1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الخلايا النائمة" سر نجاح "داعش".. تثير قلق البغداديين

أمجد سعيد - بغداد٢٤ أغسطس ٢٠١٤

يشعر الكثير من البغداديين بقلق إزاء "الخلايا النائمة" لتنظيم "داعش" الموجودة في صفوفهم ولا يعرفون عنها شيئا لدورها المعلوماتي والاستخباراتي بالنسبة للتنظيم. DW عربية تسلط الضوء على هذه "الخلايا النائمة" في هذا الريبورتاج

https://p.dw.com/p/1CzN2
Irak islamischer Staat Kämpfer Januar 2014
صورة من: picture-alliance/AP Photo

في مقطع فيديو قصير لا تتجاوز مدته دقيقتين، يقوم شخص وهو داخل سيارته المتوقفة على بعد قرابة 100 متر من نقطة تفتيش في منطقة اليرموك في بغداد برفع ورقة كتب عليها اسم "الدولة الإسلامية". ويقوم بتصوير عناصر نقطة التفتيش البعيدة إلى جانب علم "داعش"، ويقول: "لم يبق الكثير حتى ندخل بغداد ونقتلكم أيها المجوس الرافضة" (في إشارة إلى قوات الأمن العراقية). هذا المقطع القصير أثار مشاعر كل من شاهده من البغداديين بعد أن تداولته مواقع التواصل الاجتماعية. البعض قلل من شأنه والبعض الآخر أبدى مخاوفه وحذر من أن خطر "داعش" ما زال قائما في بغداد بسبب الخلايا النائمة التي تعيش بين السكان.

"نشعر أن المسلحين يعيشون بيننا"

تنظيم "الدولة الإسلامية" استولى بسرعة لافتة منذ 10 من حزيران (يونيو) الماضي على مساحات شاسعة من الأراضي في الموصل وسنجار وتلعفر شمالا، وأجزاء من محافظة ديالى شرقا، ومعظم محافظة الأنبار غربا. بيد أن محللين قالوا إن الخلايا النائمة داخل هذه المدن منذ سنوات هي التي كانت وراء نجاح التنظيم في اقتحام المدن وليست قوته العسكرية.

وتعد الخلايا النائمة أبرز ما يثير قلق البغداديين هذه الأيام، لأن عناصرها يعملون في الخفاء في مساعدة المسلحين، بينما هم في العلن يمارسون أعمال عادية كالنجارة والحدادة والبناء. ولهذا السبب لا يثقون كثيرا بأي عائلة جديدة تسكن مناطقهم إلى حين التعرف عليها أكثر.

عبد الله الربيعي الذي يسكن منطقة الكرادة وسط بغداد يقول لـ DW /عربية "نشعر بأن المسلحين يعيشون بيننا. قبل أسبوعين تعرضت المنطقة لأربعة تفجيرات أسفرت عن مقتل العشرات. كيف يمكن للمسلحين إدخال سيارة ملغومة إلى المنطقة دون مساعدة من أحد سكانها". ويضيف "هناك العديد من السكان الذين يتعاطفون مع الإرهابيين ربما من أجل المال، لكن خطرهم أشد من خطر المسلحين الذين يحملون السلاح ويحاولون اقتحام بغداد من المنافذ الشمالية والجنوبية. الخلايا النائمة تعمل كعناصر استخبارات. والأسبوع الماضي تمكنت قوات الأمن من اعتقال شخص في منزله على بعد شارعين من منزلي لتورطه في العمل مع الإرهابيين رغم أنه كان متنكرا ولم نشك فيه للحظة".

ثلاثة أنواع من الخلايا النائمة

Irak Bagdad Bombenanschlag 19.7.2014
لا تزال العاصمة العراقية تشكل هدفا لعمليات إرهابية وتفجيرات انتحارية تستهدف بالخصوص المدنيين...صورة من: Reuters

هشام الشملي، محلل وخبير في الشؤون الأمنية والجماعات الإسلامية المتشددة يقول لـ DW /عربية إن "الخلايا النائمة تختلف عن الناشطة. فالعناصر الناشطة لها بيعة وأمير مباشر ووظيفة داخل الهيكل التنظيمي وغير مرتبطة بعمل حكومي وتأخذ كفالات شهرية (راتب) وملزمة بولاية من ولايات التنظيم".

ويضيف قائلا: "أما الخلايا النائمة فهي مرتبطة ببيعة وأمير مباشر فقط. وهم ثلاثة أنواع: الأول مجمّد عن العمل بسبب قرار أمني أو تنظيمي أو شرعي. والثاني مكلّف باختراق الأجهزة الحكومية الأمنية والعسكرية والمعلوماتية. والثالث مكلف بالدعوة والتدريب الشرعي والعسكري وجمع الصدقات ونشر الفكر لكن بحذر ودون إحداث أي مؤشرات".

ويلفت الهاشمي إلى أن "الخلايا النائمة تستيقظ وتكون نشطة عندما ينجح المسلحون في السيطرة على منطقة ما. بعدها ينسحب المسلحون الميدانيون من المنطقة ويتوجهون إلى مناطق أخرى للسيطرة عليها، فيما تقوم الخلايا النائمة سابقا بإدارة شؤون المناطق وكأنهم مسؤولون عنها".

في الأسبوع الماضي، تمكنت القوات الأمنية من اعتقال عناصر من تنظيم "داعش" ساعدوا الانتحاري "أبو القعقاع الألماني"، الألماني الجنسية، على تفجير سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش في منطقة الدورة جنوب بغداد. وكشفت التحقيقات، التي أجرتها وزارة الداخلية مع المتهمين ونشرت اعترافاتهم على قناة "العراقية" الرسمية، أنهم من سكان المنطقة ويعرفون شوارعها وأزقتها جيدا. وكانت مهمتهم كخلية نائمة تكمن في مساعدة الانتحاري، الذي ينتمي إلى خلية ناشطة وفق تصنيف "داعش"، من خلال توفير السيارة المفخخة وإعطائها له.

حسام ستار، الموظف في وزارة الكهرباء وهو من سكان منطقة الدورة، يلفت إلى أنه "لولا وجود أشخاص من البغداديين لما تمكّن أشخاص من جنسيات عربية وأجنبية من الدخول إلى بغداد وتنفيذ عمليات إرهابية فيها." ويضيف حسام لـ DW /عربية أن "التفجير الذي طال منطقتنا فجره ألماني الجنسية. وقبلها قام آخر استرالي الجنسية بتفجير في منطقة الكاظمية. وتفجير آخر في منطقة الحبيبية نفذه ليبي الجنسية، وهؤلاء حصلوا على المساعدة وتم استضافتهم في منازل داخل المناطق."

فشل مهمة الاستخبارات

ولكن هل تمتلك القوات الأمنية العراقية في بغداد خريطة واضحة حول أماكن انتشار الخلايا النائمة في بغداد؟ عن هذا السؤال يجيب عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق شوان محمد طه قائلا: "القوات الأمنية ليست لديها معرفة دقيقة بهذا الأمر".

Irakische Soldaten westlich von Bagdad
اتهامات للأجهزة الأمنية العراقية بالتركيز علىة العمل الميداني العسكري والتقاعس عن العمل الاستخباراتي لمواجهة خطر داعش وتجفيف خلاياه النائمة...صورة من: Reuters

ويؤكد طه في حديث مع DW /عربية إن "تقارير أمنية سرية تشير إلى أن الخلايا النائمة منتشرة في جميع مناطق بغداد سواء الشيعية أو السنية، ولكنها في المناطق السنية أكثر بسبب وجود نوع من التعاطف عند البعض مع المسلحين السنة." ويقول إن "إستراتيجية الحكومة الأمنية خاطئة، لأنها تعتمد على الجهد العسكري دون الجهد الاستخباراتي. الدبابة لا تستطيع معرفة المسلحين عند دخولها في منطقة. ولكن عنصرا واحدا من الاستخبارات في تلك المنطقة يستطيع الكشف عن المسلحين والمتعاونين معهم، ولكن بسبب فشل الجانب الاستخباراتي للقوات الأمنية نجحت الخلايا النائمة في العمل بحرية."

مهام الخلايا النائمة

أما عن مهام الخلايا النائمة فهي كثيرة، وفق ما يقوله النقيب أحمد في وحدة "وكالة الاستخبارات الاتحادية" التابعة لوزارة الداخلية. ويقول: "أبرزها التجسس على سكان المنطقة الذين يعيشون فيها وإعداد قوائم بالعاملين في القوات الأمنية والوظائف الحكومية المدنية المهمة وإرسالها إلى المسلحين. كما أن من مهامهم معرفة حجم القوات الأمنية وعدد نقاط التفتيش في المناطق". ويضيف النقيب أحمد، الذي اشترط عدم نشر اسمه الكامل لدواعي أمنية، لـ DW /عربية قائلا: "تحقيقاتنا تشير إلى وجود أكثر من 3000 عنصر من الخلايا النائمة في مختلف مناطق بغداد، أبرزها غرب العاصمة وشمالها. وهؤلاء بعضهم يعمل أعمال حرة، والبعض الآخر يعملون كموظفين في الدوائر الحكومية والأجهزة الأمنية وهؤلاء هم الأشد خطرا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد