الناتو يعتزم تكثيف وجوده في البلطيق بعد "تخريب" كابلات بحرية
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الجمعة (27 ديسمبر/ كانون الأول 2024) أن الناتو "سيعزز وجوده العسكري في بحر البلطيق" بعد عملية تخريب محتملة لكابلات كهرباء تربط فنلندا بإستونيا خلال الأسبوع الحالي.
وكتب روته في رسالة عبر إكس "تحدثت إلى (الرئيس الفنلندي) الكسندر ستوب حول التحقيق الذي تجريه فنلندا بشأن عملية تخريب محتملة لكابلات بحرية. وعبرت له عن تضامني ودعمي الكاملين. الناتو سيعزز وجوده العسكري في بحر البلطيق".
وقالت السلطات الفنلندية الخميس إنها فتحت تحقيقا بشأن ناقلة نفط أبحرت من ميناء روسي، على خلفية "تخريب" كابل كهرباء تحت البحر يربط بين فنلندا وإستونيا تضرر الأربعاء. وكان كابل إست لينك 2 الذي يربط بين فنلندا وإستونيا، انفصل عن الشبكة الأربعاء، يوم عيد الميلاد، ويمد إستونيا بالكهرباء، وذلك بعد شهر ونيّف على انقطاع كابلين للاتصالات في 17 و18 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في المياه الإقليمية السويدية في بحر البلطيق.
وقال الرئيس الفنلندي: "سيطرنا على الوضع، وعلينا أن نستمر في العمل معا بحذر للتأكد من عدم تضرر بنيتنا التحتية الحيوية على أيدي غرباء".
ويشتبه المسؤولون في أن الناقلة جزء من "أسطول الظل" الروسي. وأسطول الظل هو تعبير يستخدم للإشارة إلى سفن منخرطة في عمليات تشكل انتهاكا للحظر المفروض على نقل الخام الروسي ومشتقاته.
والسفينة إيغل إس متّجهة إلى ميناء بور سعيد في مصر وهي حاليا في خليج فنلندا، وفق موقع مارين ترافيك المتخصّص في تتبع حركة السفن.
وكان وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور في وقت سابق الجمعة أكد أن بلاده بدأت دوريات بحرية لحماية الكابل البحري الذي يمدها بالكهرباء من فنلندا. وفي بيان منفصل، قال إن تالين تريد إرسال رسالة واضحة بأنها مستعدة لحماية اتصالات الطاقة مع فنلندا بالوسائل العسكرية وغير العسكرية.
وتعهد روته الخميس دعم حلف شمال الأطلسي لإستونيا وفنلندا، ودان الهجمات على البنية التحتية الحيوية بعد التحدث إلى رئيسة الوزراء الإستونية كريستين ميخال.
عقوبات جديدة
وتوعد الاتحاد الأوروبي فرض مزيد من العقوبات على السفن الروسية بعد حادثة هذا الأسبوع. واتفقت دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر على إدراج نحو 50 ناقلة نفط إضافية في القائمة السوداء من "أسطول الظل" الروسي، في إطار الحزمة الخامسة عشر من عقوبات التكتل على موسكو.
وتصاعدت التوترات في بحر البلطيق منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. في أيلول/ سبتمبر 2022، أدت سلسلة انفجارات وقعت تحت المياه ولم تعرف أسبابها بعد إلى تضرر خطوط أنابيب نورد ستريم التي كانت تضخ الغاز الروسي إلى أوروبا.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، توقف خط أنابيب غاز تحت البحر بين فنلندا وإستونيا عن العمل بعدما تضرر جراء مرساة سفينة شحن صينية.
وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر تعرض كابل أريليون الذي يربط جزيرة غوتلاند السويدية بليتوانيا لأضرار. وفي اليوم التالي، قطع الكابل البحري سي لاين 1 الذي يربط هلسنكي بميناء روستوك الألماني جنوب جزيرة أولاند السويدية على مسافة 700 كيلومتر من هلسنكي.
وفي واقعة 17 تشرين الثاني/نوفمبر، حامت الشبهات حول السفينة "يي بينغ 3" الصينية التي كانت بحسب مواقع تتبع السفن تبحر فوق الكابلات عند وقوع الحادث.
وقالت السويد الإثنين إن الصين رفضت طلبا للمدعين العامين لإجراء تحقيق بشأن السفينة وإن "يي بينغ 3" غادرت المنطقة.
ع.غ/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ)