1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بينهم فلسطينية.. الفائزون بجائزة "مراسلون بلا حدود" عام 2021

١٨ نوفمبر ٢٠٢١

منحت منظمة "مراسلون بلا حدود" جائزتها المرموقة هذا العام للصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة والصحفية الصينية تشانغ زان، و"مشروع بيغاسوس" للتحقيقات الاستقصائية حول برنامج التجسس، في فئات الحرية والشجاعة الصحفية والتأثير.

https://p.dw.com/p/436D2
الصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة
لا تزال الصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة ممنوعة من السفر لانتقادها كلا من إسرائيل والسلطة الفلسطينيةصورة من: privat

 

فازت الصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة والصحفية الصينية تشانغ زان و"مشروع بيغاسوس" للتحقيقات الاستقصائية حول برنامج "بيغاسوس" بجوائز منظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2021 في فئات الحرية والشجاعة الصحفية والتأثير على الترتيب.

مجدولين حسونة.. ملاحقات واعتداء من الجانبين

تقول مجدولين حسونة إنها تنتقد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين، وأنها تكتب كصحفية ولا تنطلق من موقف سياسي، مضيفة أنها تنتقد فساد السلطة الفلسطينية وتقييدها لحرية الرأي والتعبير، ما ألحق بها الأذى من الجانبين، بحسب ما قالت في حوار مع DW عربية.

وتقول حسونة إن السلطات تطاردها وتهددها وأنه جرت أكثر من محاولة لاعتقالها وتعرضت لهجمات من جانب رجال الأمن أثناء عملها الصحفي. وتضيف: "اعتقلوا إخوتي من أجل الضغط عليَّ للتوقف عن الكتابة، ودائمًا ما تقوم إسرائيل باستجوابي أثناء سفري ومنعت أكثر من مرة من السفر".

يذكر أنه في يونيو 2021، توفي نزار بنات، وهو ناشط فلسطيني عرف بانتقاد السلطة الفلسطينية. ويؤكد أقاربه أنه تعرض للضرب حتى الموت على أيدي قوات الأمن الفلسطينية. وعندما كتبت مجدولين حسونة عن القضية والاحتجاجات على وفات الناشط الفلسطيني، تعرضت هي أيضاً للضرب على أيدي ضباط الأمن الفلسطينيين، كما تقول.

وعن شعورها إزاء ما تتعرض له بسبب عملها الصحفي تقول حسونة: أشعر بأني محاصرة من كلا الجانبين وتلاحقني هذه الانتهاكات.. أشعر أنني أعيش في سجن كبير، لأن إسرائيل تمنعني من السفر، ولا أستطيع العودة إلى عملي في القناة التركية أو إكمال دراستي لنيل درجة الماجستير، ولا يمكنني العيش في منزلي داخل إسرائيل، لأن زوجي فلسطيني ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي فإن الأمر أثر على حرية التنقل وحياتي الشخصية".

كانت مجدولين حسونة قد التحقت بالعمل لدى محطة TRT التركية أواخر 2015 وانتقلت إلى إسطنبول، وعملت سابقًا في العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية - بما في ذلك عملها كمحررة رئيسية لموقع Dooz News، وهي بوابة إخبارية تديرها أكاديمية دويتشه فيله DW Akademie والجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وجامعة نابلس.

تقول حسونة إن أهم شيء في عملها الصحفي هو الموضوعية، "فعندما تأخذ رأي طرف ما بشأن قضية معينة، يجب أن تأخذ رأي الطرف الآخر، وهذا ما أفعله في كتاباتي الصحفية"، مؤكدة على "أهمية الأخلاق في العمل الصحفي، كما أنني أتحقق من كل المعلومات قبل نشرها، وأحاول مساعدة المتضررين من الفساد والاعتقالات".

وحسب روايتها، زارت حسونة بلادها في آب / أغسطس 2019، لكن عند نقطة تفتيش إسرائيلية، منعت من المغادرة "لأسباب أمنية"، وفرضت المخابرات الإسرائيلية عليها حظر الخروج. ومنذ ذلك الحين وهي عالقة في الضفة الغربية، لكن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في العمل كصحفية من هناك.

وتقول حسونة إن أهم ما يجب أن يتحلى به الصحفي هو الإنسانية، "لكن العاطفة لا يجب أن تجبره على الابتعاد عن الحقيقة، فالحقيقة هي أهم شيء في عملي الصحفي".

وبشأن منحها جائزة "مراسلون بلا حدود"، تقول الصحفية الفلسطينية إن "جائزة الحرية تعني لي الكثير، فهي مقدمة من منظمة مرموقة مثل مراسلون بلا حدود، والتي تساعد جميع الصحفيين، وهنا يجب أن أشكر المنظمة لمنحي الفرصة للترشح لهذه الجائزة، لأنها من الممكن أن تساعدني بعد أن منعتني إسرائيل من السفر بعد كتابتي عن الانتهاكات التي تعرضت لها".

وتأمل حسونة في أن تسهم الجائزة في رفع حظر السفر المفروض عليها وأن تتوقف الملاحقات بحقها، "لأن هذه الجائزة لا تمنح لأي صحفي، بل لكل صحفي تعرض لقيود بسبب عمله، في الوقت الذي يستحق الصحفي أن يمارس عمله وحياته بحرية".

تشانغ زان.. كشف بدايات انتشار كورونا في ووهان

الصحفية الصينية تشانغ زان
لاتزال الصحفية الصينية تشانغ زان رهن الاعتقال بسبب تغطيتها وبقاء كورونا في ووهانصورة من: YOUTUBE/AFP

كانت الصحفية الصينية تشانغ زان واحدة من أوائل من تحدثوا عن انتشار فيروس غامض في مدينة ووهان أوائل عام 2020. سافرت تشانغ زان – وهي صحفية مستقلة – من شنغهاي إلى ووهان رغم صعوبة الأمر، ونجحت في الوصول للمدينة وبدأت في كتابة تقارير صحفية عن الوضع المأساوي بالمدينة.

قامت الصحفية الشابة ببث مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحدثت عن ازدحام المستشفيات، واكتظاظ محارق الجثث، وتخويف المواطنين من الحديث. واشتبكت مع السلطات الصينية أكثر من مرة.

وفي 14 مايو / أيار 2020 انقطعت أخبار زان، ولم يُعرف إلا لاحقًا أن الشرطة الصينية قد ألقت القبض عليها، وأعادتها إلى شنغهاي وسُجنت هناك دون تهمة. وفي ديسمبر 2020، حُكم على السيدة البالغة من العمر 38 عامًا بالسجن أربع سنوات بتهمة "السعي وراء الخلافات وإثارة المتاعب" - وهي عبارة شائعة تُستخدم لقمع المعارضة في الصين.

أضربت زان عدة مرات عن الطعام حتى أصيبت بهزال شديد فما كان من السلطات الصينية إلا أن قيدتها في سريرها وبدأت بإطعامها قصرا عبر أنبوب معدي، كما تقول.

وبسبب تقاريرها الجريئة، منحتها منظمة مراسلون بلا حدود جائزة حرية الصحافة 2021 - في فئة "الشجاعة الصحفية". ومن خلال منحها جائزة حرية الصحافة، تسعى مراسلون بلا حدود إلى لفت الانتباه إلى وضع الصحفية الصينية.

من يراقب المراقبين؟

عدد من الصحفيين الذين عملوا على مشروع تحقيقات بيغاسوس (14/10/2021)
حصل مشروع بيغاسوس على جائزة المنظمة عن فئة "التأثير"صورة من: European Parliament/AA/picture alliance

انطلق برنامج " بيغاسوس Pegasus" التابع لمجموعة NSO الإسرائيلية بهدف مساعدة الدول وسلطاتها الأمنية في مواجهة الإرهاب.

تم بيع برنامج التجسس للعديد من الحكومات حول العالم منذ عام 2011. لكن منذ ذلك الحين استخدمته إحدى عشرة حكومة على الأقل في جميع أنحاء العالم - استبدادية وديمقراطية على حد سواء - للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والشخصيات المعارضة. كان من بين هذه الدول المكسيك والمملكة العربية السعودية وأذربيجان والمجر.

ولذلك، بدأ العمل في "مشروع بيغاسوس"، وهو اتحاد دولي يضم أكثر من 80 صحفيًا من 11 دولة مختلفة. تمكن المشروع من خلال عدة تحقيقات صحفية معمقة من الكشف بشكل كامل عن فضيحة استخدام البرنامج ضد الصحفيين والنشطاء والمعارضين، ما جعل "مراسلون بلا حدود" تمنح المشروع الصحفي والقائمين عليه جائزة هذا العام في فئة " التأثير Impact".

سلط المشروع الصحفي الضوء على مدى الرقابة التي يتعرض لها الإعلاميون والمعارضون ومنتقدو الحكومات في العديد من البلدان. منذ ذلك الحين، أقامت مراسلون بلا حدود والعديد من وسائل الإعلام دعاوى قضائية ضد هذه الممارسات في جميع أنحاء العالم، باعتبار ان هذا البرنامج "معادٍ لحرية الصحافة، وفي أسوأ الأحوال ، يعرض حياة الناس للخطر".

يذكر أنه منذ عام 1992، تمنح "مراسلون بلا حدود" هذه الجائزة لتكريم عمل الصحفيين ووسائل الإعلام التي قدمت إسهامات ملحوظة في الدفاع عن حرية وسائل الإعلام وتعزيزها في جميع أنحاء العالم.

كيرستن كنيب/ توماس لاتشان/ عماد حسن

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد