تركيا تهدد بملاحقة المقاتلين الأكراد داخل سوريا والمعارضة تبحث الحكومة المؤقتة

تعقد الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اليوم الخميس (26 تموز / يوليو) أحد أهم اجتماعاتها بالدوحة برئاسة د. عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس، وذلك لبحث جملة من القضايا والتطورات المتعلقة بالأوضاع في سورية. وقال سيدا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب .آ) بالدوحة اليوم، إن "الاجتماع سيبحث هيكلة المجلس الوطني... لفتح الباب أمام مشاركة أوسع من قبل مختلف فصائل المعارضة السورية إلى جانب منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية السورية". وأضاف بأن الاجتماع سيتطرق للأوضاع المستجدة مثل ما بعد الفيتو المزدوج في مجلس الأمن والنتائج التي تمخض عنها الاجتماع الوزاري في الدوحة إلى جانب التطورات على الأرض في حلب ودمشق.

وحول الحكومة الانتقالية قال سيدا إن الوقت قد حان لمثل هذا الموضوع "لكن سيتم بحثه بعمق من قبل المجلس الوطني السوري، كما لابد وأن يناقش مع مختلف فصائل المعارضة السورية والقوى الميدانية خاصة على الأرض". وحول القرار العربي بالخروج الآمن لبشار الأسد قال إن هذه الفكرة مطروحة، "نحن نناقشها ولابد من معايير وضوابط" وعن الانشقاقات في صفوف النظام قال بأنهم يرحبون بها "وهي تدل على ضعف النظام وتآكله من الداخل وتصدعه وهو ما يبشر بنهاية قريبة للنظام".

في حين نفت وزارة الخارجية السورية اليوم الخميس انشقاق سفراء لها، واتهمت "من اختاروا ترك أماكن عملهم ببعثات دبلوماسية" بتلقي تمويل من "عاصمة عربية معينة". وفند بيان الوزارة علاقتها بعدد من الشخصيات التي أعلنت مؤخرا انشقاقها عن النظام، وأشارت إلى أن "عبد اللطيف الدباغ سفير سوريا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة قيد المراجعة لدى دمشق... وليس على رأس عمله في أبوظبي منذ 4 حزيران/يونيو المنصرم". وأضافت: "لمياء الحريري لم تحمل بالسابق ولا تحمل حالياً لقب سفيرة لسورية، بل هي دبلوماسية تعمل بالسفارة". وذكرت: "محمد تحسين الفقير لا يحمل أي صفة دبلوماسية بل هو موظف إداري في وزارة الخارجية يعمل لدى السفارة في سلطنة عمان".

طلاس التقى الأسد

أما العميد المنشق مناف طلاس فأعلن أنه يأمل في "وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة" بالتواصل "مع كل طرف شريف يريد بناء سوريا"، بما في ذلك الذين "لم تلطخ أياديهم بالدماء" في النظام. وفي حديث مطول هو الأول منذ انشقاقه، صرح طلاس لصحيفة الشرق الأوسط من مدينة جدة السعودية، أنه اختلف مع النظام "منذ بداية الأزمة" وأنه التقى الأسد للمرة الأخيرة "قبل عام تقريبا" ولم يدر أي حديث بينهما عن كيفية إدارة الأزمة. من جهة أخرى، أكد أن دور الرئيس السوري "ليس ضعيفا، لكن هناك من سهل له حجم الأزمة من الدائرة المحيطة به، وبالتالي فضل أن يتعامل معها بهذا الإطار" الأمني.

وفي سياق تطورات الوضع الميداني في سوريا، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بأنه وضع عدة مناطق في شمال البلاد "في عهدة" حزب العمال الكردستاني وحذر من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة.

وقال اردوغان في مقابلة مع قناة كانال-24 مساء أمس الأربعاء رداً على سؤال عن إمكانية استخدام تركيا حقها في مطاردة المتمردين في حال الضرورة داخل الاراضي السورية إذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال اردوغان "إنه أمر غير قابل للنقاش" وأكد أن أنقرة تعتبر نشر دمشق لحزب العمال الكردستاني أو فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي قرب الحدود التركية خطوة "موجهة ضد" تركيا، وأضاف "سيكون هناك بالتأكيد رد من جانبنا على هذا الموقف".

(ع. ج/ آ ف ب، رويترز، د ب آ)

مراجعة: طارق أنكاي