انتشار الوشم بين لاعبي البوندسليغا.. مخاطر شديدة وخفض للأداء
١٠ يوليو ٢٠١٧مازال دق الوشم "التاتو" يستهوي الألمان رغم تكرار عثور الباحثين على مواد سامة مثل الكوبالت والنيكل والزرنيخ في الألوان المستخدمة في الوشم. ونقلت مجلة "كيكر" الألمانية عن دراسات مختلفة أن 10 في المائة من الألمان دقوا وشما على أجسادهم والأمر لا يقتصر على طبقة اجتماعية معينة، والأكثر من ذلك أن هناك من تحول الوشم بالنسبة لهم إلى "إدمان".
وبالنسبة لنجوم الكرة، فالأجيال الأولى من اللاعبين في الدوري الألماني (بوندسليغا) مثل أوفى زيلر وبكنباور وغونتر نيتسر وغيرهم؛ لم تكن تعرف الوشم. وفي جيل الثمانينات والتسعينات لم يكن يدق الوشم سوى لاعبين من نوعية "الأولاد الأشقياء" (باد بويز). أما الآن فقد انتشر الوشم بين لاعبي الدوري الألماني لدرجة أن الاستثناء الآن هو أن يكون هناك لاعب لا يوجد على جسمه وشم، حسب مانقلت كيكر في عدد اليوم الإثنين عن ماتياس برِم طبيب فريق نادي نورنبرغ .
"الوشم جرح يجري الاستخفاف به"
الولع بالوشم لدى الرياضيين وخصوصا لاعبي الكرة مسألة شائعة في العالم حاليا، والدليل ما نراه على بشرة نجوم العالم مثل إبراهيموفيتش وراموس وغيرهما. ويقول خبير الوشم يورغن إلزنبروخ في حديث مع "كيكر" إن الحضور الإعلامي الكبير للاعبي كرة القدم والوشم على أجسادهم أدى إلى انتشار دق الوشم في المجتمع الألماني.
يقوم إلزنبروخ منذ عشرات السنين بدق الوشم لزبائنه ويتردد عليه بعض نجوم كرة القدم أيضا، ومن أشهرهم الدولي ماركو رويس مهاجم بوروسيا دورتموند. ويقول خبير الوشم "الوشم هو عملية جراحية صغيرة، إنه جرح، وفي رأيي أن نجوم كرة القدم يتعاملون معه باستخفاف كبير."
هذا الاستخفاف ربما يؤدي إلى انتقال أمراض فيروسية خطيرة عبر إبر الوشم غير المعقمة، مثل الإيدز، والالتهاب الكبدي الوبائي. وينصح إلزنبروخ، اللاعب بعدم دق وشم بأي حال من الأحوال عندما يكون في مرحلة نقاهة "الجسم يحتاج إلى طاقة كبيرة لكي يتعافى من هذا الجرح، ومن ثم يصبح من الصعب أن يقدم أداء بنسبة مائة في المائة."
يتمتع إلزنبروخ بثقة المسؤولين واللاعبين في نادي مونشنغلادباخ لدرجة أنه أصبح المتعهد بوشم لاعبي الفريق. ويرفض الرجل دق وشم للاعبين قبل المباريات المهمة، ويتذكر أنه جاء إليه المهاجم الأرجنتيني راؤول بوباديلا، عندما كان لاعبا في مونشنغلادباخ قبل سنوات ورجاه أن يدق له وشما، موضحا له أنه خارج تشكيلة المباراة القادمة لفريقه. نفذ إلزنبروخ للاعب رغبته بعد إلحاح، ودق له وشما على قدمه، وشارك بودابيلا بعدها في المباراة ليتم تغييره خلالها، فقد شعر بالوهن "وقد كنت في منتهى الغيظ" لما حدث وتعلمت الدرس، يحكي إلزنبروخ.
رونالدو لا يدق وشما على عكس ميسي
ويوضح ماتياس برِم طبيب فريق نورنبرغ أن ألوان الوشم يعتبرها الجسم شئياً غريباً عنه في البداية "ولذلك من المؤكد لحد ما أنه سيقوم برد فعل مناعي في مكان الوشم ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث حساسية." ويضيف الطبيب الألماني "حتى ولو لم تنشأ حساسية فإن الجسم ينشغل بالتعافي من الجرح المفتوح ومن ثم ينخفض الأداء."
ويوضح يورغن إلزنبروخ أن المتخصص في دق الوشم يجب عليه مراعاة النظافة الصحية والتعقيم وفقا لما تنص عليه لوائح السلطات الصحية "لكن صاحب الوشم أيضا عليه ألا يغفل عن رعاية وشمه حتى لا يلتهب وتتكون عليه قشرة ويمثل مصدرا خطيرا للعدوي."
أما يوآخيم زاوَر، الطبيب الرياضي الشهير ببلدة فالدورف، بالقرب من فرانكفورت، فيرى أن لاعب الكرة يجب عليه ألا يقدم على تلك المخاطرة مراعاة لنفسه وناديه وجماهيره. ويبدي زاوَر إعجابه الشديد بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لا يدق الوشم على جسده.
ويقول إلزنبروخ إنه ليس متعجبا من عدم دق رونالدو الوشم ويتابع، "أرى أنه لا يمكنه تحمل الوشم، فجسمه حساس بعض الشيء، ولم أكن أتصور أن يدق ميسي أيضا وشما، لكنها فعلها الآن."