1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفاتيكان في مرمى سهام الانتقادات الاسرائيلية

الفاتيكان والدولة العبرية يتبادلان الاتهامات بشأن عدم تطرق بيان صحفي صدر عن الحبر الأعظم إلى عملية انتحارية تعرضت لها إسرائيل، في حين شجب البيان ذاته عمليات إرهابية تعرضت لها دول مثل مصر وتركيا وبريطانيا

https://p.dw.com/p/6z8a
اجتماع الكرادلة في الفاتيكانصورة من: AP

لم تأت آراء مراقبي الفاتيكان وتعليقات الصحف العالمية على تبادل الفاتيكان من جهة والحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى الانتقادات بخصوص احجام البابا بينديكت السادس عشر عن ادانة العملية الانتحارية الأخيرة التي تعرضت لها المدينة الإسرائيلية الساحلية نتانيا، في حين شجب بيان صدر عن الحبر الأعظم العمليات الإرهابية في مصر وتركيا وبريطانيا، لم تأت بجديد عن العلاقات بين الدولة العبرية والفاتيكان، فهذه العلاقات مرت دائما بمراحل مد وجزر واعترها غالبا نوع من الحذر والجفاف. هذا وقد احتد الصراع بين الجانبين في الاونة الأخيرة وباشرت الحكومة الإسرائيلية بعد صدور البيان بتوجيه الانتقادات إلى الحبر الأعظم، الأمر الذي أجاب عليه الفاتيكان ، قائلا إنه يرفض "تلقي الأوامر من أي جهة كانت". تجدر الإشارة إلى أن البابا المنحدر من أصل ألماني قد تطرق في كلمة له في الأيام الماضية من مكان إجازته في جبال الألب الإيطالية إلى الدول التي تعاني من الإرهاب مثل مصر وتركيا والعراق وبريطانيا دون التطرق إلى العملية الأخيرة في نتانيا في إسرائيل، حيث فجر فلسطيني نفسه في المدينة الساحلية يوم 12 تموز/ يوليو الماضي، مما أدى إلى مقتل خمسة وجرح العديد من الإسرائيليين. وكان الفاتيكان قد نفى الانتقادات الإسرائيلية لخطاب البابا وأكد في بيان صدر عنه "على أنه يرفض تلقي أي دروس أو تعليمات من أي سلطة بشأن لهجة ومضمون بيانات الفاتيكان."

رفض الكيل بمكيالين

Vatikan: Petersdom und Petersplatz gefüllt mit Menschen zur Seligsprechung von Mutter Teresa
الفاتيكان لا زالت تتخذ موقفا محايدا من الصراع الفلسطيني الاسرائيليصورة من: AP

واعتبرت إسرائيل أن عدم إدانة الهجمات الفلسطينية هي سياسة للفاتيكان منذ سنوات، إذ لم يقم البابا السابق يوحنا بولس الثاني من قبل بانتقاد هذه الهجمات، حسب ما ورد عن وزارة الخارجية الإسرائيلية. وأضاف بيان الوزارة الإسرائيلية أن البابا بينيديكت السادس عشر تعمد عدم إدانة العمليات الفلسطينية. لكن بيان البابوية اعتبر "أنه من الصعب إدانة العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل في كل مرة، خاصة وأن هذه العمليات تواجه في غالب الأحيان بضربات إسرائيلية ضد المدن والقرى الفلسطينية، ويكون هذا الرد الإسرائيلي في غالب الأحيان مخالفا للقوانين والأعراف الدولية." وجاء في البيان أيضا "أنه لمن الصعب دائما إدانة (الإرهاب الفلسطيني) وبالمقابل السكوت عن ردود الفعل الإسرائيلية، خاصة وأن الفاتيكان لم يكن قد تطرق في السابق إلى المخالفات الإسرائيلية لقوانين حقوق الإنسان العالمية." وكانت إسرائيل قد وجهت ضربات عسكرية للمدن والمخيمات الفلسطينية وذلك بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في الثامن من شباط/فبراير الماضي، وقامت كذلك بهدم منازل أعضاء المجموعات الفلسطينية المسلحة. من جهة أخرى أفاد الناطق باسم الفاتيكان أن خطاب البابا تعرض للتحريف من قبل إسرائيل خاصة وأنه أشار في خطاباته للعديد من الهجمات الأخيرة. وكان بيان الفاتيكان قد دافع أيضا عن البابا الراحل الذي سبق له وأن دان العمليات الفلسطينية بشكل علني وواضح. ولم يتطرق البابا الجديد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في خطاباته، لكنه تعهد بمواصلة العمل على دعم حوار وتفاهم الأديان، هذا إلى جانب إعطاء الأولية لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي له لزيارة إسرائيل.

خلفية وتطور الصراع

Galerie: Papst Benedikt Bild 14, Ratzinger begrüßt den Papst
حبر الكنسية الكاثوليكية السابق بولس الثاني وخلفه بينيديكت السادس عشرصورة من: dpa

لم يكن هذا الانتقاد الإسرائيلي لخطابات الفاتيكان وحبره الأعظم جديدا، حيث حاولت الدولة العبرية وعلى مدى السنين الماضية "تشويه سمعة البابا" نظرا لمواقفه الثابتة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على حد قول المراقبين. هذه المواقف التي كانت واضحة في سياسة الفاتيكان بدعمها لحق الشعب الفلسطيني من إقامة دولته فوق أرضه. ويرجع هذا الموقف إلى سياسة الكنيسة الكاثوليكية في تعميق الحوار بين الأديان السماوية (اليهودية والمسيحية والإسلام) وكذلك إلى سياسات الدول الكبرى والموقف من المدن الفلسطينية المقدسة أيضا بالنسبة للمسيحيين. وكانت سياسة الفاتيكان منذ البداية تسير باتجاهين، فمن ناحية أراد توطيد العلاقة مع العالم العربي من أجل حماية مصالح المسيحيين في الشرق الأوسط ومن ثم بناء جبهة موحدة مع المسلمين ضد التيار الإلحادي. ومن ناحية أخرى أراد الفاتيكان إيجاد صيغة للتفاهم بين المسيحية واليهودية، نظرا لثبوت الاعتقاد المسيحي بصَلب اليهود للمسيح.

Galerie Papst 25 Jahre Vatikan
البابا السابق يوحنا بولس الثانيصورة من: AP

ويذكر أن الفاتيكان تعرض لضغوط كثيرة من أجل تغيير موقفه من دولة إسرائيل والاعتراف بها، خاصة من قبل الولايات المتحدة. هذه الضغوطات لاقت تجاوبا من قبل الفاتيكان فمن القبول بقرار التقسيم، مرورا بالاعتراف بدولة إسرائيل والاعتراف كذلك بقرار 181 القاضي بتدويل القدس. هذا التنازل كان يمر دائما في مراحل المد والجزر، حيث شدد البابا بولس السادس في رسالته إلى رئيس البعثة البابوية عام 1972 على أن شعب الأراضي المقدسة يتمتع بالحقوق نفسها في تقرير المصير. وكان هذا البابا قد أعلن في عام 1975 أنه يجب على الفلسطينيين والإسرائيليين تبادل الاعتراف بحق كل منهما في تقرير مصيره وإقامة وطنه. على صعيد آخر أشار البابا إلى ضرورة اهتمام الفاتيكان بالشعب الفلسطيني خاصة وأن جرءا منهم يعتنقون المسيحية. وأضاف أن الفلسطينيين شعب يحبه البابا، لأنهم كانوا وما زالوا يختبرون بشكل مأساوي، وهم يرمزون إلى نظريته حول تعزيز السلام بواسطة العدالة.

تقرير: زاهي علاوي ـ دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد