1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الرسومات الكاريكاتورية وأزمة الحوار بين الحضارات

٢٨ فبراير ٢٠٠٦

عبرت المجتمعات الإسلامية عن غضبها الشديد إزاء الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، التي نشرتها في شهر سبتمبر الماضي إحدى الصحف الدنماركية وتلتها صحف أخرى في جميع أنحاء العالم. تقرير من تلفزيون دويتشه فيله.

https://p.dw.com/p/834O
صورة من: AP/DW

اتسمت ردود أفعال الشارع الإسلامي بالعنف واستهدفت السفارات والقنصليات الغربية و تحديدا الدنماركية، مثيرة سؤال حوار الحضارات او بالأحرى صراع الحضارات من جديد، إذ تمسكت الكتلتان المتخاصمتان حول القضية برأيهما ورفضتا التراجع عنه قيد أنملة: فحكومة كوبنهاغن مدعومة بغالبية الحكومات الأوروبية، لم تقدم اعتذارا عما جاء في إحدى الصحف الحرة الصادرة في الدنمارك. معللة موقفها - وهي محقة في ذلك - بتبنيها مبدأ حرية التعبير كخيار ديمقراطي في الدنمارك. اما الطرف الثاني فاعتبر الرسوم إهانة حتى النخاع لأنها طاولت رمز الإسلام الرسول محمد.

لقد أظهرت أزمة الرسومات الكاريكاتورية تواضع المستويات التي بلغها الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي، وأثبتت بلا شك أن ذلك التقارب في العلاقات، والذي ساد خلال فترة مابعد الاستعمار هو تقارب متضعضع، وأن أرضية الحوار هشة مادامت الرؤى والقيم متعارضة وما دام كل طرف يدعي أن قيمه هي الأصح وان قيم الثاني بالية تقتضي التجاوز والتبديل.

إن إهانة الرموز الدينية المسيحية لايعتبر خروجا عن القانون في معظم الدول الأوروبية ولا تعدو أن تكون حسب القانون الألماني مثلا، جنحة تقتضي عقوبة بالسجن أقصاها ثلاث سنوات في حال مساسها بالسلم الاجتماعي. ولم يثبت ان مثل أمام القضاء فنان جسد المسيح عيسى رجلا ذا ميولات جنسية شاذة من خلال رسومات كاريكاتورية أو عروض مسرحية تقمصت فيها شخصية المسيح أدوار مختلفة.

لكن ذلك لا يمنع المسلمين من الاحتجاح على إهانة الرسول محمد، إنما لا يحق لهم ربط ذلك بسياقات سياسة وتاريخية أخرى، كأخطاء السياسة الخارجية الأمريكية أو إنكار حقيقة المحرقة التاريخية من خلال الرسومات الكاريكاتورية، كما دعت إلى ذلك صحيفة إيرانية.

لقد كان حريا بالإعلام العربي أن يتغاضى عن الرسومات الكاريكاتورية باعتبارها نابعة عن عدم فهم للقيم الدينية الإسلامية وبالتالي الدفاع عن هذه القيم عن طريق الحوار والوسطية.

وبالمقابل كان لزاما على الإعلام الغربي أن يتفهم المشاعر الدينية للمسلمين وألا يدعم الصحيفة الدنماركية ذات التوجهات اليمينية بل وألا يقف خصما لنفسه عندما ضحى بمبدأ احترام وتقبل الآخر من أجل مبدإ حرية التعبير وهما معا قيمتان أساسيتان للمجتمعات الغربية الديمقراطية.

بقلم أحمد اعبيدة

من تلفزيون دويتشه فيله (DW-TV)

  • موعد مشاهدي قناة دويتشه فيله يوم 19 مارس 2006 على الساعة 21:30 بالتوقيت العالمي الموحد مع البرنامج الوثائقي: "عام كامل كمربية في أستراليا". تابعوا برامجنا المتنوعة كل يوم لمعرفة جديد السياسة والاقتصاد والرياضة من قلب أوروبا وباللغة العربية.

  • تلفزيون دويتشه فيله (DW-TV)

يمكن التقاط ارسال قناة DW-TV باللغة العربية عبر القمر الصناعي NileSat يوميا اعتبارا من السابعة مساء ولمدة 3 ساعات حسب التوقيت العالمي الموحد.