ترامب يُقلل من شأن الانتقادات ضد تصريحاته بشأن الناتو
١٣ فبراير ٢٠٢٤سخر الرئيس الأميركي السابقدونالد ترامب مساء أمس الإثنين (12 فبراير/ شباط) الانتقادات العديدة التي لقيتها تصريحاته بشأن حلف شمال الأطلسي، مؤكّداً أنّ ما فعله خلال ولايته جعل التكتّل العسكري الغربي "قوياً".
لكنّ ترامب، الأوفر حظاً للفوز بترشيح حزبه الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين الثاني/ نوفمبر، لم يكرّر الجزء الأكثر ضراوة من التصريحات التي أدلى بها السبت حين قال إنّه "سيشجّع" روسيا على مهاجمة أيّ دولة عضو في التحالف لا تفي بالتزاماتها المالية على صعيد النفقات العسكرية. ولقيت تصريحات ترامب هذه انتقادات شديدة سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
والإثنين، قال ترامب في منشور على شبكته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "لقد جعلتُ حلف شمال الأطلسي قوياً، وحتى الجمهوريون المزيّفون والديموقراطيون اليساريون المتطرّفون يعترفون بذلك".
وأضاف "عندما قلتُ للدول العشرين التي لم تدفع حصّتها العادلة إنّه يتعيّن عليها أن تدفع وإلا فهي لن تستفيد من الحماية الأمريكية، تدفّقت الأموال". وبحسب الرئيس السابق فإنّ هذه المساهمات المالية تراجعت منذ خروجه من البيت الأبيض "لأنّني لم أعد هناك لأقول لهم عليكم أن تدفعوا". وينتقد ترامب بانتظام الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لعدم وفائها بالتزاماتها على صعيد الإنفاق العسكري.
وخصّص الملياردير الجمهوري جزءاً من منشوره لانتقاد إدارة خلفه الديموقراطي جو بايدن على المساعدات المالية الضخمة التي قدّمتها لأوكرانيا مقارنة ببقية أعضاء حلف شمال الأطلسي.
وقال الرئيس السابق "نحن نساعد أوكرانيا بأكثر من 100 مليار دولار أكثر من الناتو"، مطالباً بقية الدول الأعضاء في الحلف بزيادة مساهماتها المالية لتحقيق "التعادل" مع ما تدفعه الولايات المتّحدة.
وأضاف ترامب "إذا لم تفعل فأمريكا أولاً"، مكرراً شعار السياسة الخارجية التي طبعت ولايته (2017-2021).
وخلال حملته الانتخابية هدّد ترامب مراراً بالخروج من التكتّل في حال فوزه بالرئاسة.
والسبت، شدّد الرئيس السابق على أنه "سيشجّع" روسيا على مهاجمة بلدان منضوية في الحلف "لا تدفع ما يتوجب عليها"، مما أثار استياء في أوروبا وداخل الحلف
في سياق آخر، طعن ترامب الإثنين أمام المحكمة العليا بقرار أصدرته محكمة استئناف فدرالية وقضت فيه بعدم تمتّعه بحصانة تحميه من الملاحقة القضائية في جرائم متّهم بارتكابها خلال ولايته.
ويُعدّ هذا التمييز مفصلياً إذ أن ترامب يطلب فيه من أعلى هيئة قضائية في الولايات المتّحدة البتّ في جوازمحاكمته من عدمه عن مساعيه لتغيير نتائج انتخابات 2020 التي خسرها أمام الرئيس الحالي جو بايدن. ويضاف القرار الذي أصدرته محكمة الاستئناف التابعة لدائرة مقاطعة كولومبيا، إلى متاعب قانونية أخرى يواجهها ترامب البالغ 77 عاما.
وكانت المحكمة علّقت الحكم حتّى الإثنين لمنح ترامب مجالا للطعن أمام المحكمة العليا الأمريكية التي يمكنها اتخاذ القرار بشأن قبول القضية أو رفضها وبالتالي قبول القرار الصادر عن الاستئناف.
ويواجه ترامب أيضا اتهامات بالتدخل في انتخابات 2020 في ولاية جورجيا، كما يُتهم في فلوريدا بالاحتفاظ بوثائق بالغة السرية بشكل غير قانوني أخذها لدى مغادرته البيت الأبيض.
لكن يبدو أنّ متاعب ترامب القضائية لم تؤثر على شعبيته إذ لا يزال الأوفر حظاً لانتزاع بطاقة الترشّح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين الثاني/نوفمبر.
ع.أ.ج/ ح ز (أ ف ب، د ب ا)