الساحر زيدان ينهي مشواره الرياضي بعد المونديال

زيدان لاعب فذ ذو سحر خاص، يأسرك بتمريراته السحرية وعبقريته الرياضية. هذا المحترف دوليا وصاحب النجاحات المستمرة وصانع الألعاب الذي أعاد إلى الفرنسيين أمجاد الأسطورة بلاتينى يعلن في مؤتمر صحافي اعتزاله للكرة واستقالته من نادي ريال مدريد. زيدان ظاهرة كروية تجاوزت حدود الزمان والمكان وكأنّه خلق ليكون لاعب كرة طالما أمتع الناس بقدمه السحرية، فحين تداعب قدمه الكرة تتجلى مشاهد الطرب الرياضي في جو من السحر والجاذبية ليزيد تعلق الناس به إعجابا بمهاراته وقدراته.

زيدان صاحب القدم السحرية

في مشهد يومي يصطف العديد من المعجبين والمعجبات أمام ملعب ريال مدريد لرؤية النجوم يدخلون ساحة التدريب وعلى رأسهم دافيد بيكهام. غير أن يوم الثلاثاء الماضي (25.04) شهد تغيرا استثنائيا حيث أصبح المشهد أكثر درامية وذلك عندما أخذ عاشقو زيدان يدعونه للبقاء في صفوف المنتخب. والسبب هو أن زيدان غادر التدريب قبل زملائه من أجل عقد مؤتمر صحفي، ليس كمثل المؤتمرات التقليدية، ففي هذا المرة أعلن زيدان أن لديه أخبار هامة تتعلق بمستقبله الكروي. انتظرت زيدان في المؤتمر عدسات المصورين وأقلام الصحفيين وكلهم شغف ما الذي سيحمله هذا المؤتمر الصحفي في جعبته. زيدان أعلن في هذا المؤتمر اعتزاله اللعب نهائيا بعد انتهاء مسابقة مونديال 2006، وطلاقه من ريال مدريد، مودعا بذلك فريقا حقق معه العديد من الإنجازات والبطولات. زيدان ظاهرة ومعجزة القرن العشرين الرياضية سيودع هذا النادي والملاعب، حيث مازالت هناك ثلاث جولات يتعين عليه خوضها وكذلك كأس العالم لتبدأ بعدها لحظة الوداع الحقيقية للاعب أحب الكرة وعشقها.

من سيحل محل زيدان؟

تأتي هذه الاستقالة في وقت يعاني فيه نادي ريال مدريد العديد من الهزات الداخلية على الصعيد الإداري، فبعد الهزة التي تعرض لها بعد استقالة رئيسه فلورانتينو بيريز، خاطف النجوم والعقل المدبر لصفقات استقدام العديد من النجوم لهذا النادي مثل فيغوو ورونالدو وديفد بيكهام . يفقد النادي اليوم زيدان، أحد أهم أركانه وصانع أمجاده. وهذه الخسارة لا تنحصر في خسارة زيدان اللاعب فحسب، بل خسارة زيدان كعلامة تجارية لهذا النادي ولعالم الكرة، ولا تلوح في الأفق أيضا علامات البحث عن نجم قد يسد مسده. وتجدر الإشارة هنا أنّ زيدان قد بدأ مشواره الرياضي فى مدرسة إعداد الناشئين بنادي "كان" الفرنسي لينطلق بعد ذلك منتقلا بين الملاعب الخضراء معتليا عرش الكرة على مدى سنوات مختلفة من العطاء والتميز، ليصل تألقه مع المنتخب الفرنسي بالفوز بالكأس العالم عام 1998 مسجلا أثمن أهدافه في مرمى المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية الشهيرة التي هزم فيها الديوك الزرقاء راقصى السامبا، مهديا هذا الفوز الثمين إلى منتخبه وشعبه.

سبب الاعتزال

لم يستغرق هذا الإعلان أكثر من 85 ثانية، ولكنها ثوان ستغير كثيرا من الوقائع الرياضية لدى ريال مدريد وحملت العديد من المفاجآت لعشاق الكرة. وعن السبب المباشر لوداع الملاعب أوضح زيدان أنّ تقدم العمر حيث بلغ 34 عاما هو السبب وراء ذلك. وفي الوقت نفسه، بيّن أن اتخاذ هذا القرار لم يكن أمرا سهلا عليه، بل جاء بعد عملية دراسة معمقة لمختلف الجوانب. وعن عدم رضاه عن أدائه الرياضي قال زيدان: " أنا ألعب منذ عامين وليس كما أرغب بأن يكون عليه الأمر". وأعرب أيضا عن ابتهاجه لكأس العالم وعن المفضلين لانتزاع كأس البطولة أوضح أنّه " دائما توجد مفاجآت". ومن ناحية أخرى، فإنّ علاقته بريال مدريد ستستمر ولكن على مستوى آخر، حيث سيبدأ معهم مشروعا مع الأطفال.