1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العنف في هامبورغ - ذهبت السكرة وجاءت الفكرة!

١٠ يوليو ٢٠١٧

قبل أن تنهي قمة العشرين في هامبورغ أعمالها، احتدم الجدل في ألمانيا حول حوادث العنف والشغب التي شهدتها المدينة. كيف سترد السلطات على ما حدث؟ وهل استخفت بالفعل بـ"إرهاب اليسار"؟ وكيف انعقدت المقارنة مع العالم العربي؟

https://p.dw.com/p/2gHhs
G20 Ausschreitungen Schwarzer Block
صورة من: picture-alliance/Zuma/O. Messinger

أعمال العنف والشغب التي سبقت ورافقت القمة واستمرت ساعات بعد انقضائها، طغت على الحديث عن قمة العشرين وما تمخضت عنه من مخرجات سياسية واقتصادية، سواء ما يتعلق بإتفاق ترامب-بوتين بخصوص وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا أو فيما يتعلق بالتجارة الحرة والمناخ. 

جردة حساب أولية

على مدار أربعة أيام منذ ليل الخميس وحتى ليل السبت على الأحد (9/8 تموز/ يوليو 2017)  شهدت مدينة هامبورغ أعمال شغب وعنف لم تشهد ألمانيا مثيلاً لها. فقد أقدم متظاهرون، بعضهم ملثم، على اقتلاع حجارة أرصفة الشوارع وقذفوا الشرطة بها وبزجاجات المولوتوف. كما أقدم البعض على حرق سيارات وتحطيم واجهات محال تجارية ونهب محتواها. مما أسفر عن جرح نحو 500 شرطي واعتقال 168 شخصاً من المتظاهرين مثيري أعمال الشغب، هذا فيما ذكر الموقع الإلكتروني "شبيغل أونلاين" أن عدد المُلقى عليهم القبض قد وصل إلى مائتين. ولا توجد أي أرقام دقيقة لأعداد المتظاهرين المصابين.

السلطات المحلية في ولاية هامبورغ أعلنت اليوم الاثنين (10 تموز/يوليو 2017) عن تشكيل لجنة تحقيق خاصة للكشف عن ملابسات أعمال الشغب والعنف. هذا فيما طالبت قيادات سياسية ألمانية من الأحزاب المشكلة للائتلاف الحاكم في برلين، بتحسين تبادل بيانات المتطرفين في أوروبا عبر قاعدة بيانات موحدة.

الشرطة في دائرة الاتهام سواء فعلت شيئاً أم لم تفعل!

من جانبها استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مثيري أعمال الشغب والعنف. وقد أنحت صحيفة "برلينير تسايتونغ" بجزء من اللائمة على الشرطة وحمّلتها جزءاً من المسؤولية عن التصعيد وكتبت في هذا السياق: "طريقة تعامل الشرطة ما كان يمكن أن تؤدي إلى تخفيض حدة التصعيد والتهدئة. أتخذ الخوف من اندلاع أعمال شغب مبرراً لتفريق متظاهري "أهلا بكم في الجحيم". وللحق كان هناك عدد كبير من المتظاهرين الملثمين. ولكن ذلك لا يبرر منع التظاهر المشروع لآلاف المتظاهرين السلميين. التظاهر حق ديمقراطي أساسي ولا يجب تعليق العمل به خلال القمة في مدينة هامبورغ المليونية".

من جانبه، انتقد الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" بشدة السلطات المحلية في ولاية هامبورغ، محمّلاً الشرطة مسؤولية  "الفشل في حماية الشعب"، مضيفاً أنه سيجري تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك الفشل بين أعلى مستويات السلطات. وبنفس الاتجاه كتبت صحيفة محلية في مدينة هاله: "لم تشهد ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية مثل هذا العنف المفرط. لقد انسحبت شرطة الولاية وحكومة الولاية من أحياء في المدينة تاركة إياها للفوضى ومستسلمة أمام الفوضويين".

الاستخفاف بـ"إرهاب اليسار"!

جرت كثير من أعمال الشغب والعنف في حي شانزن، المعقل المحلي لليسار الراديكالي. واليوم طالب وزير الداخلية الاتحادي، توماس دي ميزير، وغيره من الساسة الألمان بإنشاء قاعدة بيانات أوروبية للمتطرفين اليساريين.

كما استغل "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي حوادث هامبورغ محاولاً تعزيزاً مكانته؛ فقد اعتبر قيادي بارز في الحزب أنّ "المتطرفين اليساريين أعلنوا الحرب على الدولة والمجتمع والمواطنين". واعتبر أنه من غير المقبول بعد الآن أن "يتبوأ أي صحفي أو سياسي، يقوم بالاستخفاف أو تبرير مثل أعمال العنف المخطط لها تلك، دوراً قيادياً في مجتمعنا".

ورأى صحفي ومؤرخ وباحث في العلوم الإسلامية أن ما حدث "ببساطة إرهاب يساري".

كما أكدت يومية "كولنر أنتسايغر" على ضرورة أن تنأى الحركة الاحتجاجية اليسارية بنفسها وبشكل واضح عمن يقوم بأعمال عنفٍ، مضيفة "لا يجب التضامن مع مجرمين، حتى إذا كان ذلك التضامن سرياً".

ومن جانبه شبه وزير الخارجية الألمانية، زيغمار غابرييل، المخربين في هامبورغ بالنازيين الجدد وقال إن أعمالهم يجب ألا تبقى بلا عواقب. وقال الوزير المنتمي الى "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" (يسار وسط) إنهم "لا يمتون لليسار بصلة".

ووصف وزير الداخلية الألمانية مثيري أعمال الشغب والعنف بأنهم "متطرفون يقومون بأعمال عنف ويستحقون الازدراء، تماماً مثل النازيين الجدد والإرهابيين الإسلامويين". وعلى نفس المنوال سار وزير الدولة بيتر ألتماير.

أما عضوة البرلماني الاتحادي (بوندستاغ) عن حزب الخضر، سيمونا بيتر، فقد شجبت العنف في هامبورغ، بيّد أنها رأت أن مساواته بالعنف الإسلاموي واليميني "خاطئ وخطير".

الشرطة بين هامبورغ والعالم العربي

أثارت التظاهرات وأعمال العنف وطريقة تعامل الشرطة الألمانية معها نقاشاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي من العرب، فعقد بعضهم مقارنة بين ما حدث في هامبورغ وما حدث ويحدث في البلدان العربية عند خروج تظاهرات.

ضرار الخطيب وهو صحفي سوري غرّد قائلا: "المتظاهرون في هامبورغ خربوا وأحرقوا خلال يومين، أكثر مما فعلت مظاهرات السوريين خلال أول شهر من الثورة في جميع أنحاء سوريا"، فعلّق عليه الصحفي والكاتب السوري الساخر نجم الدين السمّان قائلاً: "لسه ما قصفتهم..ميركل..لَه لَه.. ياخيبتنا".

مغرد آخر، عرف عن نفسه بأنه عضو في الحركة الليبرالية الكويتية، كتب أن المتظاهرين لم يتعرضوا للتخوين ولا لسحب الجنسيات، مشيداً بقدسية حرية التعبير.

وكتبت صحيفة "كولنر أنتسايغر" أن "عصابات هامبورغ أفقدت المسيرات المشروعة لعشرات الآلاف ضد سياسات المناخ وترامب ويوتين وأردوغان مصداقيتها". أما صحيفة "برلينير تسايتونغ" فقد عقدت مقارنة بين سلوك الشرطة في هامبورغ وما يحدث في بلاد العالم الثالث وغيرها من البلدان التي لا تحترم حق التظاهر: "ألمانيا قدمت نفسها للعالم في قمة العشرين على أنها بلد ديمقراطي يضمن حرية التظاهر. لو أرادت ألمانيا أن تجعل نفسها قدوة لغيرها فعلاً وترسل إشارة للعالم على أنها مجتمع ديمقراطي، ما كان على الشرطة أن تتصرف بتلك الطريقة، والتي ذكرتنا بالقمع الممارس في أنقرة وموسكو".

خالد سلامة

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات