تدريس الإسلام في ألمانيا ـ رؤية من الخارج
١٦ سبتمبر ٢٠٠٧في إطار "الحوار الثقافي بين أوروبا والإسلام" قام الضيوف الخمسة، القادمين من مصر وبنغلاديش وباكستان واندونيسيا وإيران بزيارة مدارس مختلفة في ألمانيا من أجل الإطلاع على مناهج التدريس في المدرسة الألمانية. إنهم يعملون في بلدانهم كأساتذة ومديري مدارس، ويملكون الوعي الكامل بالمشاكل اليومية في المدارس.
وقد عمد المرء إلى دعوة خبراء في تدريس الإسلام، من أجل تقديم وجهة نظرهم بدرس الإسلام في ألمانيا، رغم عدم معرفتهم باللغة المتداولة داخل الفصل. وعن ذلك يقول يورغ كريتشمه، مدير التبادل التربوي في وزارة الثقافة: "هدفنا أن نظهر انفتاح المدرسة الألمانية، والمضي بها نحو مستقبل أكثر تعددية. إننا نريد أن يستفيدوا مما نقدمه هنا وينقلوه على بلدانهم ومدارسهم، كما نريد أن يناقشوا معنا ما يرونه عندنا، وينتقدوه بانفتاح، حتى نتعلم نحن أيضا منهم".
المدرسة الألمانية نموذجا
وجلبت انتباه الضيوف خصوصا، طريقة تدريس الدين الإسلامي، محمد حطا، من وزارة التربية الاندونيسية، أكد على انفتاح المدارس الألمانية ومبدأ الاحترام المتبادل الذي تقوم عليه، وقال بهذا الصدد: "درس الأديان في هذا البلد جيد للغاية، والحكومة تحترم مواطنيها، كما نلمس أيضا أن احترام حقوق الإنسان متطور بشكل كبير".
شيمول حميد، نائبة مدير ثانوية في دكا، عاصمة بنغلاديش، أعجبت كثير بقاعات الدراسة الملونة في ألمانيا، ، لكن فيما يتعلق بتدريس الإسلام، فإنها تتمنى أن يكون درسا موجها لكل التلاميذ وليس فقط للمسلمين منهم: "هنا لا يعطى درس الإسلام إلا للمسلمين من بين التلاميذ، أعتقد بأنه من الفضل بدلا من تدريس الإسلام يتم تدريس كل الأديان في منهج واحد حتى يتعرف التلاميذ على كل الأديان".
درس الإسلام بين الشرق والغرب
ومقارنة بمدارسهم، لحظ الضيوف بأن المدارس الألمانية جد منفتحة وأنها تقدم إمكانيات كبيرة لتطوير قدرات التلاميذ. لكن يبدو بأن الضيوف، لم يكونوا متفقين تماما على طريقة تدريس الدين الإسلامي في المدارس الألمانية، ويعود ذلك إلى أنه من الصعب بالنسبة لكل قادم من العالم الإسلامي، حيث الإسلام الدين الرسمي للبلد أن ينظر إلى الواقع في ألمانيا بعين مختلفة، إن المرء يحتاج إلى بعض الوقت حتى يدرك ذلك، وكما يقول يورغ كريتشمه: "نحتاج إلى إسلام أوروبي. نحتاج إلى شكل جديد للتدريس، دراسة للعالم الإسلامي وثقافته ودينية ولكن ليس على أسس قومية أو دينية، لأنا نعتقد بأنه مادام هؤلاء الأطفال سيعيشون في ألمانيا، فيتوجب عليهم دراسة ذلك باللغة الألمانية وتطبيق ما درسوه بشكل يتوافق مع مبادئ الدستور".