المستشارة الألمانية: "إصلاح الأمم المتحدة ضرورة دولية وحاجة ملحة"

التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2006 مع وزير خارجية كوريا الجنوبية السابق بان كي مون الذي سيتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة مطلع العام القادم 2007 خلفا لكوفي أنان الذي ستنتهي ولايته أواخر الشهر الجاري. وتناول المسؤولان خلال اللقاء القصير الذي جمعهما في العاصمة الألمانية برلين عددا من المواضيع الهامة ذات الصلة بنشاطات الأمم المتحدة وعلى رأسها مسألة إصلاح المنظمة الأممية. كما اغتنم بان هذه المناسبة لتوجيه شكره للدعم الذي قدمته ألمانيا لملف ترشيحه لمنصب الأمين العام. كما نوه أيضا بالجهود التي تبذلها ألمانيا في إطار نشاطات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى. وفي سياق إشادته بالدور الألماني على المستوى الدولي قال بان: "لقد تولت ألمانيا عدة مرات مهام قيادية فيما يخص مجال المساعدات الإنسانية وجهود إحلال الأمن والسلام وحماية حقوق الإنسان وعددا آخر من المهام في إفريقيا والدول النامية."

والجدير بالذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة القادم سيبدأ مهامه على رأس منظمة الأمم المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2007 وذلك بالتزامن مع تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وتوليها رئاسة قمة دول الثماني الصناعية الكبرى في السنة ذاتها.

إصلاح الأمم المتحدة

ومن جانبها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال اجتماعها مع بان عن استعداد بلادها لتعزيز التعاون المشترك بينها وبين منظمة الأمم المتحدة خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي وقمة الثماني العام القادم. لكن ميركل جددت في الوقت ذاته موقف الحكومة الألمانية الداعي إلى ضرورة إدخال إصلاحات على منظمة الأمم المتحدة وإعادة تنظيم هياكلها، بحيث تصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات الدولية. وفي هذا السياق قالت المستشارة الألمانية: "إننا متأكدون من أن الأمم المتحدة يجب أن تكون المؤسسة التي تتحدث باسم شعوب المجتمع الدولي." كما عبّرت في الوقت ذاته عن استعداد ألمانيا لتقديم كل دعم ممكن لتعجيل عملية الإصلاح بقولها: "يجب إصلاح الأمم المتحدة وهنا نريد أن نساعد بكل قوة."

دعوة لتعزيز التضامن الدولي

وفي المؤتمر الصحفي القصير الذي عقب اجتماع ميركل بالأمين العام للأمم المتحدة القادم، طالب بان بتكاتف الجهود الدولية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. واعتبر أن حل الأزمات الدولية القادمة يستدعي اعتماد الأمم المتحدة على حكمة وتجارب كل الدول الأعضاء فيها. وعبّر عن هذه الضرورة بقوله: "لا يوجد أي بلد في العالم باستطاعته أن يواجه بمفرده هذه التحديات مهما كان هذا البلد قويا وحجم الموارد التي يملكها. "

وخلال زيارته لبرلين اجتمع بان أيضا مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، حيث تناول اللقاء عددا من القضايا الدولية والإقليمية مثل قضايا الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى موضوع إصلاح منظمة الأمم المتحدة. وفي هذا اللقاء أكد الوزير شتاينماير أهمية إطلاق عملية الإصلاح وإحداث عملية "نهضة" حقيقية في هذه المنظمة الأممية. كما وجه في الوقت ذاته دعوة للأمين العام للأمم المتحدة القادم لزيارة مدينة بون التي تعد مقر المنظمات الأممية في ألمانيا بعد تقلده منصبه العام القادم.