الرقص في مواجهة الحرب

تقول ستاروستينا : "اتصل بي والد دانيلو وسألني: هل يمكنك إنقاذنا؟ إذا لم يتدرب، فإن مشواره المهني سينتهي. لم أتردد في ضمه إلى مدرستي". أحضرت مدربة الباليه دانيلو البالغ من العمر 16 عاماً من كييف إلى ألمانيا في ظل ظروف مليئة بالمخاطر وتحاول فعل كل شيء كي لا تذهب سنوات تدريبه سدى. وهو عيش معها الآن في مدرسة الرقص حتى يتمكن من إنجاز تدريباته التي تدوم ست ساعات يومياً. لكن رحلة لجوئه الخطيرة من أوكرانيا تحت القصف تركت آثارها عليه. كانت إيرينا راقصة في كييف، وهي الآن تدير منذ سنوات عديدة إحدى مدارس الباليه القليلة في ماينتس الألمانية للوصول بالراقصين الشباب إلى المستوى العالمي. تسميهم "أطفالي" وترافقهم في مسابقات دولية رفيعة المستوى. لدى ستاروستينا شبكة علاقات واسعة حول العالم، فهي كانت سابقاً واحدة من "القلائل المختارين" الذين استطاعوا عرض موهبتهم على مسارح الرقص في العالم. يستمر التدريب على الرقص الكلاسيكي في مدرسة إيرينا ثماني سنوات. ومن بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاما، يُسمح فقط للراقصين الموهوبين بالتدرب معها لمدة تصل إلى ست ساعات يومياً. ينصب تركيز إيرينا بشكل خاص حاليًا على الراقصين الشباب الذين كانوا مؤهلين للدخول إلى عالم مهنة الباليه في أوكرانيا ولكن حلمهم أصبح الآن معرضاً للضياع بسبب الحرب. وفي الوقت نفسه تنشط إيرينا بتنظيم عمليات إيصال المساعدات لبلدها أوكرانيا الذي مزقته الحرب، حيث تجمع المساعدات في فناء مدرسة الرقص الخاصة بها. قريباً ستقام مسابقة الرقص الدولية الكبرى في سبوليتو في إيطاليا، ويجب أن يفوز دانيلو هناك وأن يُظهر للعالم أن فن الرقص الأوكراني لا يقهر. هل سيتمكن دانيلو من ترويض صدمة الحرب لتحقيق حلمه في مهنة الرقص؟