1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتفاضة ثالثة أم هبًات موضعية

عبدالكريم سمارة ـ القدس الشرقية٥ يوليو ٢٠١٤

مثلت جنازة الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير الذي قتل وسط ظروف غامضة بالقرب من أحدى المستوطنات منعطفا في العلاقات بين الفلسطينيين وبين السلطات الإسرائيلية. الغضب الفلسطيني قد يتحول إلى انتفاضة ثالثة.

https://p.dw.com/p/1CVzh
Jerusalem Begräbnis ermodeter Jugendlicher 04.07.2014
صورة من: Reuters

مثلت جنازة الفتى محمد ابو خضير، عصر الجمعة(الرابع من تموز/ يوليو)، وما سبقها من مواجهات شملت كل احياء القدس الشرقية المحتلة، منعطفا في العلاقة بين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، بشكل خاص وفي عموم الضفة الغربية بشكل عام وبين السلطات الاسرائيلية. فحادثة قتل الفتى واحراقه، اشعلت غضبا يبدو انه اعتمل طويلا في صدور المقدسيين، ووصل نقطة الغليان فانفجر.

Jerusalem Palästinenser Proteste Ausschreitungen 03.07.2014
غضب لا يعرف حدودصورة من: DW/A. Samara

القدس اولا
عشرات الالاف من الفلسطينيين تدفقوا الى بيت الفتى، الذي تسود القناعة لديهم أنه ضحية تطرف المستوطنين الاسرائيليين. في هذا التجمع غير المسبوق في القدس، ارتفع الهيجان وما ان ووري التراب، حتى اندفع الالاف في تظاهرات الى الشوارع المجاورة، معظمهم يضعون اللثام ، كي لا تتعرف عليهم الاستخبارات الاسرائيلية وتعتقلهم في مرحلة لاحقة. يقول سامي.. :" طفح الكيل، فوق كل إجراءات الاحتلال من تشييق وهدم منازل واستيطان وطرد وعنصرية، تسهل سلطات الاحتلال للمستوطنين عملياتهم ضد شعبنا وتوجوا ذلك بقتل الفتى ابو خضير حرقا.. لا حياة دون كرامة .." شاب اخر يوزع منشورا يحمل توقيع القيادة الوطنية الاسلامية في القدس، ينادي بالتظاهر في كل مكان ومهاجمة الشرطة الاسرائيلية والمستوطنين وتشكيل خلايا لاطلاق الانتفاضة الثالثة. تزامن ذلك مع دعوات على الفيس بوك للـ" الثورة " وتجاوز القيادة الفلسطينية الداعية الى المقاومة السلمية العطوفة على حد وصف البيان. فالاحتلال، يضيف اليبان لا يفهم الا لغة القوة ." اما ان نعيش بكرامة او نموت بكرامة . هكذا ي تقول الدعوات. ويلعب الفيس بوك والتويتر دورا كبيرا في تواصل المجموعات الشبابية من منطقة إلى أخرى، فتنشر الأخبار فورا عما يحدث هنا أوهناك، كالإمساك بمستوطن في سيارة حاول خطف طفل، او دخول الجيش الاسرايلي الى احد الاحياء او هجمة للشرطة على بناية او إغلاق شوارع . اخابر اولا باول، يتلقاها المتظاهرون على هوافتهم الخلوية، فضلا عن تعليمات ونصائح، ومنها كيفية تجنب المستعربين وهم رجال امن اسرائيليين متخفين بازياء مدنية. أو نصيحة مجانية بعدم التوجه إلى شوارع ومناطق معينة، تجنبا للاعتقال من قبل الإسرائيليين.

كما أن أنصار الانتفاضة الثالثة رسموا شعارها ونشروه عبر الفيس بوك.

المحلل السياسي حسن صافي، يقول ان قتل ابو خضير جاء بعد سلسلة من اعتداءات المستوطنين في حرق المنازل والسيارات والمساجد والكنائس وقطع اشجار الزيتون، واقتحام الأقصى، دون أن تتدخل السلطات الإسرائيلية في وقف هؤلاء المتطرفين بل أنها، وهو الأهم وفق قناعة المواطن العادي تسهل عمل المستوطنين وتشجعهم مباشرة وغير مباشرة من خلال التصريحات التي يطلقها القادة الإسرائيليون من أن القدس هي مدينة إسرائيلية وأن الضفة الغربية إسرائيلية وأن وطن الفلسطينيين هو الأردن..فلا عجب أن ينفجر غضب الفلسطينيين"

خطف المستوطنين شرارة المواجهة:

Jerusalem Palästinenser Proteste Ausschreitungen 03.07.2014
بداية الطريق نحو الانتفاضة الثالثةصورة من: DW/A. Samara

اجماع غريب ساد الشارع الفلسطيني ووصل المراتب القيادية، أن الجهة التي نفذت خطف المستوطنين الثلاثة، وقتلتهم ليست فلسطينية، بل إسرائيلية وان الهدف من ذلك هو تنفيذ خطة معدة. فمحافظ منطقة الخليل في الضفة الغربية، كامل احميد قال للـDW : كانت هناك خطة معدة مسبقا ، تم اخراجها من الأدراج وشرع في تنفيذها وهدفت الى تحطيم حركة حماس، وكسر ارادة الفلسطينيين، وجرهم الى مربع العنف الذي تسود فيه الغلبة للإسرائيليين، إلى جانب تقزيم السلطة الفلسطينية، عبر إبراز أهمية التنسيق الأمني، وكأن السلطة مجموعة عملاء تخدم الامن الإسرائيلي". على الصعيد الشعبي، يؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل هي المسؤولة عن عملية الخطف والقتل، لتنفذ حملة قادت ومنذ اختطاف المستوطنين، الى مقتل اثني عشر فلسطينيا واصابة مئتين واعتقال سبعمائة، من بينهم نواب حركة حماس وقادة سياسيين، وتفجير ثلاثة منازل وتدمير محتويات مئتين وخمسين منزلا اخر، واغلاقات في كل الضفة الغربية ادت الى خسائر اقتصادية بقيمة اربعين مليون دولار. وتم تحميل حماس المسؤولية، علما بانها نفت ذلك. وما ان بدأ الضغط الدولي يدفع اسرائيل نحو تخفيف حملتها الامنية حتى جاء خطف وقتل الفتى ابو خضير، فكان المواجهة التي يسعى البعض الى تحويلها الى انتفاضة جديدة.

السلطة: لا انتفاضة بل مقاومة سلمية

لم يخفي الرئيس الفلسطيني رفضه للعودة الى اسلوب الانتفاضات وخاصة المسلحة منها، فهو يؤكد انه لن يسمح بأي انتفاضة طالما ظل في منصبه، وأن الانتفاضة الثانية قبل أربع عشرة سنة قادت الى تدمير البنية الفلسطينية وتراجع الاقتصاد ومقتل الرئيس عرفات. وهو دعى الفلسطينيين الى مقاومة سلمية هادئة وعدم الانجرار وراء العنف الاسرائيلي.

هذه العودة لاقت رفضا مكتوما في البداية، سرعان ما علا صوته عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولم تغفل حركة حماس الفرصة فاعتبرت أن ما يقوله عباس يعبر عن موقف اقرب إلى الإسرائيليين، داعية إلى توسيع حلبة المواجهة وشموليتها كل الأراضي الفلسطينية. وردت على ذلك حركة فتح التي ذكرت حماس بانها عقدت هدنة مع إسرائيل. هذا التلاسن لم يمنع ممثلي الحركتين من المشاركة في قيادة" انتفاضة القدس "مع قوى اخرى. وإن كان احد قادة هذه الانتفاضة قد اعلن خلال تشييع ابو خضير، أن الشارع " سيجبر القيادات السياسية على اللحاق به، فالتصريحات الرافضة للانتفاضة ستصمت، وسيعلو صوت الحجر وربما الرصاص قريبا...

يدلل هذه القيادي بشمول المظاهرات لا مدينة القدس ومحيطها فحسب، بل ومنطقتي رام الله شمالا وبيت لحم جنوبا على مدار ثلاثة ايام بلياليها منذ لحظة خطف ابو خضير.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد