1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق ـ غضب ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن حريق حفل الزفاف

٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣

شيع عراقيون في بلدة قرقوش ضحايا حريق حفل الزفاف الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص. فيما تزايدت الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن الحريق والالتزام بتعليمات السلامة في العراق.

https://p.dw.com/p/4WuOD
تشييع ضحايا الحريق في قرقوش بالعراق (27/9/2023)
تشييع ضحايا الحريق في قرقوش بالعراقصورة من: Abdullah Rashid/REUTERS

وسط مشاعر من الغضب والألم، شارك عشرات الأشخاص الخميس (28 أيلول/سبتمبر 2023) بقدّاس في قرقوش للصلاة على أرواح ضحايا حريق اندلع بقاعة للأعراس في البلدة الواقعة في شمال العراق وتقول السلطات إنه نجم عن "ألعاب نارية" ومواد بناء سريعة الاشتعال.

وفي عظة تخللها نحيب نساء يرتدين السواد، قال قس في كنيسة الطاهرة في الحمدانية (بغديدا)، للمشيعين إن العراق مترابط في حزنه لكنه انتقد المسؤولين بسبب "فسادكم ومحسوبيتكم". 
وأضاف "ما في شي مطابق للمواصفات" في هذا البلد. وأنصت إليه المشيعون وبعضهم يبكي والبعض الآخر يحمل صور من فقدوا من ذويهم. وتابع قائلا إنه يتعين محاسبة المسؤولين.

قتل مئة شخص على الأقل وأصيب 150 آخرون بجروح وفق حصيلة غير نهائية نشرتها السلطات جراء الحريق الذي اندلع ليل الثلاثاء في قاعة الأعراس في قرقوش. وكان في القاعة التي لم تكن موافقة لشروط السلامة نحو 900 مدعوّ لحظة وقوع الحريق، وفق وزارة الداخلية. 

وصباح الخميس، أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة للمصابين جراء الحريق في مستشفيات في محافظة نينوى شمال العراق التي وصل إليها صباحاً من أجل "الوقوف على تداعيات حادث الحريق الأليم"، كما قام بتعزية أسر الضحايا في قرقوش، وفق مكتبه.

وفي كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في قرقوش صباح الخميس، جلست نساء متشحات بالسواد على المقاعد الخشبية وبدا الحزن والألم على وجوههن. على مقعد آخر عانقت امرأة رجلاً جالساً إلى جانبها لم يتمكّن من كبت دموعه. من بين المشاركين أيضاً بعض الناجين منهم من ضمّدت يده المحروقة كما شاهد صحافي في فرانس برس. ووضعت صور الضحايا من أطفال ورجال ونساء حول مذبح الكنيسة.

ارتجف صوت نجيبة يوحنا البالغة 55 عاماً فيما عدّدت أسماء أقربائها الذين فقدتهم في الحريق. وتقول المرأة "شعور لا يمكن وصفه، لا أعرف ماذا أقول، شعور قاسٍ جداً وألم حزين بقلبنا، هذه فاجعة لن تنّسى أبداً". وبعد ظهر الأربعاء، تجمّع المئات في مقبرة البلدة لدفن ضحايا الكارثة، فيما يتوقّع أن تلي ذلك مراسم دفن أخرى في الأيام المقبلة.

إطلاق ألعاب نارية ومخالفة تعليمات السلامة

وبحسب شهود عيان تحدّثت إليهم فرانس برس، فإنّ الحريق أتى على قاعة الزفاف بسرعة قياسية. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت وسائل إعلام عراقية مقاطع فيديو صوّرها بعض الحاضرين قبيل اندلاع الحريق، تظهر أجهزة ألعاب نارية وهي تطلق الشرارات التي لامست سقف القاعة وأشعلته.

وبالإضافة إلى النقص في عدد مخارج الطوارئ، قال الدفاع المدني العراقي إن "معلومات أولية" تشير إلى أن سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف" ممّا أدّى إلى "اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر"، فضلاً عن استخدام مواد بناء "سريعة الاشتعال" و"مخالفة لتعليمات السلامة" المنصوص عليها قانوناً، ما أسهم في زيادة شدّة الحريق.

ويقول رياض حنا البالغ من العمر 53 عاماً، الذي فقد زوجة أخيه وابنتها الصغيرة البالغة من العمر ستّ سنوات إن بلدته قرقوش "عانت كثيراً، وألّمت بنا العديد من المصائب، قبل خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، تهجرنا، والآن حصلت هذه الفاجعة".

وأضاف الرجل أن "من أعطى موافقة للقاعة هو يتحمل مسؤولية. المفروض أن يطلب منه تأمين شروط السلامة". وتابع الرجل بالقول إن هذه المأساة أعادت إلى ذهنه "فاجعة عبارة الموصل" التي غرقت في العام 2019 وقضى فيها نحو 100 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وقال بطرس كريم، وهو من السكان وفقد خمسة من أقاربه في الحريق، بينما كان في طريقه إلى المقبرة لحضور المزيد من مراسم الدفن "لا يوجد شيء اسمه القدر في المسيحية، هذا من صنع الإنسان.. الرب ليس له علاقة بهذا".

إيقاف أشخاص على خلفية الحادث

وأوقفت القوات الأمنية العراقية 14 شخصاً "بينهم 10 عمال وصاحب القاعة و3 متورطين بإشعال الألعاب النارية خلال الحادث"، وفق وزارة الداخلية. وأمرت الحكومة أيضا بإجراء عمليات معاينة وفحص فورية لأماكن التجمعات العامة الكبيرة مثل الفنادق والمدارس والمستشفيات.

وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.

وفي نيسان/أبريل 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين. وبعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز/يوليو من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى كوفيد.

وزار البابا فرنسيس كنيسة الطاهرة في قرقوش في آذار/مارس 2021 خلال جولته التاريخية في العراق. ومثل العديد من القرى والبلدات المسيحية في سهل نينوى، لحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم داعش في 2014. وغادر هذه البلدة غالبية أبنائها عندما وقعت في قبضة التنظيم المتطرف، لكنّ 26 ألف مسيحي عادوا إليها مذّاك وأعيد إعمارها تدريجياً.

ز.أ.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)