1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوش ورحلة اصلاح العلاقات مع أوروبا

بدأ الرئيس الأمريكي بوش زيارته إلى أوروبا في أول جولة خارجية له بعد إعادة انتخابه، المراقبون يرون فيها رغبة منه في مد جسور التعاون مع الأوروبيين، ولكن السؤال الأهم هنا من يتنازل لمن وفي أي القضايا.

https://p.dw.com/p/6GaS
الرئيس بوش وزوجته لاورا في طريقهم الى أوروباصورة من: AP

يعود الرئيس الأمريكي إلى أوروبا وفي جعبته كم من الاقتراحات والقضايا التي يرغب بمناقشتها مع الزعماء الأوروبيين. ويأتي في مقدمتها الوضع في العراق وكيفية التعامل مع سوريا وإيران. وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى الخارج بعد إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. ولم يأتي اختياره لعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل بالصدفة. هذا الاختيار إن دل على شيء فعلى الاهميه التي يوليها للحوار والتعاون مع الشركاء الاوروبيين في فترة رئاستة الثانية. ويعود بوش الأكثر ثقة بالنفس مع بدء فترة حكمه الثانية حاملاً معه ملفات لمشاكل عديدة تواجه العلاقات الأمريكية- الأوروبية بعد حربه على العراق. ويبدو من خلال التصريحات الأولية أن التجربه علمته وإدارته أنه لا يمكن الاستغناء عن الدور الاوروبي في المرحلة القادمة، وخاصة على صعيد دعم المواقف الأمريكية في العراق وإزاء التعامل مع إيران وسوريا.

بروكسل تستقبل بوش على طريقتها

US-Präsident Bush in Brüssel - Teffen mit Guy Verhofstadt
بوش ورئيس وزراء بلجيكا غوي فيرهوفشتاتصورة من: dpa

تستقبل بروكسل بدورها بوش على طريقتها، فقد تم تشديد الاجراءات الأمنية في العديد من ضواحيها بشكل لا سابق له. وفي البعض الآخر تم منع حركة السير بالكامل. وعلى مقربة من مبنى المفوضية الأوروبية نصبت خيمه ضخمه بيضاء اللون يصل ارتفاعها الى اربعة طوابق بهدف الترويج لبروتوكول كيوتو الخاص بحماية البيئة والذي رفضت الولايات المتحدة التوقيع عليه. ومن المؤكد أن سيد البيت الابيض لن يسر بمشاهدة ذلك، فكلمة "كيوتو" اصبحت بالنسبة للمحافظين الجدد في الادارة الامريكية بمثاية عامل اثارة في علاقاتها مع العالم. وقبيل وصول بوش إلى بروكسل طالبه مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون البيئه ستافروس ديماس بالتوقيع على معاهدة كيوتو، غير أن المراقبين يتوقعون عدم طرح الموضوع للنقاش من قبل زعماء دول الاتحاد الاوروبي خلال الزيارة كونها تهدف لإعادة الدفء إلى العلاقات بين ضفتي الأطلسي. وقد علق فريزر كاميرون، مدير المركز الاوروبي للدراسات السياسية في بروكسل على الحساسيات القائمة بين الطرفين بالقول: "من المهم جدا ان تجد واشنطن اسلوبا جديدا في مخاطبة الآخرين والتعامل مع قضاياهم. وهذا ما تأمله أوروبا بالدرجة الاولى في فترة رئاسة بوش الثانية." وأضاف " أن الاوروبيين على امل كبير بان تقوم الولايات المتحدة بتغيير سياستها في امور تتقاطع فيها مصالحها مع مصالح الاوروبيين مثل الصراع في الشرق الاوسط وكيوتو وايران وغيرها."

اوروبا تريد أفعالا وليس أقوالا

EU Javier Solana EU erwartet neuen Schwung im Nahost-Friedensprozess
مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولاناصورة من: AP

لا يزال صدى العبارات الانيقة التي اطلقتها كوندليزا رايس في زيارتها الاخيرة الى أوروبا عالقا في أذهان الكثيرين. فقد دعت رئيسة الدبلوماسية الامريكية الاوروبيين في كلمة لها عندما زارت فرنسا الى طي صفحة الخلافات التي احدثتها الحرب على العراق وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة. وقالت ان الولايات المتحدة عازمة على الاستماع الى حلفاءها والتشاور معهم في المستقبل. وعبرت مفوضة الاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية بينيتا فيريرو عن أملها بان ترى تغيرا جذريا في طريقة الخطاب الامريكي وتعامل الإدارة الأمريكية مع أوروبا. واعتبرت المفوضه أن الدلائل تشير الى ذلك إذ قالت: "لم يكن ذلك مجرد شعارات تجميلية، أنا على ثقة كاملة بأن الجميع سيرى انه باستطاعتنا حل الكثير من المشاكل العالقة عندما نضع ايدينا بعضها ببعض." ويعتقد كاميرون أنه يمكن للاوروبيين والامريكيين معا تحقيق نجاحات أكبر في صراع الشرق الاوسط وافغانستان وفي ثني ايران عن انتاج الاسلحة النووية.

بوادر حسن نيه من الاوروبيين

Humanitäre Hilfe nach Bagdad Flugzeug
مساعدات بلجيكية للعراقصورة من: AP

من المتوقع أن يقوم الاوروبيون ببادرة حسن نية تجاه واشنطن وذلك بالاعلان عن مشاركتهم بشكل أكثر فعالية في مهمة تدريب قوات الامن العراقية التي يقوم بها حلف الناتو، وفي هذا السياق سيتعهد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بتدريب نحو 800 من القضاة وأفراد الشرطة العراقيين. وكنوع من الترحيب بزيارة بوش سيفتتح الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين مكتب اتصال في العاصمة العراقية بغداد بغية المساهمة بشكل أقوى في إعادة الاعمار هناك. وقال أحد الدبلوماسيين الاوروبيين: "من الواضح اننا نريد للعراق النجاح، ومن المهم جدا ان نظهر عزمنا على المضي قدما نحو ذلك". وفيما يتعلق بالشرق الاوسط، من المتوقع ان يؤكد الاوروبيون والاميركيون دعمهم لاستئناف الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين، كما سيستعرض الطرفان آخر المستجدات بالنسبة لسوريا التي طالبت الولايات المتحدة بانسحابها "الكامل والفوري" من لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ومن المتوقع ان تكون المناقشات اكثر صعوبة في ما يتعلق بايران التي تتهمها ادارة بوش بالسعي لامتلاك القنبلة الذرية. وفي هذا السياق حذر كاميرون الاوروبيين من توقع تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الاميركية، معتبرا أن ذلك "غير مرجح على ضوء قناعات بوش". واضاف انه "بعيدا عن الخطابية، فان احتمالات تحسن العلاقات الاطلسية بشكل جوهري قد تبقى ضئيلة".

جولة موسعة وبرنامج حافل

ستكون القمة التي تجمع الثلاثاء بين رؤساء دول وحكومات الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي المحطة الرئيسية في زيارة الرئيس الاميركي المحاطة بإجراءات أمنية لا مثيل لها. وسيلتقي بوش يوم الاثنين الرئيس الفرنسي جاك شيراك على مائدة عشاء. ومن المعروف أن الأخير من ابرز المعارضين للحرب على العراق. ويشير اللقاء إلى عزم باريس وواشنطن على التهدئة. وبعد ذلك يتوجه الرئيس الأمريكي الى المانيا للقاء المستشار شرودر ومن هناك يصل إلى سلوفاكيا للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقبل بدء رحلته الأوروبية جدد بوش أهمية التحالف بين ضفتي الأطلسي معتبراً أن الولايات المتحدة وأوروبا يشكلان دعامتي العالم الحر رغم الاختلاف في الآراء.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد