الخضر والمسيحيون الديموقراطيون يجرون مفاوضات ائتلافية في ولاية هامبورغ
٢٩ فبراير ٢٠٠٨تشهد الخارطة الحزبية الألمانية تغيرات جذرية في السنوات الأخيرة من أهمها تراجع اهتمام الناخبين بالأحزاب الكبيرة وإقبالهم على الأحزاب الصغيرة والجديدة. آخر الأحداث السياسية المثيرة في هذا الملف هو قبول حزب الخضر لعرض من الحزب المسيحي الديمقراطي بهدف التوصل إلى ائتلاف بين الجانبين.
قاعدة الخضر تفاجئ المراقبين
ويعد هذا الحدث مثيرا كون حزب الخضر هو من أشد المنتقدين للحزب المسيحي الديمقراطي وذلك على المستوى الفدرالي والمحلي على حد سواء. إلا أن اجتماعا في ولاية هامبورغ يوم الخميس (28-2-2008 شهد مفاجأة للمراقبين من داخل الحزب وخارجه، حيث وافقت أغلبية ساحقة من المجتمعين على إعطاء قيادة الحزب الضوء الأخضر للبدء بمحادثات أولية مع الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يحاول تشكيل حكومة في الولاية حاليا.
ورغم موافقة قاعدة الخضر المبدئية على الائتلاف مع المسيحي الديمقراطي، إلا أن الأمر يمكن أن يكون له تبعات سيئة على حزب الخضر بشكل عام. ففي العادة يتخذ حزب الخضر في دعايته الانتخابية الحزب المسيحي الديمقراطي كخصم أول له. ولم يختلف هذا الأمر في الدعاية الانتخابية للخضر في انتخابات ولاية هامبورغ الأخيرة، حيث قال الحزب لناخبين أنه في حال اختيارهم للخضر فإنهم يضمنون إزاحة المسيحي الديمقراطي عن السلطة. لذا فإنه من المتوقع أن تتوقف نسبة مهمة من مؤيدي الحزب عن تأييده وتتجه إلى الحزب اليساري الذي دخل لأول مرة إلى الحلبة السياسية في الولاية.
الاشتراكي واليسار يتجهان إلى التعاون لأول مرة
تغيير آخر مهم طرأ على الساحة السياسية الألمانية هو اعتماد قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بداية الأسبوع الجاري لورقة داخلية، يعطى فيها الحزب الاشتراكي في ولاية هيسن بقيادة أندريا يبسيلانتي حرية مطلقة في تحديد أولوياته واختيار الحليف الذي يراه مناسبا لتوفير الأغلبية في برلمان الولاية. وبذلك فإن قيادة الحزب تعطي الضوء الأخضر لفرع الحزب في هسين للدخول في ائتلاف مع الحزب اليساري، الذي طالما أكد الحزب الاشتراكي على عدم وجود نية للتعاون معه بأي شكل من الأشكال.
إن وجود الحزب اليساري كقوة جديدة في 10 برلمانات محلية ألمانية من أصل 15، وسيطرته على 9 بالمائة من مقاعد البرلمان الفدرالي (بوندستاغ) يجعل الأحزاب السياسية الكلاسيكية تعيد التفكير في محرماتها. وما يحصل اليوم هو شبيه بما حصل في الثمانينيات من القرن الماضي عندما دخل حزب الخضر لأول مرة البرلمان الفدرالي وامتنعت كل الأحزاب السياسية آنذاك عن التعامل معه، لكن تواصل تقدمه أدى في النهاية إلى قبوله من كافة الأطراف، حتى من الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي كان أشد أعداءه في السابق.