اليمن: تكثيف الاعتداءات على المحتجين وتصاعد الاحتجاجات

قالت مصادر طبية إن شخصا قتل وأصيب نحو 19 آخرين اليوم الأحد حين أطلقت الشرطة اليمنية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على محتجين في صنعاء يطالبون بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح الممتد منذ 32 عاما. وقال شهود إن معظم المصابين يعانون من آثار حادة للغاز المسيل للدموع لكن البعض أصيبوا بأعيرة نارية. ومن المعتقد أن اثنين في حالة خطيرة من جراء الاشتباكات في ما بات يعرف بـ"ساحة التغيير" قرب جامعة صنعاء، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع.

وتجمع عدة آلاف في الساحة اليوم وأقاموا حواجز بينهم وبين عشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب التي وقفت على مسافة وإلى جانبها مدفع للمياه، كما تواصلت اعتداء المؤيدين للرئيس صالح أو ما باتوا يعرفون بـ"البلطجية". وحمل المحتجون لافتات تصف صالح "بعلي الكيماوي" في إشارة إلى استخدام غاز مسيل للدموع قال أطباء إنه يؤثر على الجهاز العصبي. ونفت وزارة الداخلية هذه الاتهامات.

عشرات الجرحى وحالات اختناق

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) عن موقع "يمن نيوز" الإخباري المستقل أن إطلاق نار كثيف سمع باتجاه المعتصمين بساحة التغيير، مشيرا إلى إطلاق النار استمر لما يقارب الربع ساعة ثم عاد بشكل متقطع، وهرعت سيارات الإسعاف للمنطقة. وحسب شهود العيان "تمكن المعتصمون من ضبط اثنين من البلطجية وبحوزتهم أسلحة وتسليمهم للجنة الأمنية بالجامعة". بينما تحدثت تقارير أخرى عن سقوط 70 مصابا برصاص قوات الأمن وبلطجية تابعين للقوات الخاصة والأمن القومي يرتدون زيا مدنيا أثناء أداء صلاة الظهر في ساحة التغيير بصنعاء. وذكر موقع "الصحوة نت" اليمني التابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح ( إسلامي معارض) أن عشرات المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء القنابل السامة ومسيلات الدموع ، وتحاول عناصر النظام من قوات أمن مركزي وحرس خاص وأمن قومي اقتحام الاعتصام من أماكن مختلفة.

وفي وقت سابق من صباح اليوم الأحد، أعلن مصدر طبي وفاة متظاهرين يمنيين آخرين ليل السبت إلى الأحد في عدن (جنوب) متأثرين بجروح أصيبا بها في تظاهرات أمس ما يرفع حصيلة قتلى مواجهات السبت في اليمن إلى سبعة أشخاص بينهم أربعة في عدن، على ما ذكرت وكالة فرانس برس.

استياء ودعوات للهدوء

وأبدت الولايات المتحدة - التي تعتبر صالح حليفا مهما في معركتها مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن - استياءها من إراقة الدماء ودعت إلى الهدوء. من جانبه أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "قلقه الشديد" حيال تدهور الوضع في اليمن وندد "بالاستخدام المفرط للقوة" ضد "متظاهرين مسالمين"، على ما أفاد السبت المتحدث باسمه مارتن نيزيرسكي. وأضاف المتحدث أن بان "يدعو إلى اكبر قدر من ضبط النفس ويحض الحكومة والمعارضة على البدء بحوار حقيقي وشامل يؤدي إلى نتائج ملموسة لتجنب تدهور جديد للوضع".

فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن على السلطات اليمنية أن تتحرك فوراً لضمان عدم شن قوات الأمن للاعتداءات التي تستهدف المتظاهرين المعارضين للحكومة وأن تعتقل المسئولين عن هذه الهجمات. في مختلف مدن اليمن.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الدولية: "بعد ثلاثة أسابيع من وعد الرئيس صالح بحماية المتظاهرين، ما زالت العصابات الموالية للحكومة تهاجم بضراوة المتظاهرين فيما تقف قوات الأمن إلى حد كبير بلا حراك تتفرج على ما يحدث. على الرئيس صالح أن يدين بقوة هذه الهجمات وأن يتخذ خطوات حقيقية لوقفها".

(ي ب/ دويتشه فيله. ا ف ب. رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي