"السياسيون يدبرون الممكن، لكن المبدعين يدبرون المستحيل"
٣٠ نوفمبر ٢٠٠٥
دويتشه فيله: ما هي دلالة تخصيص يوم عالمي للكتاب المعتقلين؟
محمد الأشعري: اعتقد أنها دلالة بليغة، لأن الاعتقال بصفة عامة عندما يتعلق بالأفكار وبالتعبير يبتر المجتمع من أحد مكوناته الأساسية، وعندما يتعلق الأمر بالمثقفين والكتاب فانه يصيب ضمير الأمة. إن الخسارة المترتبة عن هذا الاعتقال هي خسارة جسيمة فضلا عما يتضمنه من ظلم شخصي يلحق بهؤلاء المثقفين.
ماذا يكتب هؤلاء الكتاب حتى يتعرضوا للاعتقال؟
يجب الانتباه إلى مسألة أساسية وهي أن عددا كبيرا من الكتاب والمثقفين والفنانين تعرضوا في حياتهم إلى الاعتقال والتضييق، ليس فقط بسبب ما يكتبون أو يبدعون، بل لأنهم اتخذوا مواقف لصالح قضايا إنسانية عادلة، أو لأنهم يواجهون ديكتاتورية الحكام واستبدادهم. إنهم يكتبون بحرية تجعلهم يتجاوزون ما يضعه الحكام من خطوط حمراء، وهم بالتالي يزعجون عددا من الذين يدافعون عن مصالحهم وسلطاتهم.
هل الكتابة تعبير عن الحرية؟
بطبيعة الحال، لا توجد كتابة بدون حرية. هناك فكرة عامة مفادها أن السياسيين يدبرون الممكن، لكن المبدعين يدبرون المستحيل. لذلك فان أفكارهم وتعبيراتهم لا يمكن أن تتقيد بالقيود التي يمكن أن تكبل حرياتهم، ومن هذا المنطلق فان نقدهم ضروري لتقدم المجتمعات، وهذا ما يعرضهم للاعتقال والمضايقة.
ماذا عن اعتقال الكتاب في المغرب؟
إذا أردنا أن ننطلق من مثال واضح كالمغرب، فيمكن أن نصنف هؤلاء الكتاب المعتقلين كالتالي: كتاب ناضلوا ضد الاستعمار الفرنسي ولعل أبرزهم هو المرحوم الزعيم الوطني علال الفاسي. هناك أيضا الذين وقفوا الى جانب الحرية في مرحلة معينة من تاريخ المغرب وتعرضوا للاعتقال منهم الشاعر عبد اللطيف اللعبي والشاعر محمد الوديع الأسفي وابنه الشاعر صلاح الوديع،. وهناك أصناف كثيرة من "التدخلات القصرية" تطال هؤلاء الكتاب في الفترات الصعبة من تاريخ الأمم.
أجرى الحوار محمد مسعاد
موقع دويتشه فيله في الإنترنت:
www.dw-world.de/arabic