1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليسار يعلن انتصاره وماكرون يدعو لتوخي الحذر واليمين يهاجم

٧ يوليو ٢٠٢٤

هجوم من أقصى اليسار وأقصى اليمين الفرنسي على الوسط والرئيس ماكرون بعد نتائج غير رسمية أوضحت انتصار اليسار بالانتخابات التشريعية، ماكرون يدعو إلى "توخي الحذر" ومارين لوبان ترى أن ماكرون في وضع "لا يمكن الدفاع عنه".

https://p.dw.com/p/4hzMR
زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون
زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون فقد طالب رئيس الوزراء بـ"المغادرة" وأنه ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة متصدرة الانتخابات التشريعية في فرنسا والتي ينتمي إليها حزبه، أن "تحكم".صورة من: Thomas Padilla/AP/dpa/picture alliance

أعلن رئيس وزراء فرنسا غابريال أتال مساء الأحد (السابع من تموز/ يوليو 2024) أنه سيقدم استقالته إلى  الرئيس إيمانويل ماكرون  الاثنين غداة الانتخابات التشريعية، موضحا أنه مستعد للبقاء في منصبه "طالما يقتضي الواجب" خصوصا أن فرنسا تستضيف دورة الألعاب الأولمبية قريبا. وأوضح أتال فيما تصدر اليسار الانتخابات التشريعية أمام معسكر ماكرون واليمين المتطرف، "سأقدم صباح غد (الاثنين) استقالتي إلى رئيس الجمهورية". وأضاف أنه فيما تستعد فرنسا "لاستضافة العالم بعد أسابيع قليلة" في مناسبة الأولمبياد "سأتولى بطبيعة الحال مهماتي طالما يقتضي الواجب ذلك".

وحققت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية مفاجأة وجاءت في المقدمة  بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، مع تراجع اليمين المتطرف إلى المركز الثالث، حسبما توقعت محطتا "تي أف 1" و"فرانس 2" بعد إغلاق مراكز الاقتراع اليوم الأحد.

ومن المتوقع أن تحصل "الجبهة الشعبية الجديدة"، وهي تحالف جديد جمع بين حزب جان لوك ميلانشون اليساري المتشدد "فرنسا الأبية" والحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وناشطي البيئة والعديد من المجموعات الأصغر ذات الميول اليسارية، على 215-172 مقعدا من أصل 577 مقعدا في مجلس النواب، أو الجمعية الوطنية.

 وجاء تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي في المرتبة الثانية ومن المتوقع أن يفوز بما يتراوح بين 150 و180 مقعدا، انخفاضا من 245 مقعدا. وتراجع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي جاء في المقدمة بعد الجولة الأولى، إلى المركز الثالث، ومن المتوقع أن يحصل على 152-120 مقعدا.

وإذا كانت التوقعات صحيحة، فمن غير المرجح أن يحقق أي معسكر أغلبية مطلقة من 289 مقعدا.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا إلى "توخي الحذر" في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة، معتبرًا أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة" جدًا بعد سنواته السبع في السلطة، حسبما أفادت أوساطه مساء الأحد. وقال قصر الإليزيه بُعيد ذلك إن ماكرون ينتظر "تشكيلة" الجمعية الوطنية الجديدة من أجل "اتخاذ القرارات اللازمة". وقالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون يعكف حاليا على تحليل نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية وسينتظر وضوح الصورة كاملة قبل اتخاذ القرارات اللازمة. وأضافت الرئاسة في بيان "سيحترم الرئيس، باعتباره الضامن لمؤسساتنا، خيار الشعب الفرنسي".

قالت مارين لوبان من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الفرنسي إن الرئيس إيمانويل ماكرون في وضع "لا يمكن الدفاع عنه"
قالت مارين لوبان من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الفرنسي إن الرئيس إيمانويل ماكرون في وضع "لا يمكن الدفاع عنه"صورة من: Louise Delmotte/AP/picture alliance

هجوم من أقصى اليمين وأقصى اليسار

من جانبها قالت مارين لوبان من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الفرنسي  إن الرئيس إيمانويل ماكرون في وضع "لا يمكن الدفاع عنه"، بعد أن بدا أن تحالفا يساريا سيحتل بشكل غير متوقع المركز الأول في البرلمان دون تحقيق أغلبية. ومع ذلك، قالت لوبان إن حزبها خسر فقط بسبب التصويت التكتيكي بين ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة ومعسكر ماكرون. وأضافت "لقد تأخر انتصارنا فقط".

كما انتقد رئيس  حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف  جوردان بارديلا الأحد "تحالف العار" الذي حرم الفرنسيين من "سياسة إنعاش" في وقت حلّ حزبه في المرتبة الثالثة في تقديرات نتائج التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية. وقال بارديلا "يُجسّد حزب التجمع الوطني أكثر من أي وقت مضى البديل الوحيد"، متعهدًا أن حزبه لن ينزلق نحو "أي تسوية سياسية ضيقة" ومؤكدًا أن "لا شيء يمكن أن يوقف شعبًا عاد له الأمل".

أما زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون فقد طالب رئيس الوزراء بـ"المغادرة" وأنه ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة متصدرة الانتخابات التشريعية في فرنسا والتي ينتمي إليها حزبه، أن "تحكم". وقال ميلانشون زعيم حزب فرنسا الأبية، فيما حل اليمين المتطرف ثالثا بعدما كان فوزه مرجحا "شعبنا أطاح بوضوح أسوأ الحلول".

ومن جانبها، قالت الأمينة العامة لحزب الخضر مارين تونديلييه في باريس: "لقد فزنا والآن سنحكم". وقالت تونديلييه: "الليلة هناك احتمال كبير أن تكون الجبهة الشعبية (الجديدة) في المقدمة". وأضافت "الليلة انتصرت العدالة الاجتماعية، والليلة انتصرت العدالة البيئية، والليلة انتصر الشعب، والآن بدأ الأمر للتو".

وقالت زعيمة حزب الخضر "كنا في قمة مستوانا بفضل الجبهة الشعبية الجديدة، وهذا أمل هائل أبدعه هذا الائتلاف اليساري وحزب الخضر، وهو يشكل الحدث في هذه الانتخابات." وأكدت زعيمة حزب الأخضر أن التحالف اليساري الجديد المكون من الخضر والاشتراكيين والشيوعيين واليساريين تم تشكيله منذ أربعة أسابيع فقط.

توترات في ساحة الجمهورية في باريس بعد صدور التقديرات الأولية للجولة الثانية من الانتخابات
توترات في ساحة الجمهورية في باريس بعد صدور التقديرات الأولية للجولة الثانية من الانتخاباتصورة من: Aurelien Morissard/AP Photo/picture alliance

شغب واشتباكات

وفي أعقاب الجولة الثانية من الانتخابات اندلعت أعمال شغب واشتباكات خطيرة خلال مسيرات في باريس ومدن فرنسية أخرى يوم الأحد.

ففي باريس، تجمع آلاف الأشخاص في ساحة الجمهورية في وسط العاصمة للاحتفال بفوز التحالف اليساري في الانتخابات المبكرة. وأفادت تقارير إعلامية بأن بعض المتظاهرين اشتبكوا مع الشرطة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع. وتم إضرام النيران في حواجز خشبية. وقامت العديد من المتاجر والبنوك في وسط باريس بتأمين نوافذها باستخدام ألواح خشبية يوم الانتخابات تحسبا لأعمال شغب محتملة. ونشر وزير الداخلية جيرالد دارمانين 30 ألفا من أفراد الشرطة يوم الأحد لمنع الاشتباكات، ونشر 5 آلاف فرد في باريس وضواحيها وحدها.

كما وردت أنباء عن حدوث اشتباكات في مدينة "ليل" شمالي البلاد بين نشطاء من أقصى اليسار والشرطة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وأفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة اعتقلت 25 شخصا في رين غربي فرنسا، بعد أن أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ضد مجموعة من المتظاهرين اليساريين الذين كانوا يهتفون "الجميع يكرهون الشرطة".

وذكرت وسائل إعلام محلية أن شرطيا أصيب في نانت غربي فرنسا بعد أن ألقيت عليه قنبلة مولوتوف. وأطلق المتظاهرون ألعابا نارية على قوات الأمن، التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

كيف تفاعل الخارج؟

وكأول رد فعل خارجي أبدى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ارتياحه بعد أن أظهرت استطلاعات لآراء الناخبين الفرنسيين في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية اتجاه البلاد لتشكيل برلمان دون أن يحقق أي حزب أغلبية، مع احتمال  فوز ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة المنتمي لتيار اليسار بأكبر عدد من المقاعد. وكتب توسك على منصة إكس قائلا "هناك شعور بالحماسة في باريس وخيبة أمل في موسكو وارتياح في كييف. هذا كاف لأن نكون سعداء في وارسو".

وبدوره، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأحد، بـ"رفض فرنسا لليمين المتطرف". وكتب رئيس الوزراء الاشتراكي على موقع "إكس" أن فرنسا اختارت "رفض اليمين المتطرف" وأيدت "اليسار الاجتماعي الذي يعالج مشاكل الشعب بسياسات جادة وشجاعة".

وعانى التجمع الوطني من حملة منسقة من قبل المجموعتين اللتين احتلتا المركزين الثاني والثالث في الجولة الأولى، اللتين عقدتا صفقة على نحو 200 مقعد لتقديم مرشح واحد على أمل استبعاد مرشح اليمين المتطرف.

وما سيحدث بعد ذلك غير واضح في الوقت الحالي. والنتيجة تؤدي إلى سيناريوهات مستقبلية مختلفة. ويمكن لليسار أن يحاول الحصول على دعم من قوى الوسط،، إما كحكومة أقلية بموافقتهم أو في نوع من الائتلاف الكبير. ولكن بالنظر إلى التوجهات السياسية المتعارضة، ليس من الواضح ما إذا كان هذا يمكن أن ينجح.

ع.خ/ خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)