الدفاع عن المرجعية مناورة انتخابية واستخفاف بالعقول
٦ مارس ٢٠١٤
تتسابق أن بعض الأحزاب و الكتل السياسية في تصريحات و مؤتمرات و لقاءات إعلامية لتبرز نفسها بأنها المدافع عن عرين المرجعية العليا و أنها تستنكر و تهرول لإدانة اي اعتداء على المقام العالي للمرجعية العليا حتى ان لم يكن هناك أي اعتداء فستسعى لخلق معركة وهمية و خاصة اذا كان هذا الأمر فيه تسقيط لمنافس سياسي في الانتخابات القادمة فهو ضرب لعصفورين بحجارة صغيرة لا تكلف شيئاً فمن باب تستقطب بعض القواعد الانتخابية من أتباع المرجعية العليا و كذلك تسقط منافس انتخابي في طريقهم ,
في الأزمة الأخيرة التي حصلت عندما قامت جريدة الصباح الجديد بنشر رسوم ساخرة للسيد الخامنئي و خرجت مظاهرات في ساحة الفردوس للدفاع عن المرجعية و استنكار التعرض لها بهذه الصورة و توالت البيانات و أثيرت القضية إعلاميا في أغلب الفضائيات انفردت أحدى الفضائيات التي تمثل حزباً ( إسلاميا ) و كتلة معينة بتغطية إعلامية ( خاصة ) للموضوع فقد تناولته بكل تفاصيله و شدت حزامها (كلش ) للموضوع و كانت آلات صالات المتوالية مع بعض الشخصيات المستنكرة و المهددة و المنددة بالاعتداء على المرجعية و الذي يمس أحدى المقدسات في المنظومة الدينية الشيعية ، لحد الان لا شيء مستغرب و لكن المثير للإنتباه و الدهشة استبدالها شخص المعتدى عليه من السيد (الخامنئي ) إلى السيد ( السيستاني ) !
حتى ان الموضوع نزل في موقع القناة ملحقاً بصورة السيد السيستاني فماذا نفهم من هذا الاستبدال ؟ انه ليس إلا محاولة لإثارة الأجواء و المشاعر و ( الناخبين ) لصنع قضية ينشغل بها الشارع العراقي مشابهة لقضية اعتداء قناة الجزيرة على مقام المرجع الأعلى في الانتخابات السابقة و التي رافقتها قضية الاعتداء على مقام الصحابة في الجهة المقابلة ليستثمرها المطبلون انتخابيا و يحققوا مكاسب في ساحة الأصوات المحشدة لهم، فأنا لا يمكن ان أهضم فكرة ان تلك القناة و القائمين عليها وقعوا في أشكال او أشتبه عليهم الامر و لكنه استثمارا للفرص على طريقة عمرو ابن العاص و وفقاً للمبدأ الميكافيلي المتجدد عراقياً الغاية تبرر الوسيلة , كما و ظهر لنا السيد أحمد الجلبي و السيد باقر صولاغ في تصريحات ينتقدون فيها قانون الأحوال الشخصية الجعفري و يسجلون اعتراضاتهم عليه و إنهم يرفضونه لأنه رفضته المرجعية العليا !
رغم أننا لم نسمع أن المرجعية العليا رفضته و لم يدعي أحد ذلك و لكنه يصب في نفس المجرى فهي ( مناورة ) للكسب الانتخابي لا أكثر و تحريض للعقول الساذجة التي تهرول مسرعة خلف الأوهام لتقع في هذه المستنقعات و ترفع رايات الاحتراب و تسقيط المنافس لهم باسم الدفاع عن المرجعية تارة أو الدفاع عن المذهب و الطائفة و الصحابة و غيرها من أوراق محترقة قد يثير دخانها عدم وضوح في الرؤية لدى الناخب و بالتالي يحققون بضعة مكاسب هنا و هناك حتى إن اضطروا لقتل دينهم في سبيلها .