الغيوم وخفايا التنبؤ بالأحوال الجوية
تغطي الغيوم نحو ثلاثة أرباع مساحة الكرة الأرضية في أي وقت. ولكن كيف تتكون الغيوم؟ وكيف يمكن لعلماء الطقس التنبؤ بالأحوال الجوية طبقاً لشكل الغيوم وحركتها؟ الإجابات في هذه السلسلة المصورة.
تتكون الغيوم عندما تقوم الشمس بتسخين سطح الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى تبخر الماء في البحار والبحيرات والأنهار والبرك. الماء المتبخر يصعد على شكل بخار إلى الأعلى، حيث يتكثف مرة أخرى بفعل درجات الحرارة المنخفضة، ويكوّن الغيوم.
اللون الذي تتخذه الغيمة، سواءً كان أبيضاً أم برتقالياً أم بنفسجياً، يرتبط بعدة عوامل، منها حجم الغيمة والضوء السائد. كما يؤثر الغبار وكثافة بخار الماء على شكل الغيمة أيضاً. كما أن تغطية الغيمة لأشعة الشمس، خاصة في وقت الغروب، وانعكاس الضوء حول أطراف الغيمة يمنحها هذا اللون المميز.
الغيمة لا تغير لونها وحسب، بل إن وزنها أيضاً قابل للتغير. فعلى سبيل المثال، تزن سحابة صيف صغيرة تبلغ مساحتها مساحة ملعب لكرة القدم ما بين خمسة وعشرة أطنان. ولكن إذا تحولت تلك السحابة إلى غيمة تحمل مطراً، فإن وزدها يزيد بمقدار خمسمائة مرة.
تلعب الغيوم دوراً أساسياً في عملية التنبؤ بالأحوال الجوية، فكلما زادت دقة المعلومات حول ما يحدث داخل الغيمة نفسها، كلما كان علماء الطقس أكثر دقة في توقعاتهم. كما أن العوامل الأخرى، مثل الضغط الجوي ودرجات الحرارة، تُضاف إلى المعلومات الواردة من داخل الغيوم بهدف حساب النموذج الإلكتروني الخاص بتنبؤات الطقس.
النظر إلى السماء وحده قد لا يكفي للتنبؤ بالطقس، فالغيوم البيضاء أو حتى الرمادية الداكنة قد لا تعني بالضرورة هطول أمطار، إذ يمكن لتلك الغيوم الاختفاء بنفس السرعة التي ظهرت بها، والجو الصحو قد ينقلب بين ساعة وأخرى إلى جو ماطر بحسب قوة الرياح واتجاهها، مثلاً.
من المؤشرات التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة وتعتبر علامة على تحسن الطقس أو بقائه صحواً هي ما تسمى بسحب السمحاق، وهي سحب رقيقة بيضاء تتكون من بلورات جليدية وتتشكل على صورة هالات أحياناً. هذه السحب تتحرك على ارتفاع منخفض وتساهم في زيادة درجة الحرارة، وعادة ما تُشاهد في الصيف.