1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
كرة قدم

العنصرية ضد فينيسيوس تطلق موجة هائلة من ردود الفعل

٢٣ مايو ٢٠٢٣

أطلقت الهتافات العنصرية التي تعرض لها النجم البرازيلي فينيسيوس، مهاجم ريال مدريد الإسباني، موجة تعاطف كبيرة مع اللاعب حول العالم. فيما توجه الانتقادات لعدة جهات ومنها الاتحاد الإسباني للكرة لعدم حزمه في التعامل مع الأمر.

https://p.dw.com/p/4RhYH
النجم البرازيلي فينيسيوس  جونيور
تكرار الهتافات العنصرية ضد النجم البرازيلي فينيسيوس يصدم العالمصورة من: Alberto Saiz/AP Photo/picture alliance

وصلت تداعيات الهتافات العنصرية، ضد مهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور، إلى كل أصقاع العالم. ودخلت على الخط الجهات المسؤولة في إسبانيا، وكذلك في بلده البرازيل، وعلى أعلى المستويات.

وفتحت النيابة العامة في فالنسيا تحقيقًا في "جريمة كراهية" بشأن إهانات عنصرية تعرّض لها فينيسيوس، فيما أقرّ رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم أن بلاده لديها "مشكلة" مع "العنصرية".

وتعرّض فينيسيوس خلال المباراة، التي خسرها فريقه ضد فالنسيا 1-0 في المرحلة 35 من الليغا الأحد (21 مايو/أيار)، للإهانات من جميع أنواعها، ولا سيما العنصرية وإيماءات "القرد"، من جانب كبير من الجماهير في ملعب ميستايا، ما ولّد ردود فعل شاجبة من كل أنحاء العالم. وكتب الحكم في تقريره بعد اللقاء أن هتافات "القرد" كانت موجهة إلى فينيسيوس. وأدان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ما حدث، إضافة إلى ردود فعل شاجبة من كل أنحاء العالم.

 

وكتب النادي الملكي في بيان على موقعه الرسمي: "يعتقد ريال مدريد أن مثل هذه الهجمات تشكّل أيضًا جريمة كراهية، وبالتالي قُدّم التقرير المناسب إلى مكتب المدعي العام بشأن جرائم الكراهية والتمييز، من أجل التحقيق في الوقائع وملاحقة المسؤولين". وتابع "تُحدد المادة 124 من الدستور الإسباني وظائف مكتب المدعي العام لتعزيز عمل العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة".

 

الريال يهاجم الاتحاد الإسباني للكرة

كما شكر النادي المتابعين بعد العديد من "رسائل الدعم والتضامن والمودة التي تلقاها من جميع أنحاء العالم" لفينيسيوس،  لكنه شدّد على أن "الأحداث المؤسفة التي اندلعت يوم الأحد قد مرت حول العالم. وأصابت كرتنا بالعار".

وحثَّ ريال مدريد الاتحاد الإسباني لكرة القدم على التصرف "بطريقة حاسمة وفورية"، مطالبا رئيسه لويس روبياليس "برد حازم"، وأن "لا تطول الإجراءات بطريقة غير مبررة". وقال: "تصريحات رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس تفاجئنا، لأنه المسؤول الأعلى لكرة القدم الإسبانية والتسلسل الهرمي للتحكيم، سمح بعدم التصرف بطريقة حاسمة، باتباع بروتوكولات الفيفا، لتجنب الدخول في الموقف الذي عشناه". وأضاف "إن الحكام، بدلاً من التصرف بحزم وتطبيق البروتوكولات القانونية، قرروا في معظم الحالات عدم اتخاذ القرارات التي يتعين عليهم فرضها".

 

وكان روبياليس أقر في مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد بالقرب من مدريد "في البدء، يجب الاعتراف بأنه لدينا مشكلة سلوك، تربية وعنصرية في بلدنا". وأضاف "طالما أن هناك مشجعًا واحدًا أو مجموعة من المشجعين الذين يهينون شخصًا ما بسبب ميوله الجنسية ولون بشرته، فسوف نواجه مشكلة خطيرة والتي تشوّه صورة فريق بأكمله، كل المشجعين وبلد ككل".

وبعد المباراة، كتب اللاعب "فيني" في حسابه على موقع انستغرام "هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليغا. لم تكن المرّة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة. (...) أنا حقًا حزين. البطولة التي كانت ملكًا لرونالدينيو، رونالدو، كريستيانو (رونالدو) وميسي، باتت ملكًا اليوم للعنصريين". وتابع المهاجم المميّز "بلد جميل رحّب بي وأحبّه، لكنه وافق على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم. أنا متأسف للإسبان الذين لا يتفقون مع هذا الرأي،  لكن اليوم، في البرازيل، تُعدّ إسبانيا دولة عنصرية".

 

سجال بين مسؤولي الكرة في إسبانيا

واستغل رئيس اتحاد الكرة روبياليس الحادثة للرد على رئيس الرابطة الإسبانية خافيير تيباس، الذي لم يتقبل اتهامات اللاعب البرازيلي، فتبادل معه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد أن طالب فينيسيوس تيباس بـ"تصرفات وعقوبات"، قال الإسباني في رد جديد "لا إسبانيا ولا رابطة الليغا عنصرية، من غير العادل قول ذلك"، مذكرًا "تم الإبلاغ عن 9 إهانات عنصرية هذا الموسم (8 منها كانت ضد فيني) ودائما ما تعرفنا على الجناة وتقدمنا بشكوى إلى الجهات المعينة، بغض النظر عن قلة عددهم، لم نظهر الشفقة تجاه أحد".

وردّ روبياليس على تيباس، علمًا أن العلاقة ليست جيدة بين الاتحاد والرابطة، داعياً رئيس الاتحاد البرازيلي للحضور الى إسبانيا: "أريد أن أطلب من رئيس الاتحاد البرازيلي أن يأتي أو أن أذهب حتى يتمكن من رؤية ما يفعله الاتحاد لمحاربة هذه الآفة، أطلب منكم أيضًا ألا تعيروا اهتمامًا لسلوك رئيس رابطة الدوري الإسباني وهو يدخل في نزاع مع لاعب تعرض لهجوم قاس".

 

الحكومة الإسبانية تستنكر

وأكد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز مساء الاثنين على تويتر أن "الكراهية وكراهية الأجانب يجب ألا يكون لها مكان في كرة القدم أو في مجتمعنا"، مكررا سياسة "عدم التسامح مطلقا مع العنصرية في كرة القدم". كما اتصلت الحكومة البرازيلية بالسفيرة الإسبانية للتعبير عن "استيائها" من  العنصرية  ضد فينيسيوس جونيور.

وبعد أن استنكر ما حصل الاحد، أصدر فالنسيا بيانًا الاثنين أعلن فيه "حظر دخول الملعب مدى الحياة للمشجعين" المتورطين بعد فتح تحقيقات مع الشرطة، مضيفًا أن الأخيرة "تعرفت على هوية مشجع قام بإيماءات عنصرية" ضد فينيسيوس.

غضب لاعبي ريال مدريد بعد الهتافات العنصرية الموجهة لزميلهم في المباراة مع فالنسيا
غضب لاعبي ريال مدريد بعد الهتافات العنصرية الموجهة لزميلهم في المباراة مع فالنسياصورة من: Alberto Saiz/AP/picture alliance

 

كما أعلنت "الحركة ضد التعصب" ورابطة لاعبي كرة القدم الإسبان من خلال بيان صحافي أنهما تقدمتا بشكوى. جاء في البيان "المنظمتان تعارضان تمامًا السلوك غير المقبول لبعض المشجعين، وتعتقدان أن الوقت قد حان للعمل وبطريقة قاطعة، في مواجهة مثل هذه الحقائق الخطيرة التي، للأسف، ليست فردية".

من جهته، قال تشافي هرنانديز، مدرب الغريم التقليدي برشلونة: "لا يوجد شعار أو خصوم أو أندية. يجب القضاء على العنصرية بشكل نهائي. لا دروع هنا، الأمر يتعلق بالبشر ونحن ندين أي عمل عنصري".

 

اعتقال مشجعين يشتبه بأنهم من جمهور أتلتيكو

من جهة ثانية، اعتُقل ثلاثة أشخاص على خلفية التحقيق في شنق دمية بقميص فينيسيوس جونيور، على جسر في العاصمة الإسبانية في كانون الثاني/يناير الماضي، بحسب ما أعلنت الشرطة المحلية. وقالت الشرطة الإسبانية في بيان: إنه تم اتهام الأشخاص الذين اعتقلوا في العاصمة مدريد بارتكاب "جريمة كراهية"، وهي فئة جنائية تشمل جرائم عنصرية في إسبانيا. وأضافت الشرطة أن ثلاثة منهم "أعضاء نشطون في مجموعة الألتراس من مشجعي ناد في العاصمة مدريد" من دون أن تحدد هوية هذا النادي.

ولكن الحديث يدور عن مشجعي أتلتيكو مدريد. حيث عُثر على الدمية بقميص فينيسيوس جونيور مشنوقة في 26 كانون الثاني/يناير، في اليوم ذاته لمباراة الدربي التي فاز فيها ريال مدريد على جاره اللدود أتلتيكو 3-1 في ربع نهائي مسابقة كأس الملك، تحت لافتة كتب عليها "مدريد تكره ريال".

وبعد هذه الحادثة، ندّد ريال مدريد بـ "العمل العنصري الخبيث والبغيض الذي ينم عن كراهية الأجانب" ضد مهاجمه البالغ 22 عاماً، والذي بات هدفا منتظماً للإهانات العنصرية، قائلاً في بيان صحافي إنه يأمل في أن "تتم معاقبة المسؤولين"، ليتم فوراً الإعلان عن فتح تحقيق بهذه المسألة. وأتاحت التحقيقات التي استندت بشكل خاص إلى الشهادات إثبات أن المشجعين الأربعة "الذين تم التعرف عليهم أثناء المباريات المصنفة على أنها عالية الخطورة" في إطار "التدابير الوقائية للعنف في الرياضة"، هم "الجناة المفترضون" للشنق، حسب ما أشارت الشرطة.

ف.ي/ع.ج.م (ا.ف.ب، رويترز)