليه، وفي الوقت نفسه ضمان قدرة ألمانيا وأوروبا على الدفاع عن نفسيهما، بالإضافة إلى تمويل المعاشات التقاعدية وأماكن رياض الأطفال وغيرها من الاحتياجات.
واليوم الاثنين وفي مستهل محادثات مع أربعة من نظرائه الأوروبيين في إحدى ضواحي العاصمة البولندية وارسو، عاد بوريس بيستوريوس ليقول: "سنواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً".
وأضاف الوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: "الهدف هو تحقيق سلام عادل ودائم في النهاية. سلام لا يتم التفاوض عليه مع أي طرف على حساب الأوكرانيين، بل يكون سلاماً عادلاً ومستداماً ويمكن ضمانه". ويجري الوزراء الأوروبيون الخمسة في اجتماعهم مشاورات حول تعزيز طويل الأمد لصناعة الأسلحة الأوكرانية.
وتم الإعلان قبل الاجتماع أن شركات التصنيع الأوروبية، من خلال سلاسل التوريد الخاصة بكل منها، يمكن وينبغي لها أن تلعب دورا مهما في هذا السياق. وقال بيستوريوس: "في المقابل، ستستفيد صناعاتنا من الخبرات الأوكرانية على أرض المعركة، في استخدام الأنظمة والأسلحة".
وتم تنظيم الاجتماعات بصيغة الدول الخمس (ألمانيا-فرنسا-إيطاليا-بولندا-بريطانيا) بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الأمن والاستعداد الدفاعي الأوروبي.
وكان ترامب أثار مراراً الشكوك حول مدى موثوقيته في الحلف الغربي. ولا يزال من غير الواضح كيف ستواصل الولايات المتحدة تحت قيادته تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.
خ.س/أ.ح (د ب أ)