بوش يتعهد بتكريس الفترة المتبقية من رئاسته لحل نزاع الشرق الأوسط
٢٨ نوفمبر ٢٠٠٧أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أمام المشاركين في مؤتمر أنابوليس الذي تحضره 44 دولة اتفاق إسرائيل والفلسطينيين على البدء فورا في محادثات السلام بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية عام 2008 . كما تعهد في كلمته الافتتاحية للمؤتمر يوم أمس الثلاثاء (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007) ببذل كل ما في وسعه لوضع نهاية للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين قبل تركه منصبه في كانون الثاني/يناير عام 2009. وقال في كلمته أمام المؤتمر: "أتعهد بتكريس جهدي خلال ما تبقى من ولايتي الرئاسية لبذل كل ما في وسعي لمساعدتكم على تحقيق هذا الهدف الطموح". وأضاف الرئيس الأمريكي: "أتعهد لكم شخصيا بدعم عملكم بموارد وعزيمة الإدارة الأمريكية".
وجاء هذا الاتفاق بعد مفاوضات مطولة استمرت حتى اللحظة الأخيرة بين الجانبين بشأن وثيقة مشتركة تخطط مسار المفاوضات بشأن قضايا الوضع النهائي الخاصة بالقدس والحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين. وقال بوش قارئا من بيان مشترك: "اتفقنا على البدء فورا بنية خالصة في مفاوضات ثنائية بغرض الوصول إلى معاهدة للسلام تسوي جميع القضايا المعلقة، بما في ذلك القضايا الأساسية بلا استثناء". وقال بوش إن الجانبين اتفقا على العمل على الوصول إلى اتفاق بحلول نهاية عام 2008.
وأضاف بوش في المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا في الأكاديمية البحرية الأمريكية: "الوقت مناسب والقضية عادلة وأعرف أنه يمكنهم النجاح بالجهود المضنية". وتعمد بوش القول إن الهدف من مؤتمر أنابوليس ليس التوصل إلى اتفاق، وإنما بدء المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتابع بوش: "المهمة التي بدأت هنا في أنابوليس ستكون شاقة"، مضيفاً بالقول: "هذه بداية العملية وليست نهايتها وما يزال هناك كثير من العمل يتعين أداؤه."
تعهد عباس بتنفيذ خطة خارطة الطريق
من جانبه تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتنفيذ خطة "خارطة الطريق" للسلام، التي ترجع إلى عام 2003 وبالتصدي للمتشددين. لكن عباس حذر في الوقت نفسه من أنه لا يجب استغلال ذلك "كذريعة للإبقاء على الوضع القائم". وأضاف الرئيس الفلسطيني بالقول: "سنفي بالتزاماتنا بموجب خارطة الطريق من أجل محاربة الفوضى والعنف". وقال عباس مخاطبا الإسرائيليين: "نمد أيدينا إليكم كشركاء على قدم المساواة في السلام .. العالم كله يتابعنا". ووصف الرئيس الفلسطيني مؤتمر أنابوليس بأنه "مفترق طرق" سيفصل بين مرحلتين في التاريخ "ما قبل وما بعد أنابوليس". وأكد أن هذه الفرصة قد لا تتكرر، وأنه حتى في حالة تكرارها ربما لن تحظى بنفس الإجماع والدعم.
أولمرت يتحدث عن تنازلات مؤلمة
في حين تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بالسعي إلى إبرام اتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال عام. وقال أولمرت في كلمته أمام مؤتمر أنابوليس إن "المفاوضات بيننا لن تكون هنا في أنابوليس ولكن في وطننا وفي وطنكم. إنها (المفاوضات) ستكون ثنائية ومباشرة ومستمرة ومتواصلة في مسعى لاستكمالها خلال عام 2008". وتعهد رئيس وزراء إسرائيل بأن تتعامل المفاوضات مع جميع القضايا الجوهرية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني مشيرا إلى قضايا القدس واللاجئين والحدود.
ولكن رغم هذه التصريحات والبيانات يرى العديد من المراقبين بأنه لا يتوقع حدوث انفراجة سريعة بين الجانبين. فأولمرت ضعيف سياسيا في الداخل والفلسطينيون منقسمون بشدة بين الموالين لعباس والمؤيدين لحركة حماس، التي تعارض المحادثات بعنف.
وزير الخارجية الألماني شتاينماير يدعو للمساعدة
من جانب آخر عبر وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير عن تفاؤله بشأن فرص التوصل للسلام في الشرق الأوسط قبل انتهاء العام المقبل. وقال شتاينماير على هامش المؤتمر: "لقد حان الوقت للقيام بمحاولة جديدة لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة". كما عبر رئيس الدبلوماسية الألمانية عن قناعته بأن "تكون الأطراف المعنية جادة حقا هذه المرة" بعد فشل الكثير من مبادرات السلام السابقة، وعلق عبى ذلك بالقول: "ربما يكونوا جادين بشكل غير مسبوق".
واعتبر شتاينماير توصل الطرفين لوثيقة تكون بمثابة أساس للمفاوضات المقبلة بينهما مؤشرا مهما، وقال في هذا السياق: "هناك الآن فرصة حقيقية" لاختتام مفاوضات السلام بنجاح خلال العام المقبل. كما أشار شتاينماير إلى أن باستطاعة أوروبا أن تلعب دورا مهما في عملية السلام في الشرق الأوسط وقال إن تقديم مساعدات اقتصادية لسكان الضفة الغربية يمكن أن يبين للفلسطينيين أن السعي للسلام سيعود عليهم بالنفع.
كما رأى شتاينماير أن معالجة كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت للقضايا المتعلقة بالطرف الآخر بـ"كثير من الحساسية" يدعو للتفاؤل بشكل خاص. وعبر شتاينماير عن تيقنه من أن العديد من المشاركين العرب في المؤتمر "قد أنصتوا جيدا لاولمرت عند حديثه المتعاطف عن معاناة الشعب الفلسطيني".