الموسيقيون في مالي - ضحايا حالة الطوارئ والوضع الأمني
٢٥ يونيو ٢٠١٣تزخر مالي بالكثير من الفنانين الموسيقيين الذين اكتسبوا شهرة عالمية مثل ساليف كيتا، حبيب كواتي، توماني دياباتي وباسيكو كوياتي وغيرهم. لكن نتيجة لحالة الطوارئ التي تشهدها مالي حاليا بسبب الحرب والأزمة القائمة، صعوبة الوضع الأمني هناك لم يعد يسمح للفنانين بإحياء حفلات داخل البلاد. وقد تم مؤخراً تمديد قرار المنع إلى غاية 5 يوليو/ تموز المقبل. وبعدها ستبدأ في 28 يوليو المقبل الحملة الانتخابية لاختيار الرئيس الجديد للبلاد. وفي ظل هذا الوضع ليس هناك من سبيل آخر للفنانين في التواصل مع الجماهير عدا السفر خارج البلاد لإحياء سهرات موسيقية هناك.
يقول عبد الوهاب بيرت الذي يعزف على القيتارة مع المغني المالي حبيب كواتي" الموسيقيون هم الأكثر تضررا من حالة الطوارئ التي فرضتها الحكومة المالية. لقد تم منع كل شيء ولم تعد هناك سهرات ، كما تم إغلاق استوديوهات التسجيل". لذلك يعبرعبد الوهاب بيرت عن سعادته من إمكانية مشاركته في حفلات تقام في أوروبا، غير أن عددا قليلا فقط من الفنانين الماليين يتاح لهم فرصة تقديم عروضهم خارج البلاد.
بلد بدون موسيقى
في برلين يعيش عازف السيلوفون علي كيتا ويشارك رفقة نجوم الموسيقى الإفريقية في حفلات مختلف في كل أنحاء العالم. والسيلوفون هي آلة نقر موسيقية ذات ألواح خشبية متدرجة في الطول، يتم العزف عليها بمطرقتين خشبيتين. خلال زيارته الأخيرة لموطنه مالي عبر علي كيتا عن أسفه الشديد للوضع الخطير الذي يعيشه الفنانون الموسيقيون هناك و يقول: " يعيش أصدقائي الموسيقيون وضعاً صعباً بسبب منعهم من الغناء في الأعراس والمناسبات التقليدية التي تعودوا على الغناء فيها". ويضيف كيتا في حديثه مع DW : " لا يمكننا تصور بلد بدون موسيقى. وهذا ليس مالي الذي أعرفه". من جهة أخرى يبدي كيتا تفهمه لقرار الحظر الذي طال الحفلات الموسيقية في مالي ويقول بهذا الخصوص:"الحفلات الموسيقية تستقطب إليها الكثير من الناس وبالتالي قد تكون مكانا ملائما يستغله الانتحاريون لتنفيذ هجماتهم ".
معاناة الموسيقيين في شمال البلاد أقوى
بعد سيطرة الإسلاميين على شمال مالي تم منع الموسيقى منعا كليا فقاموا بمحاربة المغنيين واعتبروهم خارجين عن شريعة الدين الإسلامي، وهو مادفع بالكثير من الفنانين الموسيقيين للفرار من شمال البلاد والهجرة نحو باماكو. ونظراً للوضع الصعب الذي يعاني منه هؤلاء الموسيقيين فقد أطلق الكثير من الفنانين الماليين المشهورين حملة بهدف دعمهم. ومن بين هؤلاء الفنانين باسيكو كوياتي، عازف آلة نغوني ، وهي آلة وترية تقليدية على غرار القيتارة مشهورة في مالي. ويطالب باسيكو المجتمع الدولي بتقديم مساعدات مالية للموسيقيين الماليين ويقول بهذا الخصوص:" المجتمع الدولي الذي يمنح أموالاً طائلة لقواته في مالي، عليه أن يفكر أيضا في الفنانين هناك فهم أيضا جزء لا يتجزء من مالي".
دعوة إلى وحدة وطنية
معظم الأغاني التي يرددها باسيكو كوياتي تدعو للتسامح والحرية الدينية والوحدة بين المجموعات العرقية المختلفة. ومنذ بداية الأزمة في مالي ظهر كوياتي مراراً في التلفزيون الرسمي بطلب من الحكومة، للدعوة إلى التلاحم الوطني. وحسب كوياتي فإن البلاد تحتاج للتضامن حتى لا يتكرر ما حدث من مشاكل. " في مالي تعيش المئات من المجموعات العرقية المختلفة. وإذا طالبت كل مجموعة باستقلالها كما فعل المتمردون الطوراق في الشمال فلن يعود هناك بلد في المستقبل اسمه مالي".
ورغم الحظر المتواصل على الحفلات الموسيقية في مالي فإن باسيكو كوياتي لا يتأخر في التأكيد على رسالته الفنية ويصرح أنه يفضل مواقف الدفاع عن الأهداف بالكلمات وليس من خلال حمل السلاح.