بعد وداع مهيب- جثمان بيليه إلى مثواه الأخير في مقبرة بسانتوس
٣ يناير ٢٠٢٣ودعت حشود ضخمة أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه اليوم الثلاثاء (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2023)، واصطف عشرات الآلاف في شوارع سانتوس لمشاهدة نعش نجم كرة القدم العالمي أثناء نقله إلى مثواه الأخير من استاد المدينة حيث وقف 230 ألف مشيع أمام نعشه المفتوح.
ورفع الصغار والكبار صور بيليه بينما شق موكب الجنازة طريقه عبر شوارع المدينة الساحلية لساعات ، فيما شوهد عشرات المشجعين وهو يبكون فيما هتف آخرون وقرع البعض الآخر الطبول لبطل قومي ارتقى من حالة فقر كان فيها حافي القدمين ليصبح أحد أعظم وأشهر الرياضيين في التاريخ الحديث.
وحمل رجال ارتدوا ملابس سوداء يتقدمهم إدينيو، نجل بيليه، نعش الأسطورة الى الملعب صبيحة الاثنين. قال إدينيو إن الأسرة ممتنة لهذا التكريم "لكن أي إجلال يمكن أن نقدمه له صغير مقارنة بما يمثله وقصة حياته التي كتبها. أنا ممتن وفخور للغاية." وبكت أرملة الأيقونة الراحلة، مارسيا سيبيلي أوكي زوجته الثالثة، التي تزوجها في عام 2016، أمام نعشه المفتوح وهي تمد يدها لتلمس رأسه.
تقدم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الثلاثاء، الوداع الأخير وتدفق الآلاف من المشجعين والسياسيين وكبار الشخصيات واللاعبين لإلقاء النظرة الاخيرة على الجثمان الذي سُجي لمدة 24 ساعة اعتبارًا من الاثنين في ملعب فيلا بيلميرو الخاص بنادي سانتوس.
وقال الرئيس البرازيلي: "إنها خسارة لا تعوض للبرازيل".. "كان بيليه ، بالإضافة إلى كونه أفضل لاعب كرة قدم في العالم ، رجلاً متواضعاً وبسيطاً".
وبدا لولا، الذي تولى منصبه رسميًا الأحد في حفل بدأ بدقيقة صمت تكريمًا لبيليه، متأثرًا ووقف مع السيدة الأولى روزانجيلا "جانجا" دا سيلفا أمام النعش واحتضنا أرملة بيليه، مارسيا سيبيلي أوكي، التي كانت تبكي، وكتبت على تويتر "وادعًا للملك. أرقد بسلام بيليه".
وانتهى تكريم الشعب البرازيلي الأخير للـ"ملك" بموكب استمر أربع ساعات في شوارع المدينة الساحلية على بعد 75 كيلومترًا من ساو باولو. ووُري بيليه الثرى في أعلى مقبرة عمودية في العالم، وفقًا لكتاب غينيس للأرقام القياسية.
وكان بيليه قد توفي الأسبوع الماضي عن عمر يناهز 82 عامًا بعد معاناته مع سرطان القولون لمدة عام. تم دفنه في المقبرة المسكونية التذكارية بالمدينة ، وهي مقبرة تطل على ملعب كرة القدم في سانتوس، النادي الذي شهد نجوميته.
وسيرقد جثمان في الطابق الأول من ضريح مهيب صُمم خصيصًا له يتألف من 14 طابقًا وتبلغ مساحته 200 مترًا مربعًا. يبدو الضريح أشبه بملعب كرة قدم مع عشب اصطناعي وصور للاعب، حسبما أكد مدير العلاقات في المقبرة لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
وقال نادي سانتوس إن نحو 250 ألف شخص حضروا على مدى يومين تكريمًا للجوهرة السوداء الذي توفي الخميس عن 82 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان.
سار موكب الجوهرة السوداء ووُضع نعش بيليه - المغطى بعلم سانتوس باللونين الأبيض والأسود والعلم البرازيلي باللونين الأخضر والأصفر - فوق عربة إطفاء لمرور أخير في المدينة، وتوقف في مشهد مؤثر أمام المنزل الذي لا تزال تعيش فيه والدته المعروفة بـ"دونّا سيليستي" البالغة من العمر 100 عام.
وقالت العائلة إن والدته تعاني من صعوبات في الإدراك ولا تعلم أن ابنها قد مات. لكن شقيقة بيليه، ماريا لوسيا، التي تعيش معها، ظهرت على شرفة المنزل محاطة بالعائلة. وشدّت السيدة البالغة من العمر 78 عامًا بيدها وأثنت رأسها بالدموع أمام الحشد الهائل بامتنان.
اصطفت حشود ضخمة من المشجعين، بعضهم يبكي، في الشوارع وتجمعوا على الشرفات للوداع الاخير، وهم يهتفون "1000 هدف، بيليه فقط!"
وكان العالم بأسرة قد أظهر تأثره بالظاهرة بيليه، وهذا ما ظهر جليًا لحظة وفاته، بعدما انهمرت رسائل التعزية من كل أصقاع العالم، من بينهم العديد من اللاعبين النجوم الحاليين والسابقين الذين ابدوا اعجابهم بـ "الملك" كلاعب.
وسافر العديد من نجوم الرياضة، والسياسيين وكبار الشخصيات والمشجعين الى سانتوس لحضور المراسم الاخيرة، رغم انّ حلول رأس السنة في الفترة ذاتها، حال دون وصول الكثيرين.
وعولج بيليه في الفترة الأخيرة من سرطان القولون قبل أن تتراجع حالته الصحية بعدما عانى من مشاكل في الكلى والقلب.
لكنه ظل نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان قدم دعمه لمنتخب البرازيل من سريره في المستشفى في ساو باولو خلال كأس العالم في قطر وقدّم مواساته لمنتخب السيليساو الذي كان يُعد أحد ابرز المرشحين للقب قبل انطلاق المونديال، وذلك بعد الخروج من الدور ربع النهائي، قبل ثلاثة أسابيع من وفاته.
ع.ح./ص.ش. (رويترز، ا ف ب)