1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللاجئون الصحراويون في مواجهة أمراض السمنة وسوء التغذية

توفيق بوقاعدة - الجزائر١٤ ديسمبر ٢٠١٢

كشفت دراسة طبية عن اللاجئين الصحراويين بمخيم تندوف أن الأطفال يعانون من أمراض سوء التغذية والسمنة. ويعود السبب في ذلك إلى نظام التغذية هناك منذ 37 سنة، والذي يفتقد إلى عناصر غذائية متنوعة يحتاج الجسم إليها بشكل كاف.

https://p.dw.com/p/16zLG
Photo 01: Main title: Health crisis for Sahrawi refugees. Photo title: One of the refugee camps in Tindouf Place and date: Algiers, Algeria, February , 26 , 2011. Erklärung: I am ben chenouf mahrez I guarantee all copyitghts to publish my photos for dw.
Algerien Sahrawi Flüchtlingeصورة من: Mahrez Ben Chenouf

حذرت دراسة طبية نشرت في مجلة "بلوس الطب" البريطانية من الاستمرار في نهج السياسات الغذائية الراهنة في مخيمات اللاجئين الذين يعيشون تحت ظروف طارئة وسيئة على مدى فترات زمنية طويلة. وأوصت الدراسة بضرورة مراجعة المعايير المتبعة في مساعدة المخيمات التي يقيم فيها اللاجئون لمدة طويلة، وذلك من خلال تكثيف التنوع الغذائي في سلة المساعدات الغذائية المقدمة من الدول المانحة، والاهتمام أيضا بالأمراض غير المعدية مثل مرض السكر وضغط الدم والسمنة.

وبحثت الدراسة في علاقة سوء التغذية التي يعاني منها اللاجئون منذ سنوات طويلة وظاهرة السمنة وقصر القامة التي أصبحت ميزة لعدد من الصحراويين وخاصة النساء منهم. وجاء في الدراسة التي تقوم بها الوكالة الأممية لغوث اللاجئين بصفة دورية كل سنتين لمعرفة الحاجيات والتحديات التي تواجهها المخيمات في المسائل المتعلقة بالغذاء والصحة والتعليم، أن ربع عدد الأسر الصحراوية يعاني من سوء التغذية والسمنة، وأن معدل انتشار سوء التغذية لدى الأطفال ارتفع بنسبة 9 بالمائة مقارنة بالمعدلات الدولية، كما بلغت نسبة قصر القامة ب 29 بالمائة، ونقص الوزن ب 18.6 بالمائة، وزيادة الوزن بنسبة 2.4 بالمائة. أما بالنسبة للسيدات فكانت نسبة قصر القامة  ب 14.8 بالمائة، في حين بلغت نسبة زيادة الوزن والسمنة 53.7 بالمائة. وحسب الدراسة فإن السمنة تتمركز لدى 71.4 بالمائة في منطقة الوسط.

Main title: Health crisis for Sahrawi refugees. Photo title: One of the refugee camps in Tindouf Place and date: Algiers, Algeria, February , 26 , 2011. Copy right/photographer: Mahrez Ben Chenouf Erklärung: I am ben chenouf mahrez I guarantee all copyitghts to publish my photos for dw.
طفل من مخيم تندوف للاجئين الصحراويينصورة من: Mahrez Ben Chenouf

النساء أكثر تضررا

وخلصت الدراسة التي أجريت بالتعاون مع عدد من المؤسسات والمعاهد الأوروبية، مثل جامعة لندن، ومعهد صحة الطفل البريطاني، والمعهد الأسباني للصحة العمومية، إلى أن مستوى السمنة المتمركزة في منطقة الوسط مرتفعة أكثر لدى السيدات. أما نسبة الأطفال الذين يعانون من انتشار سوء التغذية بشكل حاد فقد بلغت 70 بالمائة، كما بلغت نسبة قصر القامة 19.5  بالمائة، وكانت النسبة الخاصة بنقص الوزن 13.3 بالمائة. وبصفة عامة نجد أن الأسر المصنفة بزيادة الوزن والسمنة هي الأكثر انتشاراً بمعدل 31.5 بالمائة، تليها الأسر المصنفة بسوء التغذية 28.8 بالمائة. ويقول الدكتور شفيق مزياني  المكلف بالصحة العمومية على مستوى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن العمل الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة والدول المانحة للمساعدات الغذائية على مدار 37 سنة، أثر سلبيا على صحة اللاجئين بمختلف فئاتهم العمرية، "لأن المعايير المعتمدة من طرف المنظمات الدولية للخدمات المقدمة للاجئين خلال الإقامة في المخيمات لفترات قصيرة لا تتناسب مع حالة اللاجئين المقيمين لمدد طويلة ".

عناصر غذائية غير كافية لحاجيات الجسم

وأضاف مزياني لـ DW" إن التناقض الذي تعيشه الأسر الصحراوية بين السمنة وسوء التغذية ناتج أولا عن التحول في النمط الغذائي من البيئة البدوية إلى البيئة الجديدة في المخيمات، حيث إن المواد الغذائية التي كانوا يتناولونها سابقا غنية بالفيتامينات والمعادن والأملاح، أما حياة اللجوء داخل المخيمات، التي يكاد ينعدم فيها النشاط البدني والنوعية الغذائية للمواد المستهلكة، مثل البقوليات والزيوت النباتية، فإنها تشكل السبب الرئيسي في الظاهرة المزدوجة للسمنة وسوء التغذية".

ويضيف مزياني الذي ساهم في إعداد هذه الدراسة الطبية ويقول: " لقد توصلنا إلى تفسير علمي للعلاقة القائمة بين السمنة وسوء التغذية، حيث أظهرت الدراسة أن أغلب من يعانون من السمنة الآن، كانوا يعانون من قبل من سوء التغذية، فالدماغ يعطي لجسم الطفل إشارة سوء التغذية، وبالتالي يتحول كل ما يتناوله من طعام إلى "كيلو كالوري"، فيختزنها الجسم على شكل دهون في منطقة الوسط. وبذلك فهذه السمنة هي نتيجة فيزيولوجية لسوء التغذية ".

Main title: Health crisis for Sahrawi refugees. Photo title: The mobile medical unit Sahrawi Red Crescent. Place and date: Algiers, Algeria, February,28 , 2012. Copy right/photographer: Mahrez Ben Chenouf Erklärung: I am ben chenouf mahrez I guarantee all copyitghts to publish my photos for dw.
مساعدة الاجئين الصحراويين: وحدات صحية تابعة لمنظمات دوليةصورة من: Mahrez Ben Chenouf

وناشد الباحث المنظمات والدول المانحة للمساعدات الغذائية بضرورة تكثيف التنوع الغذائي في سلة الغذاء، والإكثار بالخصوص من الفواكه والخضروات المجففة، لتحسين محتوى وكمية الغذاء المستهلك، حيث لا يمكن محاصرة ظاهرتي السمنة وسوء التغذية  إلا من خلال التنوع الغذائي المتوازن.

 ودافع الخبير مزياني على أطروحة ضرورة البحث عن بدائل محلية لمعالجة المشكلتين، ومن بينها تشجيع الدول والمنظمات غير الحكومية وكذا اللاجئين على إقامة مشاريع فلاحية داخل مخيمات اللجوء، للتخفيف من أزمات وصول الغذاء من حين لآخر، وبالتالي المساهمة في تنوع سلة الغذاء المقدمة.

Main title: Health crisis for Sahrawi refugees. Photo title: One of the refugee camps in Tindouf Place and date: Algiers, Algeria, April ,25 , 2010. Copy right/photographer: Mahrez Ben Chenouf Erklärung: I am ben chenouf mahrez I guarantee all copyitghts to publish my photos for dw.
جانب من مخيم تندوف للاجئين الصحراويين (جنوب غرب الجزائر)صورة من: Mahrez Ben Chenouf

العادات والتقاليد

من جهته أعتبر الخبير في التغذية الدكتور أحمد ملحة أن ظاهرة السمنة بين النساء الصحرويات بنسب مرتفعة ترتبط أيضا بالعادات والتقاليد السائدة في المنطقة، حيث تعتبر الأسرة التي تضم "نساء سمينات" أسرة غنية وقادرة على تأهيل بناتها للزواج. وبذلك تكون " السيدات البدينة" أكثر حظا في الحصول على زوج، مقارنة بالبنات النحيفات. وبهدف ذلك تلجأ الفتيات الصحراويات إلى نظام غذائي معين يعرف ب" التبلاح" والذي يشمل الكثير من النشويات والسكريات والدسم من أجل السمنة واكتساب "أكبر قدر من الكليوغرامات". ويضيف أحمد ملحة لـ DWبأن هذه العادات تزيد من حدة انتشار الأمراض غير المعدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

وتكمن أهمية الدراسة حسب الدكتور مزياني في أنها تضع تحديات جديدة أمام المنظمات والدول المانحة للغذاء للاستمرار في تقديم المساعدات بشكل جيد وتجنب مشاكل أو أمراض محتملة مثل سوء التغذية والسمنة. ويضيف الخبير مزياني: "إن هدفنا هو ضمان غذاء صحي ومتوازن لضمان استمرار حياة هؤلاء اللاجئين الذين ظلوا على مدار جيلين يتناولون نظام غذائي واحد يتكون أساسا من أطعمة نشوية وزيوت نباتية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد