بسبب تسريب فيديو "البلد العدو" .. قنصل المغرب يغادر الجزائر
٩ يونيو ٢٠٢٠أعلن محند أوسعيد بلعيد، الناطق الرسمي للرئاسة الجزائرية، اليوم (الثلاثاء 9 يونيو/ حزيران 2020) مغادرة القنصل المغربي في مدينة وهران أحرضان بوطاهر للأراضي الجزائرية.
وأكد بلعيد في مؤتمر صحافي لوسائل الاعلام المحلية "القنصل المغربي غادر فعلا التراب الوطني وفعلا طلبنا سحبه"، موضحا: "المغرب استجاب لطلبنا بسحبه، وذلك لأنه تجاوز حدود اللياقة والأعراف الدبلوماسية"، مضيفا "نحن لم نستغرب تصريحه بأن الجزائر بلد عدو، وقد اكتشفنا فيما بعد أنه ضابط مخابرات عُين كقنصل في ولاية وهران لأسباب أخرى". وتابع: "على كل هي صفحة وطويت في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في أيار/ مايو فيديو تناقلته أيضا وسائل إعلام جزائرية، يظهر فيه قنصل المغرب بمدينة وهران (شمال غرب) وهو يتحدث لرعايا مغاربة تظاهروا أمام القنصلية للمطالبة بترحيلهم إلى بلدهم، بعدما وجدوا أنفسهم عالقين في الجزائر إثر وقف الرحلات الجوية منتصف آذار/ مارس بسب انتشار وباء كورونا. وحاول القنصل إقناع المتظاهرين بضرورة تفريق التجمع قائلا "أنتم تعرفون نحن في بلد عدوّ، حتى نتكلم بصراحة".
ونفى القنصل المغربي حينها أن يكون قد تلفظ بوصف مسيء للجارة الشرقية، معتبراً أن الفيديو المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي "مفبركاً"، بحسب مواقع اليكترونية بينها"اليوم 24". وفي اتصال هاتفي مع الموقع قال بوطاهر إن المشاهد الظاهرة في الفيديو كلها وقائع صحيحة، إلا أن الصوت "مفبرك"، مؤكدا أنه لم يصف بشكل مطلق الجزائر بأنها دولة "عدوة" بخلاف ما أظهره الفيديو المنتشر.
وفي 13 أيار/ مايو استدعت الجزائر سفير المملكة لديها وتم إبلاغه بأنّ "توصيف القنصل العام المغربي في وهران، للجزائر، إذا ما تأكد حصوله، على أنها بلد عدو هو إخلال خطير بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله"، كما جاء في بيان نشر في اليوم التالي. وتبعا لذلك طلبت الجزائر من "السلطات المغربية اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي أي تداعيات لهذا الحادث على العلاقات.
وعن واقع العلاقات مع المغرب، قال بلعيد:"المغرب بلد شقيق، وهناك محاولات لإدخال الجزائر في حملاتها الإعلامية وهدفنا في هذا الشأن هو عدم الدخول في هذه الدوامةورفع المستوى وهمنا هو الحفاظ على العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وغض النظر عن العلاقات بين الأنظمة القائمة".
وتشهد العلاقات الجزائرية-المغربية توترا منذ عقود بسبب النزاع في الصحراء الغربية، والحدود بين البلدين الجارين مغلقة منذ 1994. وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية "إقليما غير مستقل" في ظل غياب حل نهائي للنزاع بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو).
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)