تحسّن القدرات.. خمسة مكملات غذائية تساعد أطفال طيف التوّحد
١٧ مارس ٢٠٢٣تحتار الأسر التي لديها طفل يعاني اضطراب طيف التوحد من الطريقة الغذائية اللازمة لدعمه وتحسين قدراته، خصوصاً إذا كان الطفل لا يتناول الطعام بمقدار كافي، أو ينتقي بشكل كبير ما يأكل بحيث يرفض تناول أغذية مهمة كبعض أنواع الخضر والفواكه واللحوم والسمك، وهي من الأعراض الشائعة عند أطفال التوّحد.
لذلك يتم اللجوء إلى المكملات الغذائية التي تتمتع بسمعة جيدة وسط هذه الأسر. صحيح أنه لا وجود لعلاج دائم لهذا الاضطراب، لكن عددا من الفيتامينات لها دور كبير في دعم الأطفال.
ومهما كان هذا الدور صغيرا أو غير مؤكد بدراسات علمية كافية، فإن الاستعانة بهذه المكملات قد يكون حلاً لدعم الطفل والمساهمة في تحسين قدراته، شريطة التشاور المسبق مع الطبيب لأجل التعرّف على الفيتامينات التي تنقص الطفل أو مدى قدرة جسده على تقبل المكملات.
ولأن هذه المكملات كثيرة ومتعددة، نختار منها في اللائحة التالية خمسة:
فيتامين د: تدعم دراسة منشورة في مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي أن فيتامين D3 دعّم الأطفال المصابين بطيف التوحد في التقليل من أعراض هذا الأخير، ومن ذلك العزلة الاجتماعية، وتكرار السلوك النمطي، والكلام غير المفهوم، والضوضاء العشوائية والقفز المتكرر، كما مكّن الأطفال المشاركين في الدراسة من زيادة الوعي المعرفي والإدراك الاجتماعي.
كما أشارت دراسة أخرى منشورة في موقع المكتبة الوطنية للطب (NIH) أن هناك أدلة متعددة على أن احتمال نقص هذا الفيتامين في مرحلة الطفولة المبكرة يتسبب في عدد من حالات التوحد، وأشارت إلى أن هذا الفيتامين لديه تأثير على نمو الدماع وعلى تكاثر الخلايا، ما يجعل جرعات عالية من فيتامين د لها دور في تحسين الأعراض.
فيتامين ب 6 والمغنيسيوم: تشير مجلة "آباء أطفال التوحد" إلى وجود دراسات كثيرة تدعم أن إعطاء الأطفال المصابين بهذا الاضطراب مكملات من فيتامين B6 والمغنيسيوم يساعد في تخفيف الأعراض، لكنها تشير إلى أن العلاج يبقى مثيراً للجدل بما أن استجابة عدد من الأطفال له تبقى متفاوتة، وتقول إن بعض الدراسات أكدت وجود تحسن خصوصاً في التواصل بالنظر والتفاعل الاجتماعي، لكن التحسن لم يكن مستمرا.
وتشير دراسة منشورة على موقع معهد دراسات التوحد إلى وجود أكثر من 20 دراسة حول دور فيتامين مع المغنيسيوم في علاج عدد من أطفال التوّحد، وأن هذه الدراسات بينت أن 45-50% من الأطفال الذين أخذوا كميات تكميلية كبيرة من هذين المكوّنين، استفادوا منهما.
وتؤكد الدراسة ذاتها أن فيتامينB6 مهم جداً لأكثر من مئة تفاعل إنزيمي، بما في ذلك إنتاج الناقلات العصبية الرئيسية، والجلوتاثيون الضروري لإزالة السموم، بينما يُستخدم المغنيسيوم لمنع احتمال فرط النشاط، والذي يمكن أن يحدث إذا تم تناول فيتامين ب 6 بمفرده.
كوبالامين ب 12: يلعب فيتامين B12 المعروف كذلك باسم كوبالامين، دوراً كبيراً في الجهاز العصبي، وهو يلعب دوراً كبيراً في الوظائف العصبية وفي تكوين مادة الحمض النووي)الموجودة في الجسم. ويوجد هذا الفيتامين في السمك واللحوم والمشتقات الحليبية.
ويقول موقع العلاج المتخصص للتوحد (CAT) إن العلاج باستخدام ميثيل الكوبالامين المشتق من فيتامين ب 12، له إمكانيات كبيرة محتملة على الأطفال المصابين بالتوّحد، إذ يساعد على تكوين الخلايا في الجسم، خصوصا إن عدة أبحاث بيّنت وجود ضعف هذا المكون في أجساد الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
كما تتحدث جمعيات مهتمة بالتوحد بشكل إيجابي عن تقديم مكملات غذائية تحتوي هذا الفيتامين للأطفال، إذ يساهم في رفع الإدراك والتجاوب، وتطوير التعامل السلوكي وتحسين القدرات الكلامية.
أوميغا 3: واحد من الأحماض الدهنية الأساسية التي لا يصنعها الجسم البشري ويحتاج الحصول عليها عن طريق الأغذية. ويشير معهد كينيدي كريجر (مؤسسة أمريكية للبحث العلمي في مجال الطب) إلى التأثير الكبير لهذا الحمض على الخلايات العصبية في الدماغ، وعلى الجهاز المناعي، ويبرز أن أوميغا 3 لا توجد سوى في عدد قليل جداً من الأغذية، ومن ذلك زيت السمك.
ويشير المصدر ذاته إلى أبحاث ربطت بين نقص هذا الحمض الدهني وبين العدوانية واضطراب فرط الحركة، ويمكن أن يرتبط حتى بالتوحد، وأن الأطفال المصابين به يعانون مستويات قليلة من هذا الحمض الدهني.
وفي الوقت الذي يشدد فيه المعهد على قلة الدراسات الخاصة بالأثر الإيجابي لتناول الأوميغا 3 كمكمل غذائي على أطفال التوحد، فإنه يشير إلى أن ما أُجري منها يحمل أخباراً إيجابية، فواحدة منها خلصت إلى تخفيف فرط النشاط والسلوك المتكرر، وأخرى أفادت بتحسن المهارات المعرفية والحركية والتركيز، والتواصل البصري والاجتماعي.
السولفورافين: يوجد هذا المكون في الخضر الصليبية، ومنها القرنبيط والبروكلي والملفوف والكرنب، وغالباً ما يتم استخلاص هذا المكون من براعم البروكلي.
تتحدث المدونات المعنية بالتوحد بشكل إيجابي عن هذا المكون (يباع كمكمل غذائي) خصوصا أن أطفال التوحد غالبا ما يبتعدون عن الخضر الصليبية بسبب طعمها غير اللذيذ، وكذلك لكون المكمل الذي يباع لوحده يحتوي على كميات مركزة من السلفورافان الذي يدعم تخلص الجسد من السموم ويدعم مقاومة الضرّر الذي يصيب الخلايا كما يقوّي الجهاز المناعي.
تشير دراسة منشورة في موقع المكتبة الوطنية للطب ( NIH) أجريت بعد تجميع بيانات سريرية سابقة، أن النتائج أظهرت وجود تحسن كبير في السلوك والقدرات الاجتماعية والمعرفية على مشاركين مصابين بالتوحد استخدموا السولفورافين لمدة بلغت ثلاث سنوات، ومنهم من لاحظوا استمرار التأثيرات الإيجابية بعد هذه المدة، فيما لا تتفاءل دراسات أخرى كثيراً لكنها أشارت إلى وجود تحسن طفيف.
(المعلومات أعلاه للتثقيف فقط ولا تعوّض عن رأي الطبيب كما أن المكملات الغذائية لا تعوّض عن تغذية متوازنة).
إسماعيل عزام