1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العنف في سوريا يصعد العنف في العراق

جاسم محمد١ نوفمبر ٢٠١٢

يرى جاسم محمد أن تسلل المسلحين بالتواتر بين العراق و سوريا ، مكّن تنظيم القاعدة من جمع اموال وضم مقاتلين جدد في العراق لاستعادة نشاطه، وقد أكدت بغداد إن مقاتلي القاعدة من أصحاب الخبرة يعبرون لشن هجمات في العراق .

https://p.dw.com/p/16awE
صورة من: AP

حسب رأي خبراء ، فان هذا يمنح جماعة "دولة العراق الإسلامية " شرعيةجديدة وفي تموز 2012 ، اصدر أبوبكر البغدادي بيانا يعلن فيه "الجهاد" مجددا لاستعادة السيطرة علىمناطق خسرتها القاعدة في معارك مع قوات أمريكية سابقا.

و يعترفمسؤولون عراقيون بان القاعدة - التي أضحت اضعف وقلت قدرتها علىالاحتفاظ بأراض عما كانت عليه قبل أعوام - تسللت من جديد لمعاقل قديمةساعدها على ذلك عدم تحرك الحكومة بسبب الفساد والاقتتال السياسي .

وتعتبرالموصل المدينة - التي اطلق عليها الجنود الأمريكيين اسم العاصمة غير الرسمية لجماعة " دولة العراق ألإسلامية" ويقول مسؤولونأنهم يجمعون ملايين الدولارات شهريا من خلال عمليات الابتزاز والإتاوات .

يؤكد مسؤولون عراقيون وأميركيون أن القاعدة أقامت مراكز في غرب العراقلتدريب مسلّحين من عناصر جـندهم هذا التنظيم لاستغلال الأوضاع غيرالمستقرة في ظلّ إخفاقاتٍ لوقف الإرهاب واستعادة السيطرة الحكومية على أمنالبلاد. وينقل أحدث تقرير إعلامي عن هؤلاء المسؤولين أن القاعدة تمكّـنت من مضاعفةعدد أعضائها ليبلغ 2,500 مسلّحا ارتفاعاً من نحو ألف فقط قبل عام واحد .

من جهة أخرى، صرح قائد القوات البرية العراقية لأسوشييتد برس بأن القوات الأمنية اكتشفت خلال غاراتٍ شنّتها هذا العام ، شهر سبتمبر 2012 ، بان بقايا معسكرات تدريب مسلّحين أُقيمت في منطقة الجزيرة المحاذية للحدود معسوريا بغرب البلاد والتي تضم ثلاث محافظات عراقية ، وأشار إلى اكتشافأدلة تظهر أن تلك المعسكرات استُخدمت لتدريب المسلّحين على الرماية.

سوريا :علاقة مركبة مع الإرهاب

الهجمات الأخيرة نفذت بعد دعوة الجناح المحلي لتنظيم القاعدة والذي يعرفباسم "دولة العراق الإسلامية" خلال شهر سبتمبر 2012 "شباب المسلمين" للتوجه إلىالعراق بالتزامن مع بدء عودة هذه الجماعة إلى مناطق سبق أن غادرتها،معلنةً خطةً تستهدف إطلاق سراح معتقلين أُطلِقت عليها تسمية "هدم الأسوار ".

وفي الحديث عن سوريا، فإن أن علاقتها بالإرهاب علاقة مركبة و معقدة ، حيث هنالك قاعدة ترتبط بالنظام السوري وبالتحديد جند الشام والتي كانت معنية بتدريب وتنفيذ هجمات في العراق من الأراضي السورية ، وجاءت هذه الحقائق في اعترافات مقاتلي القاعدة الذين تدربوا بإشراف النظام السوري في معسكرات اللاذقية وغيرها .

وقاعدة أخرى : ألنصرة و"جهاديون " يقاتلون النظام مع الجيش السوري الحر وتعود بداية تورط نظام بشار الى بداية حكم والده ،حافظ الاسد ، قبل أربعين عام .

لقد استخدمت سوريا الإرهاب في سياستها الخارجية أيضا ودعمها لأذرعها ، في العراق وفلسطين واحتلالها الى لبنان الذي يعد سابقة في تاريخ العلاقات العربية ـ العربية . وتمتلك سوريا شبكة معقدة من الحلفاء وبمجموعات إرهابية ، تطورت بعد عام 2003 وانهيار سلطة البعث في العراق .

وضعت الخارجية الأميركية سوريا على قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ تدشين القائمة عام 1979 بسبب استمرار دعمها وتوفيرها الملاذ الآمن للمنظمات الإرهابية . ويمكن تقسيم دعمها المثير للجدل بين دعم مقدم إلى الجماعات التقليدية ، التي تسعى إلى السيطرة أو التأثير على الدولة مثل حزب الله ، ودعم مقدم إلى جماعات متطرفة أخطر مثل تنظيم القاعدة وجند الإسلام وجبهة النصرة.

معسكرات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

معسكرات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، وهو موقع آخر أصبح لسوريا تأثير فيه. وقد وردت تقارير إعلامية من فلسطينيين من معسكر عين الحلوة يكتبون وصاياهم ويتجهون صوب سوريا.

وأصبحت الحالة مرتبكة في سوريا ، بسبب الغموض والتشابك بحيث يصعب إدراك الموجودمن غير الموجود او التميز بين الفصائل المسلحة او الجهادية بشكل عام ،خاصة أنها شهدت هجرة عكسية أيضا من أوربا إلى المنطقة عامة والى سوريا خاصة.

فالقاعدة موجودة في سورية قبل الثورة وكان النظاميدعمها وأطلقها بقوة في العراق ، وكان يوفر مراكز التدريبوالتسلح على الحدود ، واطلق العديد من السجناء والقياديين في القاعدة منسجونه بعد الثورة السورية 2011 بهدف اثارة الفوضى .

عاش النظام السوري طيلة فترة حكمه على خلق المشاكل في الدول المجاورة ، وكانيعمل على إثارة الاضطرابات حوله ، لأنه لا يريد الاستقرار للدول المجاورة سواءالأردن أو العراق أو لبنان بطبيعة الحال ، كل هذه الدول أرادهافوضوية متقاتلة متآكلة ، فصمد الأردن في وجه خططه ، وبقي لبنان والعراق تحت سطوة التخريب السورية التي يقوم بها النظام .

جند الشام

برز اسم جند الشام ، التنظيم الذي ظهر بقوةفى لبنان بعد اشتباكات مخيم عين الحلوة فى 24 أكتوبر 2005 ، وتعود تسميةجند الشام إلى المجموعة الأولى التي تزعمها الزرقاوى فى أفغانستان عام1999، حيث أطلق الاسم على مخيم للتدريب كان يضم متطوعين من بلاد الشام ، أىلبنان وسوريا والأردن وفلسطين ، وتولى شأنه التنظيمى عماد ياسين ، وقامالملقب أبو يوسف شرقية بإعلان تشكيل جند الشام ، وتولى ـ إمارته ـ فى مايو 2000بالإضافة الى الداعية السورى أبو القعقاع محمود أغاس ـ الذى كان أبرز الداعين للدخول للعراق، والذي تم اغتياله فيما بعد في 28سبتمبر 2007 على يد عناصر عراقية .وتقدر بعض المصادر بان عدد عناصر القاعدة الان في سوريا ب 6000 بضمنهم عناصر من الخارج واجانب . أما عناصر القاعدة التي تقاتل الى جانب النظام فهي ضعيفة وفقا لتصريحات المراقبين .

إرهاب مزمن في العراق

لقد صعدت القاعدة من عملياتها داخل بغداد خاصة ضد الأهداف النوعية التي تستهدف مراكز الدولة والمؤسسات الأمنية ، رغم استهدافها أهدافا رخوة مثل الزوار والمناطق المدنية بهدف اثارة الرعب والفوضى . فالتنظيم معروف بانتهازيته ، لذا هنالك إجماع بين الخبراء المعنيين بشان القاعدة والامن ، بان شبكة القاعدة توجد وتتكاثر وتنشطر في مناطق فراغ السلطة وغياب الحكومة .

وتصاعدت وتيرة تهديد " دولة العراق الاسلامية " لتصل الى الإعلان عن خططه مسبقا بهدم الأسوار أي فك سجنائه من السجون العراقية وتهديد القضاة والمحققيين في تموز 2012 وهذا ما فعلته في عملية سجن محافظة صلاح الدين في 28 سبتمبر 2012 . فالعراق يعاني فعلا من إرهاب القاعدة المزمن .

والقاعدة لا تتردد في إعلان مسؤولياتها عن عمليات الخطف والقتل والتهديد لتمويل تنظيمها وكسب أعداد جديدة من المقاتلين مستغلة العنف السياسي ودوامة الأزمات السياسية بين الفرقاء العراقيين .

ان التنظيمات المحلية للقاعدة ومنها " دولة العراق الإسلامية " هي اشد تطرفا وإرهابا من التنظيم المركزي : لانها تعتمد الخطاب المناطقي والطائفي أكثر من عولمة الأهداف وكذلك لإتباع قياداتها لغة الوعيد والتهديد في تحصيل الإتاوات والثار والانتقام وابتعادها عن مركزية قيادة التنظيم الأم .

وقد بدأت القاعدة تستخدم التسميات المحلية ، سياسة جديدة منها لكسب المقاتلين وتعاطف العشائر العراقية بعد ان خسرت القاعدة معاقلها في العراق عام 2006 بمقتل الزرقاوي .

ولا نستبعد من استخدام القاعدة او " دولة العراق الإسلامية " تسمية "جيش العراق الحر: لكسب مقاتلين جدد بدل عن تسمية القاعدة والتي ظهرت في الأشهر الأخيرة خاصة في محافظة ديالى والموصل وسط وشمال العراق .

العراق ضيع فرصة الوجود الأمريكي للقضاء على القاعدة

لم يستفد العراق ، من تقنية الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب وضيع فرصة الاستفادة من العمل بالاتفاقية الأمنية مع أميركا وعدم تجديدها عام 2011 ، تلك الخطوة فسرها بعض المراقبون بأنها نتيجة ضغوطات أطراف وكتل سياسية موالية إلى إيران داخل البرلمان العراقي .

تنصح تقديرات الخبراء الأمنيون العراق بالعودة للعمل بالاتفاقية الأمنية صوفا مؤكدة ان العراق ليس له خيار غير التعاون الامني والعسكري مع أميركا او التوجه إلى إيران ، بسبب ما شهدته المؤسسات العسكرية والأمنية من تداعيات بل انهيار خطير في الأداء ، ومراقبون آخرون يقولون إن العراق وأميركا ضيعا ثمرة جهود سنوات طويلة من العمل المشترك للخروج بالعراق من دوامة العنف والإرهاب و الإرهاب السياسي .

فلا توجد مقارنة مابين التعاون العراقي الأميركي مع نظيره في باكستان أو اليمن، هناك استطاعت الولايات المتحدة إتباع التزاوج الاستخباري وفرق (الكوماندوز ) أكثر من العمليات العسكرية في تعقب واصطياد قيادات القاعدة بواسطة عمليات دقيقة واستخدام طائرات بدون طيار ( درون ) .

المفروض بالعراق ان يدرك التراجع الذي حصل له في إدارة الملف الأمني على وجه الخصوص ليستعين بالتعاون الأمني والاستخباري والعسكري التقني مع أميركا مثلما موجود في اليمن وباكستان ودول أخرى .

تعامل أمريكا مع ملف ألازمة السورية

الولايات المتحدة تتعامل مع الملف السوري بحذر ولديها حسابات كثيرة ، هذه الحسابات لم تكن بعيدة عن حليفات سوريا في المنطقة وهي إيران ، فيلق القدس وبعض الكتل السياسية والمليشيات في العراق وحزب الله في لبنان ، بالإضافة الى الموقف الصيني والروسي وأكثر من ذلك ، و تحسّب اوباما للانتخابات الأميركية القادمة وسياسة ( ليون بانيتا ) في الدفاع الأميركية التي تقوم على تقليل النفقات واستخدام السياسة الناعمة في التغيير ، و الرهان على فرض العقوبات وتآكل الأنظمة من الداخل ، اكثر من العمليات العسكرية الواسعة .

ألمراجع

1ـ صحيفة الشرق الاوسط 09.06 .2012

2ـ تقارير أذاعة العراق الحر/ ناظم ياسين في 22.10.2012

3ـ تقارير أذاعة العراق الحر/ ناظم ياسين في 23.10.2012

4 ـ صحيفة الشرق الاوسط 10.06.2012

5 ـ أذاعة العراق الحر / ملفات / ناظم ياسين

6 ـ و كالة رويتر في 09.06.2012