1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تزايد الضغوط على البنتاغون بعد الكشف عن فضحية الحديثة

دويتشه فيله + وكالات٣٠ مايو ٢٠٠٦

الكونغرس الأمريكي يفتح تحقيقاً بشأن اتهامات وجهت لجنود أمريكيين بارتكاب مذبحة سقط ضحيتها مدنيون عزل في قرية الحدثية الواقعة شمال العاصمة العراقية. الفضيحة تكلف الإدارة الأمريكية الكثير من المؤيدين لحربها على العراق.

https://p.dw.com/p/8Xhg
الإتهامات الخطيرة تؤثر سلبا على سمعة الجيش الأمريكيصورة من: AP

"نعم قد يحدث خطأ لكن هناك حد مقبول للاخطاء." بذلك أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم أمس الثلاثاء، 30 أيار/مايو 2006، أن صبره يوشك أن ينفد بسبب تبرير القوات الأمريكية قتلها للمدنيين في العراق بأنه قد تم عن طريق الخطأ. يأتي ذلك بعد أن أدى كشف النقاب عن مقتل 24 مدنياً في قرية الحديثة الواقعة شمال العاصمة العراقية بغداد على يد قوات تابعة للبحرية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدافع الانتقام إلى إثارة الرأي العام الأمريكي والدولي. وتُضاف هذه الفضيحة الجديدة إلى سجل الفضائح المروعة، التي ارتكبتها قوات الجيش الأمريكي منذ قيامه باجتياح العراق والإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لاسيما وأنها ليست المرة الأولى التي يُتهم فيها الجنود الأمريكيون بانتهاك حقوق الإنسان وإطلاق النار عشوائياً على مواطنين عزل. وبعد الإعلان عن هذه الفضحية طرحت تساؤلات حول عمل القوات الأمريكية في العراق وسلوكيات الجنود الأمريكيين. وأدت هذه الفضيحة إلى إلحاق مزيد من الضرر بصورة الجيش الأمريكي داخل الولايات المتحدة وخارجها. وأطلق هذا الحادث العنان مجددا لنقاشات صاخبة داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية حول مبررات الحرب على العراق والبعد الأخلاقي للاجتياح الأمريكي لهذا البلد.

هجوم لم يسبقه استفزاز

Videoaufnahme von Massaker von Haditha, Irak
الفضيحة الأخلاقية هزت مشاعر الرأي العام الدوليصورة من: AP

صحيفة نيويورك تايمز نسبت في عددها الصادر يوم الأربعاء، 31 أيار/مايو 2006، إلى مسئولين عسكريين أمريكيين قولهم أن مقتل 24 مدنيا في بلدة الحديثة الواقعة 220 كلم شمال العاصمة بغداد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كان فيما يبدو هجوماً من جانب مشاة البحرية لم يسبقه استفزاز من جانب الضحايا. ويقول بعض سكان قرية الحديثة أن مشاة البحرية أطلقوا الرصاص على المدنيين، بينما أعلن الجيش الأمريكي في بداية التحقيقات أنهم قتلوا في انفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق. ويعتقد كثير من العراقيين أن عمليات قتل المدنيين غير المبرر على أيدي الأمريكيين أمر شائع وان كانت التحقيقات أثبتت عددا ضئيلا فقط منها. ويسود الاعتقاد لدى شريحة واسعة من العراقيين أن تلك الحوادث، التي حصدت حتى الآن الكثير من أرواح مواطنيهم تفوق بالفعل تلك التي تم حتى الآن كشف النقاب عنها في وسائل الإعلام. ويحمل بعضهم القادة الميدانيين الأمريكيين ووزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد شخصيا مسؤولية تلك التجاوزات ويطالبون باتخاذ اجراءات عاجلة. ومن الواضح أن صورة الجيش الأمريكي داخل العراق قد تضررت بشكل كبير منذ فضيحة معتقل أبو غريب وتزداد تدهورا مع تعاقب سلسلة الفضائح الأخرى.

تعهد بالكشف عن نتائج التحقيق

USA Soldat vor Moschee in Samarra Irak
القوات الأمريكية في مواجهة تحدي الفوضى الأمنيةصورة من: AP

وفي واشنطن تعهد البيت الأبيض بالكشف عن نتائج التحقيق في ملابسات مذبحة الحديثة. أما الرئيس الأمريكي بوش فقد أعلن أنه لم يكن على علم بمقتل 24 مدنياً في الحديثة عندما سأله صحفي في مجلة تايم عن الأمر في وقت سابق من العام الجاري. أما صحيفة نيويورك تايمز فتؤكد على أن النتائج، التي توصل إليها التحقيق حتى الآن، تتناقض مع مزاعم مشاة البحرية الأمريكية بأن المدنيين كانوا ضحايا انفجار قنبلة. ونقلت الصحيفة عن مسئول عسكري كبير في العراق لم يكشف عن هويته أن التحقيق الذي أجري في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين وقاده الكولونيل جريجوري وات وهو ضابط في الجيش الامريكي في بغداد توصل إلى شهادات وفاة تبين أن غالبية المدنيين اطلق الرصاص على رؤوسهم وصدورهم. وكان مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية قد ذكروا ان اتهامات بينها اتهامات بالقتل قد توجه لإفراد في مشاة البحرية الأمريكية.

انتقادات واستياء

في غضون ذلك تصاعدت حدة انتقادات الساسة الأمريكيين وأعضاء داخل الكونغرس بالإضافة إلى المناهضين للحرب على العراق. حيث اعتبر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أن مشاة البحرية الأمريكية يقتلون "بدم بارد" على حد تعبيره. وبدأت بعض الجهات الإعلامية في الولايات المتحدة التحدث عن "ماي لاي عراقية" في إشارة إلى "ماي لاي" الفيتنامية. وهي قرية ارتكب فيها الجنود الأمريكيون مجزرة عام 1968. ويعكس ذلك مدى استياء شريحة كبيرة من الرأي العام الأمريكي من الفضائح المتتالية للقوات الأمريكية المتمركزة في العراق. وبدأ الكثيرون يطالبون مرة أخرى بتحديد جدول زمني لعودة تلك القوات إلى ثكناتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد