1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

بيستوريوس يدافع عن نشر أسلحة أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا

٣١ يوليو ٢٠٢٤

رفض وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس انتقادات موجهة ضد نهج الحكومة الألمانية تجاه الاتفاق مع أمريكا بشأن نشر أسلحة بعيدة المدى على الأراضي الألمانية. كما أكد خبير عسكري أن نشر هذه الأسلحة ضروري لردع روسيا.

https://p.dw.com/p/4iwu6
وزير الدفاع الألماني خلال مناورة عسكرية في هاواي على متن الفرقاطة الالمانية بادن فورتمبرغ 31.07.2024
رفض وزير الدفاع الألماني مقارنة نشر أسحلة أمريكية جديدة في ألمانيا بقرار المسار المزدوج الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ثمانينيات القرن الماضيصورة من: Sören Stache/dpa/picture alliance

قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على هامش زيارته لولاية هاواي الأمريكية أمس الثلاثاء (التوقيت المحلي) إنه ليس هناك ما يمنع التحدث علنا في البرلمان الألماني (بوندستاغ) عن نشر أسلحة أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا، وأضاف: "لكنها ليست في الأصل قضية نحتاج إلى مناقشتها في البرلمان مسبقا. كما أنه لا يمكن مقارنتها بقرار المسار المزدوج الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ثمانينيات القرن الماضي. لذلك يجب علينا أن نبقي الأمور هنا منفصلة بعناية".

وعلى هامش قمة الناتو الأخيرة في واشنطن، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا نشر صواريخ كروز من طراز "توماهوك" وصواريخ من طراز "إس إم6-" وأسلحة جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت اعتبارا من عام 2026 على الأراضي الألمانية، وبررتا ذلك بأنه رد على تهديدات روسيا.

وجاء القرار المشترك بمثابة مفاجأة للعديد من نواب البرلمان الألماني، وترددت انتقادات ودعوات من عدة أحزاب، من بينها الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه بيستوريوس والمستشار أولاف شولتس، لإحالة المسألة إلى البرلمان. وقال بيستوريوس في هاواي إن النشر يتعلق بأسلحة تقليدية لم يكن المقصود منها أن تكون أسلحة ذات رؤوس حربية نووية، وأضاف: "يجب التأكيد على هذا بوضوح شديد لطمأنة كل من يشعر بالقلق هنا".

وذكر الوزير أن روسيا تمتلك أسلحة من هذا النوع وغيرها من الأسلحة ذات المدى المختلف منذ فترة طويلة، مضيفا أنها انتهكت وأنهت معاهدة الحد من الأسلحة النووية المتوسطة المدى، التي تنظم الأنظمة النووية متوسطة المدى. وقال بيستوريوس إن نشر أسلحة بعيدة المدى ذات رؤوس حربية تقليدية يتعلق الآن "بردع حقيقي"، وأضاف: "يتعلق الأمر الآن بسد هذه الفجوة من جانبنا، ليس لتهديد أحد، ولكن لتوضيح أن أي هجوم محتمل على أراض تابعة للناتو - على حلفاء الناتو -سيكون له ثمن باهظ بالنسبة لروسيا، بحيث لا يمكن بعدها حساب المخاطر".

إطلاق صاروخ توماخوك من سفينة حربية أمريكية في المحيط الهاجي 23.06.2010
يبلغ مدى صاروخ توماهوك أكثر من 1000 كيلومتر، ويحمل رأسا حربيا تقليديا يزن 450 كيلوغراما ويضرب بدقة تبلغ حوالي 10 أمتارصورة من: picture allianc abaca

يذكر أن قرار المسار المزدوج الذي اتخذه الناتو عام 1979 بنشر صواريخ نووية على الأراضي الألمانية أثار جدلا حادا في ألمانيا. وتم اتخاذ القرار في 12 كانون الأول/ ديسمبر 1979 من قبل وزراء خارجية ودفاع الناتو، وذلك ردا على صواريخ "إس إس-20" السوفيتية التي يمكن أن تصل إلى أهداف في غرب أوروبا. وفي الوقت نفسه عرض على موسكو إجراء محادثات بشأن الحد من الأسلحة.

خبير: نشر الأسلحة ضروري للغاية

من جانبه يرى الخبير العسكري، البريغادير جنرال الألماني المتقاعد هاينريش فيشر، أن نشر أسلحة أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا، والذي أعلن عنه ردا على التهديدات الروسية، "ضروري بصورة ملحة". وكتب فيشر في الدورية المتخصصة "الأمن الأوروبي والتكنولوجيا" (طبعة آب/أغسطس): "إنها ترسل إشارة واضحة للتحالف من جانب الولايات المتحدة باعتبارها قوة رائدة، وتحسن مصداقية الردع عبر نمو في القدرات التقليدية". وأضاف فيشر: "ردود الفعل من الكرملين تظهر القيمة المتزايدة للردع التي يمكن تحقيقها من خلال النشر المزمع لهذه الفئة من الأسلحة". وشغل فيشر مؤخرا منصب قائد لمدارس القوات البرية ونائب لرئيس مكتب القوات البرية. وعلى هامش قمة الناتو الأخيرة في واشنطن، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا نشر صواريخ كروز من طراز "توماهوك" وصواريخ من طراز "إس إم-6" وأسلحة جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت اعتبارا من عام 2026 على الأراضي الألمانية، وبررتا ذلك بأنه رد على تهديدات روسيا.

البحرية الألمانية تسعى إلى توسيع نطاق الدفاع الوطني

وذكر فيشر أن مدى صواريخ "توماهوك" يبلغ أكثر من 1000 كيلومتر، ويحمل رأسا حربيا تقليديا يزن 450 كيلوغراما ويضرب بدقة تبلغ حوالي 10 أمتار، مضيفا أن صاروخ "إس إم6-" "قادر على القيام بأدوار متعددة": يمكنه درء صواريخ باليستية في مرحلة طيرانها النهائية، ويمكن استخدامه ضد سفن، وفي نسخة معدلة ضد أهداف أرضية أيضا.

وأشار فيشر إلى أن السلاح الأمريكي الجديد، الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، في المرحلة النهائية من تطويره، مضيفا أن السلاح بإمكانه الطيران بسرعة توازي خمسة أضعاف سرعة الصوت ويبلغ مداه أكثر من 2500 كيلومتر.

وفي تحليله أشار فيشر إلى أنظمة الأسلحة الموجودة في منطقة كالينينغراد الروسية، والتي تشكل تهديدا حقيقيا للتخطيط الدفاعي لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الوسطى ومنطقة بحر البلطيق، بحسب تعبيره. وأوضح فيشر أنه في حالة نشوب صراع، لا يمكن نقل قوات برية للناتو من المركز إلى الجناح الشرقي للناتو في الوقت المناسب وبالقوام المطلوب، مضيفا أن هذا سيتسبب في تسارع انهيار دفاع قوات الناتو الموجودة هناك، وكتب: "ستكون أراضي جمهورية ألمانيا الاتحادية معرضة لتهديد متزايد في هذه العملية في ضوء دورها كمركز لوجستي استراتيجي".

ووفقا لتقييم فيشر، فإن نشر تلك الأسلحة ضروري حتى يكون هناك مقدرة على تدمير الإمكانات العسكرية الروسية التي يمكن أن تمنع قوات الناتو من الدخول إلى منطقة عمليات ("منع الوصول") أو من حرية العمليات داخل منطقة عمليات ("حرمان منطقة").

ويرى فيشر أن نشر هذه الأسلحة يشكل زيادة كبيرة في القدرات التقليدية لحلف شمال الأطلسي، وهو ما من شأنه تعزيز مصداقية استراتيجية الردع "وفي الوقت نفسه رفع العتبة النووية"، معيدا إلى الأذهان أن صواريخ "توماهوك" المتمركزة في ألمانيا خلال الحرب الباردة كانت تحمل رأسا نوويا.

ع.ج/ خ.س (د ب أ)