1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعليق: حالة شارون الخطيرة قد تكون لها تبعات سياسية خطيرة

بعد اصابة شارون بجلطة خفيفة قبل ايام اتبع اطبائه وبناء على نصيحة مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي تكتيكا غير مألوف. تعليق بيتر فيليب.

https://p.dw.com/p/7kva

لقد بادورا الى الاعلان عن كافة تفاصيل الحالة المرضية والخطوات الطبية المتخذة بشأنها مؤكدين دوما أن الحالة غير خطيرة وانها امر بسيط. الهدف من كل ذلك هو طمأنة الراي العام الاسرائيلي بأن شارون البالغ من العمر 78 عاما مازال يحتفظ بخيوط الملفات السياسية بيده. وكان هذا النهج الإعلامي مهما على خلفية الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المبكرة والتي انطلقت حملتها الإعلامية منذ ايام. ومنذ يوم الأربعاء الماضي لم يعد هذا النهج مطمئنا. فقد اصبح واضحا للجميع انه كيفما ستكون نتائج العمليات الجراحية لشارون فانه لن يتمكن من العودة الى الساحة السياسية وبفاعلية. وبذلك باتت ليس فقط الانتخابات محل شك وانما كامل الاوضاع في الشرق الاوسط. ومهما يقال عن شارون، فأن امرا واحد لايمكن انكاره وهو انه الوحيد الذي ساهم بشكل فعال في تحديد مسار المنطقة او كان احد المساهمين الاساسيين خلال السنوات الخمسة الماضية. شارون انتهج سياسة متشددة ضد الفلسطينيين وخصوصا طريقة تعامله مع خصمه الكبير ياسر عرفات بازدراء والتي ادت الى عزله سياسيا على الساحة الدولية وقربه من الرئيس الامريكي جورج بوش . تقارب سياسي لم يمنعه من استعراض عناده بين الحين والاخر وفرض اراءه رغم كل الاعتراضات الامريكية والدولية. حيث كان يعارض حتى رفاقه السياسيين داخل إسرائيل. وخير مثال في هذا السياق هو ما يتعلق بخطته الخاصة بالانسحاب من غزة. وهو الملف الذي خلق ازمة سياسية داخل حزبه القديم الليكود والذي اسسه بنفسه في يوم ما.

Fernschreiber Autorenfoto, Peter Philipp
بيتر فيليب الخبير في شؤون الشرق الاوسط في دويتشه فيله

تأسيس حزب كاديما

Gedenken an Ben Gurion
شارون وبيريس آخر ما تبقى من الحرس القديمصورة من: AP

شارون ترك الليكود واسس حزبا جديدا باسم "كاديما" وهو حزب يمنحه الخبراء فرصة اوفر للفوز في الانتخابات القادمة. ويعني الاسم الى الامام، لكن هناك شكوكا حول تطابق هذا الاسم مع التوجهات القادمة خلال الاسبايع والاشهر المقبلة. فحزب كاديما ليس اكثر من شارون نفسه. اما المجموعة التي لحقت به من الموالين له فلا قدرة لهم على قيادة كاديما الى النجاح دون شارون. لكن البدائل هي الاسوأ لأن بقايا حزب ليكود والتي اوصلت رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الى رئاسة الحزب وهو ليس فقط من معارضي خطة الانسحاب من غزة، بل من اطاح اثناء فترة ولايته الاولى باتفاقية اوسلو، تلك الاتفاقية التي مهدت أمام فرصة حقيقية للسلام في المنطقة. من جانب آخر لا يستطيع حزب العمل توظيف الوضع الجديد لصالحه، فرئيسه الجديد عمير بيرتس شخصية غير معروفة على الساحة السياسية. والاسرائيليون لا يمليون في هذه الظروف التي تتميز بالتصعيد الى الانحياز لشخصية غير معروفة. في ذات الوقت تتصاعد الفوضى في المعسكر الفلسطيني. فهم يفكرون حاليا ومرة أخرى في تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة نهاية الشهر الجاري. وربما تكون هذه هي الفرصة التي يتفق فيها الفلسطينيون والإسرائيليون على الاقل في هذه النقطة وهي تأجيل الانتخابات في المعسكرين، لانه لا يمكن توقع شيئا ايجابيا من الانتخابات في الجانبيين. فالأمر المهم الان هو ان يرتب كل جانب أوضاعه الداخلية.

تعليق: بيتر فيليب/ ترجمة حسن حسين