1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات النيابية النمساوية

عماد م. غانم٢ أكتوبر ٢٠٠٦

تقارب نتيجة الانتخابات البرلمانية بين الحزبين الرئيسيين في النمسا توحي بتشكيل ائتلاف حكومي موسع، مقابل ذلك استطاع اليمين المتطرف تعزيز حضوره في البرلمان القادم.

https://p.dw.com/p/9CAq
غوسنباور إلى اليمين وإلى جانبه شوسلصورة من: AP

"غوسي، غوسي ،غوسي!" بهذا الاسم المختصر لالفريد غوسنباور احتفل أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالفوز المفاجئ الذي حققه الحزب بعد ان حصل على 35.7 بالمائة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم أمس في النمسا. وخلافاً لتوقعات المراقبين واستطلاعات الرأي الأخيرة، فقد أتى في المرتبة الثانية حزب الشعب المحافظ الذي يتزعمه المستشار الحالي فولفغانغ شوسل بفارق ضئيل. وذكر التلفزيون الحكومي النمساوي إن النتائج الأولية أظهرت تراجع حزب شوسل بسبع نقاط مقارنة بنتائج عام 2002 ليحصل بذلك على نحو 34.2 في المائة من الأصوات. بناء على ذلك فأن حظوظ غوسنباور بالحصول على منصب المستشار على رأس "ائتلاف كبير" باتت كبيرة جداً. وكان المذكور قد أعلن عشية الانتخابات انه في حالة فوزه فسيكون حزب الشعب أول شريك في المحادثات حول تشكيل مثل هذا الائتلاف. ولكنه في الوقت نفسه أكد على ان "حزب الخضر يعد هو الآخر شريكاً مناسباً" للعب دور في الائتلاف القادم.

Wahlen in Österreich
الحملات الانتخابية للأحزاب ركزت على موضوع الهجرةصورة من: AP

الجدير بالذكر ان النتائج الأولية أشارت الى حصول الخضر على 10.4 بالمائة من الأصوات، بينما حصل حزب الحرية اليميني المتطرف على 11.2 بالمائة. وبذلك استطاع هذه الحزب تعزيز حضوره في البرلمان بثلاث مقاعد إضافية. أما حزب التحالف اليميني من أجل النمسا بزعامة يورغ هايدر فقد استطاع تخطي حاجز الأربع نقاط التي تؤهله لدخول البرلمان. وقد انفصل هذا الحزب عن حزب الحرية اليميني في العام الماضي.

الهجرة أحد محاور الحملات الانتخابية

شكلت الهجرة غير الشرعية أحد المحاور الرئيسية في الحملات الانتخابية لبعض الأحزاب النمساوية. ففي الوقت الذي تعهد فيه شوسل باتخاذ إجراءات صارمة لمواجهتها، شاب خطاب اليمين المتطرف عداوة للأجانب الوافدين الى النمسا. ودافع شوسل باعتباره المستشار الحالي عن سياسة حكومته إزاء هذا الموضوع بالقول: إن مطاردة الأجانب ليست لها مكان في النمسا، في إشارة الى موقف أحزاب اليمين المتطرف منهم. كما أكد سوشل في حملته الانتخابية على ان حكومته ترحل كل عام ستة آلاف أجنبي "ضد رغبتهم"، ولكنه في الوقت نفسه أشاد بالأساليب المتخذة "التي لا تثير نزاعاً". وفي مناورة لمواجهة ارتفاع شعبية حزب الحرية اليميني المتشدد تعهد غوسنبار كذلك بوقف الهجرة غير الشرعية التي ازدادت خلال السنوات الست المنصرمة في ظل الائتلاف الحاكم لسوشل مع حزب الائتلاف من اجل مستقبل النمسا بزعامة يورغ هايدر. الجدير بالذكر ان زعيم حزب الحرية كريستيان شتراخه دأب على اتهام سوشل بتحويل النمسا الى "جنة لمخادعي اللجوء"، في الوقت الذي استمر فيه بالوقوف ضد المهاجرين المسلمين. وقد انطوت حملته على شعارات تحث المسلمين على مغادرة النمسا والعودة الى بلدانهم الأصلية.

خيارات عديدة للائتلاف القادم

ومن المتوقع ان تكون المحادثات لتشكيل الائتلاف الموسع صعبة في ظل التقارب الكبير في نتائج الحزبيين الرئيسيين. لكن ذلك لا يعني تغييراً كبيراً في شكل التركيبة السياسية المتوقعة والمتمثلة بتشكل ائتلافات موسعة حكمت النمسا منذ عام 1945. وفي نفس الوقت تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة أمام كلا الحزبين الرئيسيين لتشكيل ائتلاف موسع مع الخضر أو مع حزب الائتلاف من اجل مستقبل النمسا. أما حزب الحرية بزعامة شتراخه فلن يكون له مكان في الائتلاف القادم لرفض الأحزاب الأخرى التفاوض معه بهذا الشأن. وقد عبر زعيم الحزب عن استياؤه من هذا "الإقصاء" بالقول "إنهم يقصوننا بشكل غير ديمقراطي."

إقرار بالهزيمة واستعداد للتعاون؟

EU Parlament Wolfgang Schüssel in Straßburg
المستشار الألماني شوسل من فائز محتمل الى خاسرصورة من: AP

وقد هنأ شوسل خصمه غوسنباور بالقول "نحن بلد ديمقراطي". كما قال انه يتحمل وحده نتيجة الانتخابات التي تفسح المجال أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي للعودة الى سدة الحكم بعد ستة أعوام من حكم المحافظين. ولكنه في الوقت نفسه لم يستبعد ان يحصل على منصب نائب المستشار في حكومة تجمع الحزبين الرئيسيين. الجدير بالذكر ان الكثير من المراقبين توقعوا هزيمة الاشتراكي الديمقراطي بعد فضيحة مصرف بافاك التي تورط فيها عدد من مسؤولي الحزب من خلال استثمارات سياحية مشبوهة أدت الى إفلاس المصرف. ورغم خسارته ألمح شوسل الى إمكانية ان تتسم المباحثات لتشكيل الائتلاف الموسع بشيء من الصعوبة، لاسيما وأنه لا يرغب في إدخال تغييرات على السياسة التي انتهجها الائتلاف الحاكم حالياً.

عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد