المغرب يريد استعادة القاصرين الذين فروا إلى إسبانيا
١ يونيو ٢٠٢١أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس في بيان رسمي صدر الثلاثاء (الأول من حزيران/يونيو) في الرباط، أنه يريد "تسوية نهائية" لقضية القاصرين المغاربة الموجودين في وضع غير قانوني في أوروبا.
وجاء في بيان مشترك لوزارتي الداخلية والخارجية أن "المغرب مستعد للتعاون، كما فعل دائماً، مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي من أجل تسوية هذه المسألة". ويأتي إعلان هذا الموقف فيما تبذل إسبانيا جهوداً كبيرة للتعامل مع تدفق القاصرين إلى جيب سبتة الإسباني بعد موجة الهجرة التي أثارها تخفيف الضوابط الحدودية من الجانب المغربي، رداً على قرار مدريد استقبال زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج.
وفي الفترة الممتدة من 17 إلى 20 أيار/مايو، دخل حوالي 10 آلاف شخص، معظمهم من الشباب المغربي المستعدين للمخاطرة بحياتهم على أمل مستقبل أفضل، إلى سبتة بدون عوائق، بمن فيهم 1500 قاصر، وفقاً للسلطات الإسبانية، و2000 بحسب منظمة العفو الدولية. وأُعيد معظم المهاجرين الذين عبروا إلى سبتة على الفور إلى المغرب، لكن ظل المئات من القصر غير المصحوبين بذويهم.
وكرر البيان المغربي "التزام المملكة الواضح والحازم قبول عودة القاصرين غير المصحوبين الذين تم تحديد هويتهم على النحو الواجب"، عازياً "بطء" العملية إلى "عوائق بسبب الإجراءات المعقدة في بعض البلدان الأوروبية". وجاء البيان على ما يبدو رداً على تقارير في وسائل الإعلام الإسبانية أفادت بأن المغرب لا يستعيد المهاجرين تماشياً مع اتفاقيات التعاون السابقة.
واعتبرت مدريد أن هذه الواقعة "غير المقبولة" بمثابة "ابتزاز"، وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس السبت: "عندما يستخدم القاصرون كأداة لانتهاك الحدود الإقليمية لإسبانيا، فهذا أمر غير مقبول". لكن الرباط ترى أن "السبب الحقيقي للأزمة" هو "استقبال مدريد لزعيم ميليشيات بوليساريو الانفصالية بهوية مزورة"، بحسب وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وتم الثلاثاء الاستماع الى زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي في شكويين قدمتا ضده في ملفي "تعذيب" وارتكاب "إبادة"، ولم يتخذ القاضي الإسباني أي إجراء بحقه تاركاً له حرية مغادرة إسبانيا بعدما تسبب وجوده فيها بأزمة بين الرباط ومدريد. وإثر هذه الجلسة المغلقة، لم يتخذ القاضي في قراره الذي اطلعت عليه فرانس برس أي اجراء رادع بحق غالي، معتبراً أن "لا خطر ظاهراً من عملية فرار".
وقال المغرب الإثنين إن الأزمة "لن تحل بالاستماع" إلى غالي فقط، مشدداً على أنها "تستوجب من إسبانيا توضيحاً صريحاً لمواقفها وقراراتها وخياراتها". وشددت وزارة الخارجية على أن القضية تشكّل "اختباراً لمصداقية الشراكة" بين البلدين.
م.ع.ح/ص.ش (أ ف ب ، رويترز)